يا إدريس لشكر: وَ مَا أَرسَلْناكَ إلاَّ نَكْبَةً للإشْتِرَاكِيِّين!

25 مايو 2020
يا إدريس لشكر: وَ مَا أَرسَلْناكَ إلاَّ نَكْبَةً للإشْتِرَاكِيِّين!
بقلم: عبد المجيد مومر الزيراوي*
حَدَّثَنا الكاذِبُ الأولُّ بخطاب التَّلْفيق النْيُو-إشتراكي المَنخُورِ، و جاءَنا بِشُروطِ المُفاوِضِ حول التعاقد العالمي المَقْبُورِ. فإنْفَضحت أصفارُ الإنبعاثِ الجديد المَكبوتَةُ في دَواخِلِ الصدورِ، و تَناثرَت صُحفُ مدفونة في ظلمة العرعر مَقبرة النِّضال المهجورِ. نعم ، مُسِخَ الخَائِبُ الأوَّلُ و نَسبَ أطروحات الغَيْرِ  إلى شَخْصِهِ المَغْمُورِ. بل جُنَّ صَاحِبُنَا وَ إِدَّعَى النُّبُوة فَظَهَر يَهْذِي كالمَسحورِ، ثم إنكشفت تَعْوِيذات القَرصَنَة و طَلاسِم الزُّورِ. هذا لَغْوُ إدريس الذي نبح ضد الحقوق و الحريات كالمَسعورِ. فإسْأَلُوهُ لِمَ عاد يصلي في محراب الكهانة ؟! ، و تَبيَّنوا لماذا يُباركُ البئيسُ حملة الإنقلابِ على الدستور ؟!.
قال إدريس :
ها قد جِئْتُكم بأمِّ المعجزات، أرضية فريدة و محاوِرُها مكتوبةٌ على الألواح المنسياتِ، أرضِيَتِي مُهَيْمِنَةٌ على باقي الأرضياتِ. أنا الناسِخُ لما سبق من الشرائع و جميع السردياتِ، و أنا الماحي لكل المرجعياتِ و النظرياتِ. أنا المُبدل لأساطير الأولين و الكاشف لأسرار النشأة و صفحات الأرضية بينَ أصابِعِ يَدِي كالمَطوِياتِ. أنا المُميت للإتحاد، أنا المُحيي لسُنّة سوق المزاد ، و أنا قابضُ الأثمان و أنا عابد اللَّذَّاتِ. نعم أنا المُبَشَّر بحقيبة العدل بالذاتِ و الصفاتِ و كل الفَذْلَكاتِ.
قال إدريس :
هيَّا أعطوني حقيبَتي الوزاريّة باسم حكومة الوحدة الوطنيّة ، و باسم بَلْطجَة القرصنة الفكريّة أو باسم روحي المُنبَعِثة من الأَضَالِيلِ المؤسسة لمتونِ الأَرضيّة. و إن رفضْتُم سأخنق الأنفاسَ بإنبِعاثاتِي الغازيّة و عليكم سلامُ الأممية الإشتراكيّة أو ثورة الأَلْوِيَّة اليَسارِيَّة. تَاللّاتِ إنِّي البشيرُ الناقلُ لِخَبر سقوط نظام الأمم المتحدة و إنهيار تمثَال الحريّة، و أنا المُنذِر بإسقاط منظومة الإنتخابات المغربيّة و إجهاض جنين الديمقراطيّة و لَسوفَ أطحنُ ما تبَقى من أمالِ ” وْلاَدْ الشعب ” تَزَلُّفًا للكَافِرين بالحقوق و الحريات الدستوريّة.
قال إدريس :
أنتم يا من تصِفونَنِي بالحُثالَة ، أنا القُطْبُ السَّكرانُ و هَا قد بلغتُ مَرتبَة الثمالَة. ها قد جِئتُكم بحداثة الرسالَة ، عقيدة الإنتهازية الجديدة و صرفُ البورجوازِيَّة عند كُشْكِ الحوالَة. أنا رسول اللاَّت إليْكُم ، أنا النَّبي “الكُرَشِي”،  فأَمِنوا بي و لا تَستَزِيدُوا في الإطالَة.
قال إدريس :
إن النظام العالمي لَفي خُسْرٍ، و أنا بكل فخرٍ ، قد عانيتُ من هشاشةٍ و فَقرٍ. و بعد مَرْمَدَةٍ وَ سخرة طويلة وَ كثرةِ نَهْرٍ، و بعد تَقَلُّباتِ دَهْرٍ. إِعتَكَفْتُ بغارِ الحرباءِ فحَصلت على تزكية شيطانيَّة و معها باقة ورد و زَهْرٍ. هَا .. أَنَا .. ذَا قد تَجَمَّلْتُ ببَياض اللحيَّة و لا أستحِي منْ سوادِ قلبٍ نُكُرٍ.
قال إدريس :
يا وْلاَدْ الشعب ؛ هَايْ هَايْ ..  أنا عند الفجر و معي قَنَانِي الفُجَّارِ، أنا و كأسي مُسْكِر يا من تعشقون خمرة الأبرارِ. أنا و عقلي و أسفار الحمارِ، أنا و أوْرادُ الرذيلة عند الأسحارِ، أنا بكل الأَوْزارِ سأدخل نعيم الإستوزارِ . أنا و سياستي إنتهازية لا تبالي بفضيلة الأطهار، أنا و كورونا و نبأ الأخطارِ، أنا و هذه ليلَتي و التنشيط لمواقع الأخبارِ.
يا وْلاَدْ الشعب؛ أنتم معشر الزنادِقَة الكُفارِ . أنا و القلم و موسم سرقة الأفكار و قَطْفِ الثِّمارِ. نعم أنا و أنا كارهٌ لِمُروءَة الأخيار. هذا أنا فَاتَّبِعوني يُحبِبْكُم عيالِي، و لا تَقُولوا كاذبٌ أهبلٌ ، إن معي جُنْدُ الكَتَبَة الأنصارِ.
قال إدريس:
و اللاَّتِ لَوْ وَضعتُم العثماني على يميني و أخنوش على شمالي،  لأعَدْتُ تَنْمِيقَ رسالة دَعوتِي حرفًا حرفًا. و اللاَّتِ لو أعطيْتُموني حقيبة العدل لَمَلأتُ الأرضَ جورًا و  لَسَالَ عرق الحياءِ نَزْفًا نَزْفًا. تَاللاَّتِ .. أنا قبلَ أنا ، و بَعدِي أنا فَلْيَتَقَدَّم سيلُ الطُّوفانِ زَحْفًا زَحْفًا. و اللَّاتِ إنما هي أفكارُكم أَسترزِقُ بها نِصفًا نِصْفًا. فمن وجد سطرَهُ مُدَوَّنا بإسمْي فَقَد خَطَفْتُهُ منهُ خَطْفًا خَطْفًا ، و من وجد غير ذلكَ فلَاَ دْيَاليكْتيكْ إلاَّ مع نَفسِهِ. ها قد أنْذَرتكُم فاحذروا مني خَسْفًا وَ نَسْفًا.
فَقُلْتُ لإدريس :
وَ العَصرِ و أربعةِ أَناجِيل و عَشْرِ لَيالٍ. صُبُّوا كَّرْوَان و مُغْرَابي لإدريس ، و أسكُبوا لي قدحًا من قنينة جَّاكْ دَانْيَالٍ. كلاَّ سَوْفَ تعلمون، لُوقَا و مَرقس بعد قِيلٍ وَ قَالٍ ، مَتى و يُوحنا مع يَهوذَا الإِسْخِرْيُوطِي في سِجَالٍ، و العهد القديم في سفر دانْيالٍ. أنَا اليوم في عَرينِ الضِّباعِ ، ضَعُفَ السَّارِقُ و المَسْرُوقُ، بناتُ أفكاري جدليَّةٌ مادِيَّةٌ و إدريس باحثٌ عن وزارة أوْ رِبْحِ أموالٍ. هذا وحيُ كورونا من خُرم ثُقْبٍ على يَسارِ خيالٍ، كحَّة إشتراكية و رئة التَّقَدُّمِيَّة تهتز بِحدّة سُعالٍ، عتقُ رقبة الإتحاد و الكفارة لا تمحي إِثْمَ كاذبٍ دَجَّالٍ.
نعم قُلْتُ لإدريس :
يا أيُّها البئيس ؛ هذه مائدة العشاء الأخير ! فَخُذ و كُلْ هذا لحم جسدي ، اشربْ من كأس دمي، هَنيئًا مَريئًا لكَ أَنْتَ و لِرَهْطِ الإِنْتِهازِيِّين. وَ إِنْهَقْ كما شِئْتَ فَما أَرسَلْناكَ إلاَّ نكبةً للإِشْتراكِيِّين، إنْعَقْ كما شئتَ فَما أرسلناكَ إلاَّ لعنةً على الإتحاديين. و إلْعَقْ بَلْغَة الكَهَنوت الذي جَثَوْتَ إِلَيْهِ، فَمَا هَجَوْناكَ إلاَّ مرضاةً لرَبِّ العالمين.
و الختمُ بالصلاةِ على السراج المنير محمد خاتم الأنبياء و المُرسلين ، و على آله و من تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
*عبد المجيد مومر الزيراوي: رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق