لا تكذبوا أيها “البيجيديون”.. انتظروا حتى يموت من يعرفونكم!

4 مارس 2021
لا تكذبوا أيها “البيجيديون”.. انتظروا حتى يموت من يعرفونكم!

بقلم: عبد السلام الموساوي*

يقولون ونقول …

يقولون : ” قطعا لن تجد في حزب “البيجيدي” من يقترح ابنا أو بنتا له…” !!!!!

ونقول :

تذكير لا بد منه؛

قبل الاستحقاقات التشريعية في 7 أكتوبر 2016، وفي إطار التحضير للائحة الوطنية المخصصة للنساء والشباب، كان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي متميزا…كان استثناء …حرم على نفسه وعلى جميع أعضاء المكتب السياسي ترشيح زيجاتهم وأولادهم وبناتهم، إخوانهم وأخواتهم …وكانت تكفي قراءة سريعة لأغلب اللوائح الحزبية الأخرى ليتبين أنها مؤثثة بزيجات الزعماء وبناتهم وأخواتهم، بما في ذلك تلك الأحزاب التي تدعي محاربة الريع والفساد … وهنا نتحدث عن حزب “البيجيدي” حامي الدين رشح زوجته، أفتاتي رشح زوجته…بنكيران وظف بنته في الأمانة العامة للحكومة …منح للأبناء والبنات في تركيا وألمانيا ومنح المناصب السامية للأقارب والمريدين والتابعين وتابعي التابعين ….

قرار إدريس لشكر كان متفردا ورائدا ….صفق له الاتحاديون والاتحاديات…قرار لم يتم تسويقه كما يجب، لأن الجميع كان ينتظر عكس ما حدث ! خصوصا أولئك الذين احترفوا الإساءة إلى الاتحاد الاشتراكي وقيادته …

وإذا كنا نسجل إيجابا موقف الكاتب الأول، لأنه ، ومنذ المؤتمر الوطني التاسع ، قطع مع الريع الحزبي ، فإننا نسجل عليه متسائلين بأي حق يتم عدم ترشيح إحدى بنتيه أو احد ولديه وهم من خيرة الأطر الاتحادية الشابة …أنهم يستحقون بجميع المقاييس …كل أو على الأقل أغلب الاتحاديات والاتحاديين كانوا يتوقعون ، بل منهم من كان يطالب بإلحاح وصدق ترشيح خولة، إلا أن إدريس كان له رأي آخر وخولة غير معنية….

ومرة أخرى يبقى مقعدها شاغرا في المؤسسة التشريعية كما في مؤسسات أخرى…وكنا سنربح جميعا كفاءة مقتدرة …فقط يجب التحلي بشجاعة الاعتراف والإنصاف …

في المخيال الشعبي ، الذي يزكيه الواقع، أبناء وبنات ” الكبار ” يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب …يكبرون ولا يحملون هما …متكئين ومختالين بتدخلات الأب ووساطته، بنفوذه وجاهه !

وفعلا قرصن الكثير منهم مناصب كبرى وما يستحقون ! ابن فلان وبنت فلان …هذه سيرهم الذاتية وهذه مفاتيحهم !

وهنا أيضا يشكل إدريس لشكر استثناء ….ومرة أخرى نسجل له هذا النبل، ولكن أيضا نسجل عليه …لا للتدخل المجحف والظالم، لا للوساطة، لا للزبونية ….لخولة مؤهلات وقدرات تغنيها عن تدخلات الأب…

ليطمئن الجميع، خولة لا تنافس أحدا على موقع أو منصب …بكفاءتها وإصرارها، صنعت نسيجها المميز…

تقوم فلسفة خولة في الأداء الحزبي على مبدأ الانتماء ، فهي مشبعة بهذا المبدأ وترى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة، بل إنها تعتقد واثقة أن الانتماء الحقيقي للوطن يبدأ من الانتماء الصادق للحزب الذي يمثل حقل خدمة الوطن….

خولة مناضلة اتحادية ومواطنة وطنية…إنها اتحادية تنتمي مطاوعة لكنهت لا ترضخ …اختيارا لا قسرا …تنسجم بيد أنها لا تذوب…هي ذات فرادى واختلاف …تحوم سماوات العالم الرحاب ولا تهيم، وتعود مثقلة بالتجارب والمعارف لتبشر بغد جميل لمغرب جميل …

لا يمكن أن تحشر في زمرة ” أولاد وبنات لفشوش “، فهي ليست منهم، لأنها محصنة، ولكنها تعرف أن الطريق ألغام وكوابيس …وقائع وانفجارات ..دسائس وإشاعات …لهذا تمضي بحكمة وثبات …تفضح الكوابيس وتنبه إلى صخبها …تنبه إلى الإغراءات وتحذر من مخاطرها …لترتفع إلى مقام المسؤولية الملتزمة ….وليست منهم لأنها رضعت الأناقة والأنافة في معبد الشجعان …فاسمحوا لي أن أعلنها صاحبة قضية…

وما يسجل لإدريس لشكر أنه يشكل استثناء مرة أخرى …فهو لا يشبه الزعماء السياسيين ورجال الأعمال والمال ، أولئك الذين استنزفتهم طموحاتهم الأنانية ومصالحهم الشخصية ، البحث الذي لا ينتهي عن المناصب ومراكمة الثروات؛ أهملوا الأسرة فانحرف الأولاد والبنات وتاهوا لأنهم، ومنذ البداية ، كانوا بدون بوصلة …والنتيجة كانت “أولاد وبنات الفشوش” الذين نتابع انحرافاتهم في المواقع والصحف والمحاكم….

لشكر ليس من هؤلاء ولا من أولئك …أنه مختلف …نعلم أنه مارس السياسة في سن مبكرة، في سنوات الجمر والرصاص والجحيم، والانخراط في حزب الاتحاد الاشتراكي كانت عواقبه وخيمة …ونعلم انه راكم مسؤوليات حزبية وسياسية مختلفة ومتعبة …ولكنه لما قرر وعزم على الزواج ، أدرك بوعي أن هذا التزام ومسؤولية، وأن تربية الأولاد والبنات مسؤولية كبرى وثقيلة…وكذلك كان…زعيم سياسي ولا ينسى أنه أب….

*عبد السلام المساوي، قيادي اتحادي / وجدة

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق