وزراء أم مناَشِفُ لِلْحَمَّام؟!‎.. الشعب بالنسبة للمسؤولين غير بوزبال المهم أن يرضى عليهم المخزن والملك

8 أكتوبر 2019
وزراء أم مناَشِفُ لِلْحَمَّام؟!‎.. الشعب بالنسبة للمسؤولين غير بوزبال المهم أن يرضى عليهم المخزن والملك

الصحافة _ فوزية لهلال

لا أؤمنُ بلعبةٍ مكشوفة النتائج إسمها الانتخابات، ولم أشارك فيها الاَّ نادراً، انَّها اللُّعبة المطبوخة في بيت المخزن.. الرديئة.. الرَّكيكة.. المعلومة النتائج سلفا، التي تفرز حكومات تسيرها التعليمات وتسقطها التعليمات.. كلشي من الفوق..

من ينسى بن كيران، القادم إلى رئاسة الحكومة عبر انتخابات أعقبت الربيع العربي، وهو يكرِّر على مسامع المغاربة: “لستُ صاحب القرار ” مشيرا الى الملك، ومتناسيا جعجعته قبل رئاسة الحكومة..

سعد الدين العثماني لم يخرج من عباءة سلفه، وهو الذي كشف انه حاول إيقاف تقاعد الوزراء، لكنه فشل في ذلك معللا أن “الأمر ماشي في يدو.

نحن اذن امام حكومات كارية حنكها، مَخْصِيَّة..تتعرض للقذف والسب والسخرية ليل نهار، خياراتها ضيِّقة، وقدرتها على التصدي للمخزن معدومة، تستظل بفيء النظام، .وتغرق في لعبة الامتيازات، والريع، والمعاشات الاستثنائية ..يتم تجريدها من آخر قطعة كرامة تواري بها سوءتها المستباحة، حكومات عاجزة عن رفض الامتيازات وتكسير القالب، ومادامت عاجزة مستكينة، غارقة في الهبات والريع والاواني الفضية فلن تستطيع يوما ان تطالب المؤسسة الملكية ولا النخبة بالتخلي عن امتيازاتها، لن تستطيع تمثيل الشعب..

وعلى رأي الصحفي خالد الجامعي: «إن الشعب بالنسبة للمسؤولين غير بوزبال..المهم أن يرضى عليهم المخزن والملك.
إنها المنظومة القائمة على الريع مقابل الولاء..

بالتالي نجد انفسنا أمام مسؤولين تسيِّرهم التعليمات، وقرارات تُمرَّر دون ان تطرح قبلا في برامج انتخابية، او تُناقش تحت قبَّة البرلمان، وجوه تستبدل بنفس الوجوه، وحقائب وزارية يتبادلونها بينهم، والمسؤولين مجرد ناطقين رسميين، ينتظرون الأوامر والتعليمات..ويرتعدون من الغضبات..

القصر يتكلَّم…!

فمن نحاسب؟

من نحاسب حين الحديث عن ربط المسؤولية بالمحاسبة؟

وما فائدة التعديل الحكومي الجديد، أليس مجرد تغيير وجوه مع الإبقاء على نفس المنظومة الفاسدة، التي تتغذى على الريع والامتيازات، وعدم استقلال القضاء، والجمع بين السلطة السياسية واحتكار الثروات؟

سنكون مغفلين اذن اذا انتظرنا تغييرا، او محاسبة للمتورطين في الفساد..

إنه رابع تعديل حكومي منذ 2013، وفي كل تعديل يتم إعفاء وزراء.. الغريب والعجيب واللامنطقي ان هؤلاء الفشلة باعتراف النظام نفسه، يُكَرَّمون وفقا لظهير شريف، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يخول لكل وزير اعفي من مهامه الاستفادة من 70 مليون سنتيم منحة نهاية الخدمة، وتقاعد 39الف درهم مدى الحياة، نتحدث عن إهدار ملايين الدراهم …دون نتيجة!

هؤلاء الفشلة المعفيون لن يحاسبهم النظام لأنه يعلم أنهم مسيرون وفق التعليمات والتوصيات.. مجرد مخصيين..

حين سُئِل َالحسن الثاني عن وزير داخليته الباطش إدريس البصري، ولماذا يبقيه في منصبه، أجاب الملك: «في كلِّ حمَّام، لا بُدَّ من منشفة.

لقد كان عصا الحسن الثاني، والالة القمعية للمخزن…مجرد منشفة للحمَّام!

انهم مجرد دمى واراجوزات تُحَرَّكُ من الكواليس، مناشف للحمام..لها مدة صلاحية، تُرمى بعدها في مزبلة التاريخ،

التغيير الحقيقي يبدأ ببناء دولة ديموقراطية، تكون السلطة فيها بيد الشعب، وأما الذين يراهنون على الزلازل السياسية والتعديلات الحكومية باهضة التكلفة فنقول لهم: انتظروا..انا معكم منتظرون!

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق