كذبة المصالحة الإتحادية.. لشكر والمالكي والآخرون

15 فبراير 2020
كذبة المصالحة الإتحادية.. لشكر والمالكي والآخرون

بقلم: رشيد لزرق*

عندما نطرح مفهوم الحزب المؤسسة، فإننا لا نتحدث عن التدبير التقني عبر الدفع بأشخاص ذوي “بروفيلات” مترهلة يكونون رهن إشارة الكاتب الأول، بل نتحدث عن رؤية سياسية بزاد علمي و تدبير ديمقراطي، بعيدا عن سياسيي “الهوتة” الذين يدفع بهم الكاتب الأول إدريس لشكر بغية تقوية حظوظ أجندته العائلية وبغية حصول أبنائه على نصيب هام من كعكة المناصب، فمناصب المسؤلية لا يتم اعتبارها وسيلة لتطبيق برنامج الحزب، بل هي غنيمة و في أحسن الحالات هي مجرد واجهات لإحقاق الرقي الإجتماعي الشخصي من بوابة التحزب المخدوم، تضمن الحصانة السياسية لإدريس لشكر في مرحلة ما بعد مغادرته منصب الكاتب الأول.

وهنا ينبغي التوضيح أولا أن مشروع المصالحة كما طرحه إدريس لشكر بدون رؤية كان مجرد تكتيك سياسي بغاية اخفاء الأجندة العائلية الذاتية ورغبته المستميتة في الثوريت الحزبي، في حين أن الواقع الملموس يتبث تمثلات النفاق السياسي ، لأن المصالحة تفرض المكاشفة والنقد الذاتي مثلما تتطلبهما المرحلة الجديدة، أما مصالحة إدريس لشكر فلم تكن إلا مجرد ثرثرة و جعجعة بلا طحين.

إن تعاطي إدريس لشكر مع الكفاءات والمخالفين يتم بمنطق انفعالي ابتزازي، في حين يجب على لشكر ومن معه الإعتراف بضعفهم الفكري الفظيع وبانعدام مصداقيتهم الأخلاقية،

إن ما لا يستطيع فهمه أصحاب الأجندة العائلية لإدريس لشكر و الحبيب المالكي، هو أن السياسية بمفهومها الحداثي التقدمي ليست مجرد مفاضلة بين طريقين اثنين لا ثالث لهما، إنما السياسة على الدوام توسيع لدائرة الخيارات. وهنا يأتي دور الخيال السياسي من أجل إبداع التصورات الجديدة . و هذا ما يفتقد إليه إدريس لشكر و الحبيب المالكي من خلال انشغالهم بالغنيمة اليومية.

و هنا نسجل إلغاء دور النقاش الحزبي و ما لذلك من آثار في تطوير البرامج الحزبية، على عكس منطق تدبير النهاية السياسية وتتبيث الأبناء ومكافئة الأتباع وشرعنة الثوريث الحزبي بدل أن تكون فرصة سانحة لتنمية ذكاء المناضلين والإستجابة لمطالب الكفاءات الحزبية الشابة داخل الإتحاد الإشتراكي .

إن تعاطي إدريس لشكر مع الكفاءات والمخالفين يتم بمنطق انفعالي ابتزازي، في حين يجب على لشكر ومن معه الإعتراف بضعفهم الفكري الفظيع وبانعدام مصداقيتهم الأخلاقية، حيث تغيب عن حكامتهم الحزبية مرتكزات الشفافية والوضوح و المحاسبة.

إن أي نقاش حقيقي لا بد أن يستحضر القيم الاشتراكية الديمقراطية والسلوك المدني المتحضر بعيدا عن ثقافة الكولسة، واختزال المصالحة في مجرد تدبير احتفالية مصطنعة لأخد الصور واستجداء أطراف خارجية من أجل منح أبنائهم مناصب سامية و ضمان الإفلات من العقاب.

إن ما أفرزته سيطرة المنطق الأداتي الإنتهازي الذي رسخه إدريس لشكر بمعية رفيق دربه الحبيب المالكي على حساب وثبة العقل النقدي أولا، وعلى حساب العقل التواصلي الحقيقي الذي لابد أن يرتبط بالهم الجماهيري و انتظارات الشباب المغربي. أما غثاء إدريس لشكر و الحبيب المالكي فسيذهب جفاء لأن زمن المحاسبة الدستورية قادم لا محالة.

إن سلوكات إدريس لشكر أفرزت إقصاء الأفكار، وإلغاء النقاش السياسي، وتعطيل مساهمة المناضلين في تدبير الأداة الحزبية، حولتهم إلى مجرد موظفين، وبذلك تترك الباب مفتوحا أمام الغوغائية الشكراوية والإنتهازية المالكية، مما زاد من فراغ الوعي السياسي و ضمور الحس الثقافي.

* رشيد لزرق:خبير دستوري

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق