هكذا تُؤدي الكرة المغربية ثمن بحث نجومها عن المال بدوريات الخليج!

1 أكتوبر 2019
هكذا تُؤدي الكرة المغربية ثمن بحث نجومها عن المال بدوريات الخليج!

بقلم: محمد شروق*

في الماضي القريب، كان حلم أي لاعب مغربي يمارس بالبطولة الوطنية هو الاحتراف في أكبر الدوريات الأوروبية للرفع من مستوياتهم التقنية والبدنية والممارسة في المستويات الكبيرة حتى تتم المناداة عليه للمنتخب الوطني الذي يستفيد أيضا للرفع من مستواه.

لكن كل هذه الطموحات لم تعد قائمة الآن في ظل الإغراءات المالية لدوريات الخليج العربي المعروفة بمستواها العادي، ولكن وبأموالها الطائلة التي تحسن وضعية اللاعب ماديا وتقلل من مردوده رياضيا.

واذا كان اللاعب هو الرابح ماديا فإن كرة القدم المغربية هي الخاسر لأن سقف طموح اللاعبين ينزل من الحلم باللعب في أوروبا إلى البحث عن المال.إضافة الى أن المنتخب الوطني يؤدي الثمن هو الآخر بالاعتماد على لاعبين رسميين يلعبون بالدوريات الخليجية.

إنها معادلة بدون حل لما نتابع اللاعبين المغاربة المتميزين يختارون المال مقابل النجومية وتطور المستوى التقني واللعب في أندية أوروبية قوية تنافس في مستويات عالية رفقة نجوم كبار في عالم المستديرة، ليستسلموا في الأخير لسلطة المال والانتقال إلى دوريات الخليج التي تمكنهم من العودة في آخر سنواتهم محملين بأكياس مملوءة بالدولارات، وبرصيد تقني فارغ من ناحية عقلية اللعب والممارسة الكروية العالية.

لقد شهدت السنوات الأخيرة احتراف أبرز لاعبي البطولة الوطنية في بطولات السعودية والإمارات وقطر وأحيانا الكويت، كنجم الوداد السابق أشرف بنشرقي الذي سطع نجمه في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، ونجم الرجاء محسن متولي الذي صال وجال في دوري نجوم قطر قبل العودة منهكا إلى فريقه الأم الرجاء ، ومحمد فوزير النجم الأول السابق للفتح الرباطي ومحمد اوناجم جناح الوداد الطائر، وغيرهم من اللاعبين المغاربة الممارسين في الدوريات الأوروبية الذين حولوا وجهتهم صوب دوريات الخليج كامبارك بوصوفة بالجزيرة الإماراتي، ويوسف العربي بالدحيل القطري، وآخرهم بعد المشاركة في مونديال روسيا 2018 النجم نورالدين أمرابط إلى النصر السعودي وكريم الأحمدي إلى نادي اتحاد جدة السعودي،دون أن ننسى النجم المثير للجدل عبد الرزاق حمد الله والعميد مهدي بنعطية الذي فاجأ الجميع ونزل من عرش جوفنتوس إلى كرسي الدحيل القطري.

ويوجد حاليا أزيد من ثلاثين لاعبا أغلبهم مروا من البطولة الوطنية قبل أن يستقروا في دول “البترودولار”، ليجدوا أنفسهم في وضعية جديدة مخالفة عن الوضعية السابقة التي كانوا عليها سواء رياضيا أو ماليا أو حتى من الناحية الجماهيرية.

هذا التواجد الكبير للاعبين المغاربة بدوريات الخليج غير مقاييس اختيار لاعبي المنتخب،وهو ما تابعناه مع الناخب السابق هيرفي رونار الذي قال في بدايته إنه لن يستدعي اللاعبين الممارسين في الدوريات الخليجية لعدم اقتناعه بالمستوى العام للدوريات هناك، حيث استبعد لاعبين بمواصفات جيدة كانوا يمارسون في الدوريات الأوروبية قبل الانتقال إلى الخليج أبرزهم المهاجم يوسف العربي، إضافة إلى عبدالرزاق حمدالله وغيرهم من اللاعبين، والاكتفاء فقط باستدعاء امبارك بوصوفة (34 عاما) لاعب الجزيرة الإماراتي نظرا للخبرات الكبيرة التي راكمها في الملاعب الأوروبية قبل الانتقال للممارسة في الخليج.لكنه اضطر في الاخير إلى تغيير موقفه و الاعتماد على لاعبين من هناك..

ختاما.

إذا كان مفهوم الحرية هو الأساس فإن لكل لاعب الحرية للعب أينما أحب و ارتاح وستبقى بطولتنا بقرة حلوب؛تفرط في نجومها القلائل أمام اغراءات الدولار و المنتخب يدفع الثمن في التظاهرات القارية و الدولية..

*محمد شروق: صحافي مغربي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق