هل تهدأ احتجاجات لبنان باستقالة الحريري.. وما فرص عودتها؟

30 أكتوبر 2019
هل تهدأ احتجاجات لبنان باستقالة الحريري.. وما فرص عودتها؟

الصحافة _ وكالات

رغم إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته، بعد 13 يوما من الاحتجاجات الشعبية، إلا أن متظاهرين أكدوا على أهمية البقاء في الشارع وساحات الاعتصام، حتى “استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين”، بحسب بيان لمتظاهري مدينة صيدا.

وقال المتظاهرون إن “ساحات الثورة مفتوحة ولن تقفل بعد اليوم، والشعب قال كلمته ولم يتراجع تحت ضغط صموده ووحدته، ورغم جميع محاولات السلطة وشبيحتها إجبار الشعب على الخروج من الشارع، حققنا الانتصار الأول وهو إسقاط الحكومة”.

بالمقابل، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن حركة السير عادت إلى طبيعتها في معظم المناطق اللبنانية، مشيرة إلى أنها عادت لطبيعتها في منطقة جل الديب ببيروت حيث كانت مقفلة، وشهد الأوتستراد حركة سير لافتة بعد قيام الجيش اللبناني بفتح الطريق وإزالة الخيم والعوائق من وسط الطريق.

بوادر واضحة

وأضافت أن “الجيش اللبناني عمل على إزالة السواتر الترابية التي كان المحتجون يقطعون عبرها الطريق الدولية التي تربط مرجعيون بالبقاع عند مثلث سوق الخان، وباتت جميع الطرقات في المنطقة سالكة بالاتجاهين دون أي عوائق”.

وحول تأثير استقالة الحريري على الاحتجاجات الشعبية، رأى عضو المكتب السياسي بتيار “المستقبل” مصطفى علوش، أن “هناك بوادر واضحة أن الاستقالة حققت جزء مما تريده الاحتجاجات”، مؤكدا أنه “عمليا هناك بعض الطرقات بدأت تفتح، وشدة الاحتجاجات لم تعد كما كانت”، وفق تقديره.

وأضاف علوش في حديث لـ”عربي21” أن “المهم أن تبقى الضغوطات، لكي تتمكن أي حكومة قادمة من تحقيق بعض الإنجازات والإصلاحات الكافية، لتأمين الاستقرار في النظام (..)، المهم أيضا أن تكون الحكومة مقنعة”.

وفيما يتعلق بإمكانية عودة الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، قال علوش إنه “احتمال وارد لكن بشرط أن تكون الحكومة بتكوينها الجديد مقنع”، مشددا على أهمية أن “تكون مؤلفة من تركيبة تختلف عن التركيبة السابقة، وتتكون من مختصين يمكنهم تسلم مسألة الإصلاح وإدارة شؤون الدولة في السنوات المقبلة”.

من جانبه، ذكر المحلل السياسي اللبناني طلال عتريسي أن “الاحتجاجات اليوم تراجعت كثيرا ولم يبق أحد في الشارع، والطرقات فتحت، وبالتالي يمكن القول إننا بدأنا مرحلة جديدة ليس فيها الضغوط الشعبية السابقة”، على حد قوله.

وتابع عتريسي: “السؤال في حال تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، هل سيعود الناس إلى الشارع أو لديهم القدرة على العودة للشارع مجددا؟”، مستبعدا في الوقت ذاته من عودة الاحتجاجات الشعبية بنفس قوة الأيام الماضية.

رئاسة الحكومة الجديدة

وأرجأ عترسي ذلك إلى أن “الشارع متشكل من أكثر من اتجاه، بعضهم سياسي وأطرافه شخصيات كانت موجودة في الحكومات السابقة والحكومة الحالية، رغم وجود أطراف أخري شعبية متضررة من إجراءات الحكومة والضرائب”.

وأشار عتريسي إلى أن بعض القيادات السياسية اللبنانية رحبت باستقالة الحريري والبعض الآخر لم يتحدث حتى الآن، معتقدا أنه “إذا لم تقدم الحكومة إنجازات حقيقية، فإن المشكلة ستبقى مفتوحة”.

وتوقع المحلل السياسي اللبناني عودة الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، في حال تحققت شروط مختلفة عن السابق، ووجود وزراء جدد، لا يواجه معهم مشاكل في إدارة الحكومة، مستدركا بقوله: “هذا رهن للأطراف الأخرى، بإعادة التسوية السياسية والرئاسية التي كانت موجودة”.

وأردف عتريسي قائلا: “لا نعرف كم من الوقت سيستمر للاتفاق على طبيعة الوزراء، وهل هم وزراء سياسيين بنفس الصيغة السابقة أم تقنيين”، مؤكدا أن “الخلاف مفتوح حول هذه النقطة”.

وأما الاحتمال الثاني بتكليف شخصية جديدة غير الحريري، فله شروط ومحاذير، بحسب عترسي الذي تساءل: “هل الشخصية الجديدة ستقبل بهذه المهمة الصعبة في ظل الوضع الاقتصادي الدقيق والحساس؟”.

ولفت إلى أنه من الممكن الذهاب إلى وضع غير واضح المعالم، وهذه الخشية كانت قبل التحركات الشعبية، عبر سقوط الحكومة والدخول بحالة من الفراغ، “ولا نعرف إذا ما كنا سنصل إليها”.

وشكك عتريسي في إمكانية عودة الاحتجاجات الشعبية بقوة في حال فشل تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت، معللا ذلك بأن “الاحتجاجات وصلت إلى ذروتها خلال 13 يوما، وفي اليومين الأخيرين بدأت الاحتجاجات تتراجع والناس تتململ من قطع الطرق”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق