مظاهرات في أحد مخيمات تندوف للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ونساء وأطفال يحاولون اقتحام مبنى قيادة “البوليساريو”

28 نوفمبر 2019
مظاهرات في أحد مخيمات تندوف للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ونساء وأطفال يحاولون اقتحام مبنى قيادة “البوليساريو”

الصحافة _ وكالات

أوردت مواقع إخبارية مغربية أن أحد مخيمات تندوف في الجنوب الجزائري شهد الأربعاء مظاهرات لمجموعة من السكان. وأضافت أن مقاطع فيديو متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تظهر عددا من النساء والأطفال وهم يحاولون اقتحام مبنى قيادة “البوليساريو” في “الرابوني” قبل أن يواجهوا بالهراوات والقمع.

وجاءت هذه الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراح بعض المعتقلين في سجن “الذهيبات”، كان الأمين العام لجبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي وعد عائلاتهم بإعادة النظر في محاكمتهم الاثنين الماضي ثم يوم الأربعاء، وهو ما لم يحدث، ليفهم المعنيون بأنهم ضحية مماطلة وتسويف لكسب الوقت- بحسب تعبير المصادر المحلية- إلى حين انتهاء المؤتمر الذي تعول عليه الجبهة، وتسعى جاهدة لعدم حصول مفاجآت غير متوقعة قد تؤثر على السير العام للمؤتمر الذي ينعقد في ظرفية حساسة للغاية داخل مخيمات تندوف.

وكثفت الجبهة من ترتيباتها لمؤتمرها المنتظر أواسط كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وسط توجسها من عودة الاحتجاجات التي كانت قد انطلقت قبل أشهر، واضطرت قيادة الجبهة لإخراج المدفعية الثقيلة لتخويف المتظاهرين، بحسب أحد المصادر.

ووثق “منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي” في مخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين” خروج أعداد من سكان المخيمات، في الاحتجاجات الأربعاء، بعدما كانت المخيمات قد عرفت هدوءا نسبيا على خلفية إطلاق قيادة الجبهة سراح ثلاثة من المدونين المختطفين.

وأفادت مصادر أن قيادة “البوليساريو” كانت قد أودعت السجن شباناً من المحتجين، ولفقت لهم تهم الاتجار في المخدرات، بينما أفرجت عن بارونات مخدرات على علاقة بقيادة الجبهة وعملت على تبرئتهم.

ونقل المتظاهرون ما مفاده أن هناك معتقلين تم تعمد الابقاء عليهم في الزنازين، لما بعد انعقاد المؤتمر لتفادي انقلاب على قيادة الجبهة.

وتستعد جبهة “البوليساريو” لتنظيم مؤتمرها الخامس عشر من 19 إلى 23 كانون الأول/ ديسمبر المقبل في المنطقة العازلة “تيفاريتي”، التي سبق لمجلس الأمن أن دعا الجبهة إلى ضرورة الانسحاب منها.

نشر صور حميمية

وكان مجموعة من الأشخاص ينتمون لقبيلة “الركيبات السواعد” قاموا أوائل الشهر الجاري بعدة اعتصامات في “الرابوني”، متهمين جبهة “البوليساريو” بقرصنة صور حميمية لزوجة المعارض فاضل بريكة، المعتقل منذ حزيران/ يونيو الماضي، ونشرها على موقعها على شبكة الأنترنيت، وفق ما أوردته بعض المواقع.

وتجمع ما لا يقل عن 15 شخصا من بينهم نساء أمام مقر “الأمانة العامة” للبوليساريو من أجل التعبير عن غضبهم لعدم احترام الحياة الخاصة لمعتقلي الرأي، حيث رفعوا لافتات منددة بذلك العمل الذي اعتبروه ماسًّا بكرامة وحميمية المرأة الصحراوية علية السعدي، وعبروا عن تضامنهم مع زوجها فاضل بريكة.

وفي اليوم نفسه، توجه نحو 40 شابا من نفس قبيلة “الركيبات السواعد” على متن عشر سيارات إلى سجن “الذهيبية”، حيث يوجد فاضل بريكة، احتجاجا على “الأضرار التي مست كرامة هذا الأخير وزوجته”.

غير أن قوات “البوليساريو” الأمنية منعتهم من الاقتراب من السجن، وأطلقت أعيرة نارية تحذيرية، وبعد ذلك اقتحم المتظاهرون مقر ما يسمى “المجلس الوطني الصحراوي” (البرلمان)، قبل أن تفرقهم تلك القوات وتعتقل شقيق فاضل بريكة، المسمى نافع (المولود عام 1984 في بلنسية بإسبانيا)، وكذلك اثنين من المتظاهرين الآخرين.

ولتدارك تداعيات نشر صور زوجة المعارض المعتقل، أصدرت هيئة تسمى “سكرتارية التنظيم السياسي” بيانا يدين نشر تلك الصور، واصفا هذا الفعل بأنه “سلوك غير لائق وجريمة تستحق العقاب”، مع نفي أي صلة مع هذا النوع من “الأفعال التي تتعارض مع قيم الشعب الصحراوي”، قبل حث الصحراويين على “التحلي بالتحمل والصبر في هذا الظرف الحساس، بالتزامن مع الاستعدادات للمؤتمر المقبل”.

خطر الإرهاب

من جهة أخرى، حذرت وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، مواطنيها من السفر إلى مخيمات تندوف. وقال بلاغ صادر عن ذات الخارجية الإسبانية، الأربعاء، إن السفر لى تلك المخيمات شكل تهديداً لسلامة مواطنيها، بسبب التهديد الإرهابي المتصاعد.

وحسب البلاغ نفسه الذي أوردته وكالة “أوربا بريس”، فإن التحذير يشمل كافة الأراضي الجزائرية الجنوبية والشرقية والغربية، والحدود مع مالي والنيجر وموريتانيا، وذلك بعد تصاعد التهديد الارهابي وانتشار الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.

كما يشدد البلاغ على تجنب السفر، ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية، إلى الحدود التونسية و”القبايلية”، ويذكّر بأن هناك خطر حدوث عمليات خطف وهجمات إرهابية في جميع أنحاء البلاد.

الجزائر ليست وجهة مشتركة للسياحة الإسبانية، لكن ثمة “رحلات تضامن” متكررة إلى المعسكرات الصحراوية في تندوف، تنظم بالتعاون مع الإدارات الإقليمية أو المحلية والمنظمات غير الحكومية وغيرها من الأجهزة.

وكانت الجماعات الإرهابية قد استهدفت القوات الفرنسية شمال مالي، متسببة في خسائر هي الأكبر منذ سنوات، حيث قتل 13 عسكرياً فرنسياً في تحطم مروحيتين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق