ما الذي يجمعُ فقهاء الكهنُوت ولوبي الذومالية المُتَوَحِّشَة وفُلُول الشيوعية وبَقايا الإشتراكية الشعبوية في الحكومة المغربية؟

14 يوليو 2019
ما الذي يجمعُ فقهاء الكهنُوت ولوبي الذومالية المُتَوَحِّشَة وفُلُول الشيوعية وبَقايا الإشتراكية الشعبوية في الحكومة المغربية؟

الصٌَحافة _ عبد المجيد مومر الزيراوي 

يَصْعُبُ على المرء أن يعيش أحداث نهاية الأسبوع على أنغام تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني و على إيقاع خرجات الوزيرين عزيز أخنوش ورشيد الطالبي العلمي. يصعب أن يجد المَرْءُ راحتَه النفسية حين يتساوى فقيه الإسلامِيِّين مع خُدَّام الذُومَالِيِّين في رذيلة الكذب السياسي المبين.

هكذا يستمر رموز التضليل الحزبي في نشر الخرافة المُؤَدْلَجَة و صَبْغِ الواقع بألوان السرَّاب المُنْذِرِ بالخَرَاب ، هكذا تتحول قيادات الأحزاب إلى لعنة شُؤْمٍ أو قَدَرٍ من أقدار العقاب. هكذا نعيش بلا حول و لا قوة أمام اختِلالات  ظاهرة وحكومة عاجزة وقيادات سياسية لا تقبل منا صَرْفَ الحِسَاب.

هما ضلْعانِ من أضلاع الحكومة، هما وجهان لعُملة واحدة ، عُملة الفشل و الإنكسارات المتوالية . و يُخيَّل إليكَ عند سماع تصريحاتهم أنهم المُنْقِذون ، ثم تغرق صريعًا في يَمِّ الإخفاقات الميدانية . لِتَكْتَشِفَ بعدَها أنّكَ تُتَابِعُ بِحَسْرةٍ و مَرَارَةٍ فصول تراجيديا مَسْرَحِيَّة. و لأن إتقان الأدوار يتطلَّب “سَنْطِيحَةً” عَريضَةً و لِسَانًا طَوِيلاً، فإنِّكَ تَجِدُ سِيمَاهُم على وجوهِهم من أَثَرِ الكذب، حيث كلَّما نظرت إليْها تجد أن التَّصَحُّرَ قد أَتى على شعر جِبَاهِ هؤلاء الوزراء و أَنّ أَفْوَاهَهُم لاَ تُغْلَقُ بِسَبَبِ إنتفاخ اللسان.

إنهم يكْذِبون و يكْذِبون حتى نُصَدِّقَ كِذبَتهُم ، إنهم لا يُريدونَنا أنَّ نَقْتَرِب من كثافة المشاركة السياسية حتى لا نُفْسِد عليهم فَيْئَهُم. هُم يرغبون في إستمرار العزوف و تنفير الشباب ، لأن الرَّفْعَ من نسبة التصويت يؤدي إلى نقص حادٍّ في عدد مقاعِدِهم وحجم مَغانِمِهم .

إنَّهم يلعنون بَعْضَهم بَعْضاً كل صباح و مساء ، هُم يتبادلون في الخفاء شَتْمَ الأُمَّهات و الأباء ، و عند ساعة اقتسام الغنيمة يعودون إلى الحديث عن إنسجام الأغلبية و فعالية الأداء . هي المِسْبَحَةُ تشرب نَخْبَ الدِّرْهَم من تحت الغطاء .. هي الحكومة المغربية مريضةٌ و هُوَ الكذب عضال الداء؛  فإكْذِب كما تشاء تالله إِنَّه سُوءُ خُلُقِ هؤلاء الوزراء .

فَرغم أن آفة المؤمن الكذب ، ها أنتم تجدون حزب العثماني يَتَنابَزُ بِأَلْقَابِ الصراع المصلحاتي مع حزب أخنوش. و ها أنتم تجدونَهُما مُتَشَبِّثِينَ بمقاعد الحكومة و لسان حالِهِمَا يقول :” لكُم وِزاراتُكُم و لنَا وِزاراتُنَا ، لكُم رِيعُكُم و لنَا رِيعُنَا ، لكُم نَصيبُكم و لنَا نصيبُنا “. هكذا تدور رحى الصراع داخل الحكومة و لكِ الصَّبْرُ يا أيتها البلاد المَكْلُومَة !.

ولعل إسْتِكَانَة هذه الأحزاب المشاركة في غنيمة الحكومة لِحَالَة البلوكاج التشريعي و عرقلة المصادقة على مشروع القانون الإطار  17.51 المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ، المعروض أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب منذ تاريخ 12 شتمبر 2018. تُثْبِتُ بالملموس أن هذه الأحزاب لا تُشْعِلُ وَقُودَ التصريحات الصادقة و الإجراءات الصارمة للحسم في قضية وطنية مصيرية تتجسد في ضرورة إصلاح منظومة التعليم – شكلا و مضمونا- كشرط وجود و كحاجة لدى الأجيال المغربية الصاعدة. بل نجدها قد اختارت طَأْطَأَةَ رُؤُوسِها و المحافظة على مواقعها الوزارية ، و نجدها وفيَّة لإستمرار التحالف الحكومي برئاسة حزب العدالة و التنمية ، لأنه سهلَّ لها الوصول إلى مواقعها الحالية. في حين أنها لا تملك مشروعًا حقيقيًا للتغيير الديمقراطي و لا تملك الإرادة لإحقاق ذلك .

ولا حاجة هنا لطرح التساؤل من جديد عن كيفية الجمع بين الضِّد و نَقيضِه التي تظل سؤالا مِيتَافِيزِيقِيًّا يصعب تقديم الجواب الكافي الشافي حول مَاهِيَّتِهِ و جَوْهَرِهِ و الغاية من هذا الجمع غير المجموع ، و أعني بذلك هذا التحالف الحكومي الذي يجمع بين فقهاء الكهنوت ولوبي الذومالية المُتَوَحِّشَة و فُلُول الشيوعية و بَقايا  الإشتراكية الشعبوية. و بالتالي لن نُعيد طرح السؤال من جديد حول إسم و ماركة هذا اللِّصَاق الفعال ، هذه ” الكُولَة ” السحرية العجيبة التي تضمن لَصْقَ تناقضات الأغلبية البرلمانية المُشَرِّعَة و التحالف الحكومي المُنَفِّذ.

إن هذا التحالف الهجين سيَستمر قائما بنفس البرنامج الحكومي الفاشل ، لأَنَّنا أمام قيادات حزبية تُحب كراسي السلطة حُبًّا جَمًّا ، و تأكل غنائم الإستوزار أَكْلاً لَمًّا.. و ستستمر أحداث مسرحية الشِقاق و النِفاق داخل نفس الحكومة المرهونة بعُقْدَة الجبن السياسوي و الفشل في تدبير الشأن العام  ،  لأنَّ صِدْقَ التحليل يُصارِحُنا بأنَّهم لاَ يستطيعون الخروج من نعيم المَلَذَّات الحكومية لِمواجهة جحيم المحاسبة الشعبية ، و في هذا الأمر يتساوى تُجار الدين مع خُدَّام الذومالية !

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق