هذه خارطة طريق اختيار خليفة رونار لتدريب المنتخب الوطني

21 يوليو 2019
هذه خارطة طريق اختيار خليفة رونار لتدريب المنتخب الوطني

الصحافة _ جمال اسطيفي*

بعد رحيل الفرنسي هيرفي رونار ووضع نقطة نهاية لعلاقته مع المنتخب الوطني لكرة القدم، سيبدأ الحديث عن المدرب المقبل وستتقاطر الكثير من الترشيحات، وسيسعى عديدون إلى الحصول على نصيبهم من “الكعكة”، وستتحول الجامعة إلى قبلة للوكلاء وأشبه الوكلاء، وسيجد رئيس الجامعة نفسه وقد أصبحت تتقاذفه الأمواج، بما أنه هو صاحب القرار الأول والأخير في عملية اختيار المدرب، وسنعود مرة أخرى إلى لازمة انتظار الضوء الأخير لتعيين المدرب، وسيدخل متصيدو الفرص على الخط ليخلطوا الأمور في محاولة لفرض تصوراتهم وآرائهم.

اختيار المدرب المقبل للمنتخب الوطني يجب أن يبنى على استغلال ما تحقق من تراكم إيجابي للمنتخب الوطني في الثلاث سنوات ونصف الأخيرة، فإذا أردنا أن نحلل الأمور بشكل عقلاني وموضوعي لابد من الاعتراف أنه كانت هناك العديد من الأمور الإيجابية، من قبيل الضغط العالي الذي يمارسه المنتخب الوطني على المنافسين، وقدرته الرهيبة على افتكاك الكرة من المنافس، والتحول بالكثير من السلاسة من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، وانخراط لاعبي الخط الأمامي في عملية التنشيط الدفاعي، إذ أنهم يشكلون حائط الصد الأول أمام المنافسين.

هذا الوضع جعل المنتخب الوطني يكبر في المباريات التي يواجه فيها منافسين أقوياء يسعون بدورهم إلى الاستحواذ على الكرة وبناء الهجمات، إذ يترك له ذلك مساحات في الملعب يعرف المنتخب الوطني كيف يستغلها، لكن المنتخب الوطني وجد في المقابل صعوبات كبيرة عندما واجه منتخبات تتكتل في خط الدفاع، إذ يصعب عليه الاختراق، ومع مضي الوقت يتعذب، وهو ما حصل في العديد من المحطات، كما أن عملية اختيار بعض اللاعبين طغت عليها العاطفة والتكثلات التي بقدر ما أفادت المدرب فإنه أصبح رهينة لها.

لذلك، على جامعة كرة القدم أن تتحمل مسؤوليتها في اختيار المدرب المقبل، وان تكون معايير الاختيار والقناعات واضحة، ولدى الجامعة القدرة على الدفاع عنها، وألا يحكم اقتراحات البعض البحث عن “السمسرة” او ما شابه ذلك.

ثم إننا لابد أن نعرف أعضاء اللجنة التي ستختار المدرب، وهل ستكون فعلية أم صورية كما حدث في محطات سابقة، تم فيها الزج بأسماء لاعبين سابقين صمن لائحة الاختيار، وهم في حقيقة الأمر لم يختاروا أي شيء، واكتفوا فقط بالمصادقة على الاختيار.

المنتخب الوطني ليس في حاجة إلى العودة من نقطة الصفر، فالتراكم الذي تركه بادو الزاكي وبعده هيرفي رونار إيجابي جدا، واختيار المدرب المقبل يجب أن يمضي في اتجاه تجويد أداء المنتخب الوطني حتى تكون له القدرة على التعامل مع كل المنافسين سواء أكانوا يتكتلون في الدفاع من خلال جدارات دفاعية أو يقومون بعملية الاستحواذ على الكرة وبناء الهجمات.

أيضا لايمكن أن يعمل المدرب المقبل مع نفس الطاقم التقني الحالي الذي يضم باتريس بوميل ومصطفى حجي، فالاحتفاظ بهما مع المدرب المقبل سيكون أشبه بالقنبلة الموقوتة، خصوصا أن هناك إشارات سلبية في هذا الاتجاه، ولأن الأدوار التي يقوم بها بوميل وحجي لا علاقة لها بالتأطير التقني فقط، وتمتد إلى أمور خارج الإطار تؤثر على المجموعة وتترك أثرا سلبيا.

تجنبوا الانفعال والتسرع في عملية الاختيار حتى لا يدفع المنتخب الوطني الثمن غاليا.

*جمال اسطيفي: صحفي بجريدة المساء

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق