هذا ما أغضب القصر الملكي وجهاز الدبلوماسية المغربية في تصريحات رئيس “الباطرونا”!.. مزوار مُتهم بالتحريض على الإحتجاجات على صاحب السٌلط وإجباره على تقاسمها مع الشعب والإنفتاح على المعارضة الحقيقية والإسلاميين

13 أكتوبر 2019
هذا ما أغضب القصر الملكي وجهاز الدبلوماسية المغربية في تصريحات رئيس “الباطرونا”!.. مزوار مُتهم بالتحريض على الإحتجاجات على صاحب السٌلط وإجباره على تقاسمها مع الشعب والإنفتاح على المعارضة الحقيقية والإسلاميين

الصحافة _ لمياء أكني

رغم أن الإتحاد العام لمقاولات المغرب لا يُمثل إلا حفنة من الأثرياء والقابضين على الإقتصاد الوطني بالجمر، فإن استقالة صلاح الدين مزوار من رئاسة الـ”باطرونا” عقبت تصريحات أدلى بها الوضع الداخلي بالجزائر، خلال مؤتمر دولي منعقد بمراكش، شكلت مادة دسمة للصالونات والمجالس طيلة عشية يوم الأحد 13 اكتوبر2019، وذلك بإعتبار أن صلاح الدين مزوار لا يمثل حساسية في المجتمع بقدر ما يمثل الجهات التي صنعته وبوأته المراتب الحزبية والسياسية والإقتصادية في السنوات الأخيرة.

من هنا دلالة اهتمام المراقبين بتداعيات ما فاه به صلاح الدين مزوار تجاه الوضع الداخلي للجزائر، على اعتبار أن القراءات قد تعتبر تصريحات الرئيس السابق لـ”باطرونا” أوحي إليه بها من طرف جهة رسمية ما، وهذا ما يفسر التدخل السريع والغاضب والحاسم للسلطة -في شخص وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج- التي تنصلت من كل ما قاله صلاح الدين مزوار. وبالتالي وجد الأخير نفسه “أمام الحائط”، واستوعب أن البيان الرسمي للحكومة ليس موجها للجزائر فقط، بل اعتبره دعوة للاستقالة من نقابة الإتحاد العام لمقاولات المغرب، فإستجاب للمطلب على الفور وعلى المقعد.

إن ما أزعج من يهمه الأمر في تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السابق، ليس هو تعليقه على الوضع الداخلي للجمهورية الجزائرية، بل مضمونه، إذ كم من وزير جزائري سابق شن هجوما عنيفاً على المغرب المغرب والملك محمد السادس، بدون ردود فعل، بل إن عبد القادر مساهل كان وزيرا للشؤون الخارجية الجزائرية رمز السيادة، وأهان المغرب متهما أبناكه بتبييض الأموال وشركة الخطوط الملكية المغربية بنقل الحشيش، ولم يتحرك ساكناً لدى كبار مسؤولي الدولة المغربية ومسؤولي الجهاز الدبلوماسي المغربي.

إن ما أزعجهم في تصريح رئيس الإتحاد العام لمقاولات المغرب المستقيل من مهامه، هو مضمونه الذي كان موجهاً بشكل أساسي للداخل المغربي، وهو التصريح الذي يُشجع على الإحتجاجات الشعبية لأنها تبعث الأمل، وأن المغرب ليس في منأى عن هذه الإحتجاجات، وتأكيده على ضرورة الإحتجاج على صاحب السلطة ودفعه إلى قبول مشاركتها مع الشعب، وفتح قنوات الحوار والإنفتاح على المعارضة الحقيقية في الشارع وهي الإسلاميين.

ويُشار إلى أن تصريحات صلاح الدين، والتي بسببها طالته غضبة ملكية سرٌعت بتقديم إستقالته من رئاسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب، وذلك دقائق قليلة بعد صدور بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والتي أدلى بها خلال حضوره أشغال النسخة 12 من مؤتمر السياسة العالمي، الذي افتتح يوم السبت المنصمرم في مراكش، قال فيها إن “ما نراه اليوم في الجزائر من احتجاجات سلمية يبعث على الأمل؛ عكس ما يعتقد الكثير.. الجزائر لن تعود إلى الوراء، لذلك يجب على السلطة العسكرية قبول مشاركتها السلطة .. وسيكون عليها أن تتشارك السلطة مع أولئك الذين قادت ضدهم حرباً داخلية خلال عشر سنوات، أي المحتجين، لأنهم يشكلون إحدى القوى القليلة المنظمة المتبقية في الجزائر، لأن جميع التنظيمات السياسية التقليدية يرفضها المجتمع الذي يوجد اليوم في الشارع”.

كما قال صلاح الدين مزوار: “من كان يظن أنه بعد ثمان سنوات من ثورة الياسمين بتونس، وبمناسبة هذه الانتخابات اليوم أن يكون هناك مرشحان ضد النظام. يقع هذا بعد ثمان سنوات. مرشحان.. قوتان ضد النظام يجدان نفسيهما في الدور الثاني الذي سيحسم فيه الأحد. من كان يظن أن هذه النتيجة التي تم الحصول عليها خلال الانتخابات التشريعية في تونس أن تكون بهذا الشكل؟ هناك ملاحظة أن هناك قوى موجودة بالفعل وجد متجذرة، هذا صحيح بالنسبة لتونس وسيكون صحيحا بالنسبة للجزائر غدا…”، في إشارة إلى الحركات الإسلامية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق