هذه هي قصة أزمة كرة القدم المغربية!!

19 يوليو 2019
هذه هي قصة أزمة كرة القدم المغربية!!

الصٌَحافة _ جمال اسطيفي*

يوم الإثنين المقبل ستلتئم أسرة كرة القدم المغربية في لقاء تواصلي للحديث عن وضعية كرة القدم في المغرب حيث وجهت الدعوة لرؤساء أندية القسمين الأول والثاني والهواة ورؤساء العصب وممثلي المدربين واللاعبين.

تنظيم هذا اللقاء التواصلي جاء عقب الإقصاء الصادم للمنتخب الوطني من كأس إفريقيا بمصر، بعد خسارته في دور الثمن نهائي أمام منتخب البنين بالضربات الترجيحية.

توقيت اللقاء التواصلي وطريقة الإعلان عنه تجعل المتتبع يعتقد أن الأمر يتعلق بأزمة عميقة لكرة القدم المغربية، والحال أن الأمر ليس كذلك، إذ يتعلق بأزمة نتيجة للمنتخب الأول وسوء تدبير له تتحمل الجامعة والمدرب هيرفي رونار وطاقمه التقني مسؤوليته.

البطولة المغربية تتطور بشكل كبير، وأنديتنا باتت تحضر باستمرار في المنافسات الإفريقية، وتحصل على الألقاب وتنافس، كما أن عددا من اللاعبين أصبحوا ينطلقون نحو الاحتراف الأوربي، وهناك حضور لافت للجمهور في المدرجات.

فلماذا حولت الجامعة إقصاء المنتخب الوطني إلى أزمة لكرة القدم المغربية بشكل عام؟

ما يجب أن يتغير هو طريقة النظر إلى المنتخب الأول، فمنذ عقود وهو يحظى بالاهتمام، ويرصد له الكثير من المال، وطاقمه التقني يعيش في بحبحوحة برواتب خيالية لا تتماشى والنتائج التي تتحقق.

المنتخب الوطني الأول في حاجة ملحة إلى صفاء للأجواء وإلى تحديد للاختصاصات، وأن يأخذ رئيس الجامعة مسافة منه تحصر دوره في الأمور الاستراتيجية والتوجهات واللوجستيك، بينما يباشر تقنيون لهم ما يكفي من كفاءة وكاريزما مهمة المتابعة والمراقبة والتقييم.

وهو أيضا في حاجة إلى طاقم تقني يحصل على رواتب معقولة كما هو معمول به في معظم بلدان القارة بما فيها تلك القريبة من المغرب.

وهو في حاجة إلى أن يكون مدرب المنتخب الأول هو نفسه مدرب المنتخب المحلي، لكي يكون هناك خيط ناظم بينهما، كما هو موجود في كل إفريقيا، فلماذا سيشكل المغرب الاستثناء !؟

أما كرة القدم المغربية فهي في حاجة إلى مواصلة مسلسل الهيكلة والتنظيم الإداري والمالي واهتمام أكبر بالبطولة، بالزيادة في الحوافز المخصصة للأندية، ولو أدى الأمر إلى تخفيض ميزانية المنتخب الوطني الأول.

كما أن كرة القدم المغربية في حاجة إلى تغليب لكفة المعايير والقانون، وإلى برمجة احترافية تنصف الفرق التي تشارك خارجيا ولا تضر بتلك التي ليست لديها رهانات خارجية.

كرة القدم المغربية ليست في أزمة، لكن هذا التدبير السيء لحصيلة المنتخب الوطني الأول في “كان” مصر هو الذي جعلنا أمام مشهد بعنوان الأزمة.

*جمال اسطيفي: صحفي بجريدة المساء

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق