مؤسسة أوروبية: تدفقات المهاجرين انطلاقاً من شمال افريقيا باتجاه الجنوب الاسباني خلال العام الحالي عادت إلى الواجهة بقوة

16 نوفمبر 2019
مؤسسة أوروبية: تدفقات المهاجرين انطلاقاً من شمال افريقيا باتجاه الجنوب الاسباني خلال العام الحالي عادت إلى الواجهة بقوة

الصحافة _ وكالات

قالت مؤسسة أوروبية متخصصة في مكافحة الهجرة غير النظامية إن نجاح السلطات في الدول المعنية بهذه الظاهرة في احتواء أكبر أزمة للهجرة غير النظامية التي بدأت سنة 2018 بين السواحل المغربية والإسبانية خلال الشهور التسعة الأولى من هذه السنة، لا يعني القضاء على هذه الظاهرة الإنسانية في ظل استمرار العوامل الموضوعية التي تدفع الشباب للمغامرة بحيواتهم في أعماق البحر للبحث عن مستقبل أفضل في الفردوس الأوروبي.

وقالت وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس)، في تقرير لتتبعها ورصدها تدفقات الهجرة غير النظامية، انطلاقاً من شمال إفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى القارة العجوز، إن تدفقات المهاجرين غير النظاميين انطلاقاً من السواحل المغربية والجزائرية صوب الجنوب الإسباني عادت إلى الواجهة بقوة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد شهور من الهدنة والتراجع، ووصل إلى الشواطئ الإسبانية أكثر من 3000 مهاجر بمعدل ارتفاع بلغ 8 في المئة مقارنة مع شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وقال التقرير إنه في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الواصلين إلى إسبانيا انطلاقاً من المغرب والجزائر، تراجع عدد الواصلين إلى أوروبا، بشكل عام، بمعدل 17 في المئة. فيما سجل وصول 2500 مهاجر إلى إيطاليا، بحيث تراجع العدد بـ27 في المئة مقارنة مع أيلول/ سبتمبر، بينما وصل 10800 مهاجر إلى اليونان بمعدل انخفاض قدره 18 في المئة، و»لم يتجاوز مجموع الواصلين إلى إسبانيا عبر الطريق الغربية للمتوسط 21200 شخص خلال الشهور الـ10 الأولى من السنة الجارية، أي أقل من نصف مجموع الواصلين في الفترة نفسها من السنة الماضية (2018)»، و»المغاربة والجزائريون هم أكثر الجنسيات المستعملة لهذه الطريق في الشهور العشرة من 2019».

ويقول التقرير إن تشديد السلطات المغربية المراقبة على شبكات تهريب البشر قد يكون دفع البعض إلى نقل نشاطاتهم إلى الجزائر أو على الأقل يمكن أن يدفع «الحرّاكة» إلى المراهنة على السواحل الجزائرية للوصول إلى أوروبا، في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الجزائر بسبب الاحتجاجات المستمرة منذ بداية السنة الجارية.

ويوضح تقرير للمفوضية الأوروبية أن أغلب الحرّاكة الذين يصلون إلى إسبانيا يخرجون من المغرب، لكن منذ شهور انتقلت هذه الأنشطة إلى الجزائر «95 في المئة من مجموع المهاجرين (الواصلين إلى إسبانيا) خرجوا من المغرب، بينما 5 في المئة فقط خرجوا من الجزائر. غير أنه في الشهور الثلاثة الماضية بلغ عدد الواصلين من الجزائر 42 في المئة»، ويعود ارتفاع عدد المبحرين انطلاقاً من الجزائر إلى أن جزءاً من المهاجرين الذين يخرجون من المغرب في السابق يبحثون اليوم عن منافذ أقل مراقبة، كما أن ضغط المغرب على المهاجرين، بعد حصوله على 170 مليون أورو كدعم من الاتحاد الأوروبي، يصعب كل مرة أكثر مهام مرشحي الهجرة.

عثرت السلطات الإسبانية على عدد كبير من الأطفال المغاربة الذين تمكنوا من التسلل بطريقة غير نظامية إلى مدينة سبتة/ شمال المغرب، التي تحتلها إسبانيا، كانوا يختبئون في مكان خطير للغاية.

وقالت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي»، إن الحرس المدني والشرطة الإسبانية نفذا عملية لإخلاء ميناء مدينة سبتة من المهاجرين السريين، حيث تمكنت من القبض على العشرات منهم، ومن بينهم 37 قاصراً جميعهم من ذوي الجنسية المغربية، وأن بعض أولئك القاصرين كانوا يختبئون بين الحواجز الصخرية المكسرة للأمواج، وهو مكان خطير للغاية كان يمكن أن يؤدي إلى هلاك هؤلاء الأطفال في حال ما إذا تحركت الأمواج قوية، فيما اختار بعضهم الآخر الاختباء في رصيف الميناء أو فوق سقف محطة للوقود.

ونفذت السلطات الإسبانية هذه العملية نتيجة التزايد الواضح في أعداد المهاجرين السريين المتواجدين في الميناء، وقد أسفرت عن توقيف 90 مهاجراً بين البالغين والقاصرين، من بينهم 27 مغربياً راشداً ستتم إعادتهم إلى المغرب.

واستطاعت عناصر الشرطة والحرس المدني أيضاً توقيف 29 شخصاً راشداً يحملون الجنسيتين المغربية أو الجزائرية، والذين كانوا في الأصل يقطنون بمركز للإقامة المؤقتة للمهاجرين غير النظاميين، وقد تمت إعادتهم جميعاً إلى هناك.

ويتجمع عادة المهاجرون غير النظاميين، بمن فيهم المتوفرون على حق التواجد بمراكز الإقامة المؤقتة، بميناء سبتة من أجل انتهاز فرصة العبور إلى إسبانيا عن طريق التسلل إلى العربات أو العبارات الرابطة بين سبتة وإقليم الأندلس.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق