كتاب فرنسي “يكشف” الوجه الخفي للإمارات في سياستها الخارجية

16 نوفمبر 2019
كتاب فرنسي “يكشف” الوجه الخفي للإمارات في سياستها الخارجية

الصحافة _ وكالات

العديد من الكتب الاستقصائية الفرنسية تحاول الكشف عن ما يجري من خبايا في دول عربية. هذه المرة اختار إعلامي فرنسي التركيز على الإمارات، بعيداً عن النظرة التقليدية لهذا البلد المشهور بأبراجه العالية وسياساته الرقمية.

تعيش الساحة الثقافية في فرنسا اليوم الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني، على وقع إصدار كتاب جديد للإعلامي الفرنسي، ميشيل توب، يحمل عنوان “الوجه الخفي للإمارات العربية المتحدة”، يلقي من خلاله الضوء على ما يعتبرها خبايا تكتنف السياسة الإماراتية، خاصةً العلاقة بين ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتأثير الكبير الذي تمارسه أبو ظبي في العالم، خاصةً تدخلها ضد موجات الربيع العربي.

ويقول غلاف الكتب، الذي تنشره دار cherche midi، إن الإمارات معروفة بواجهتها الجميلة، غير أنه بعد تجاوز هذه المرآة، تظهر عدة مؤشرات تُحذر المتبع، مشاركة الإمارات في “الحرب القذرة” في اليمن.

ويضيف الغلاف أن الكتاب عبارة عن تحقيق معقد تم إجراؤه بشكل خاص في العالم العربي وفي الدول الأنجلوسكسونية، وأنه “غوص في أعماق نظام غامض تحكمه استراتيجية من الإخفاء والألاعيب والتسلل”.

ويقول ميشيل توب في حوار مع مجلة “روفي بوليتيك”، إن السبب الذي جعله يؤلف هذا الكتاب هو قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج الإمارات في القائمة السوداء للملاذات الضريبية، في وقت كانت الإمارات معروفة في الغرب غالبًا على أنها وجهة للعديد من السياح الذين يتجهون لاكتشاف الرمال والعمارات الشاهقة، متابعاً أن الفرنسيين لا يعرفون هذا البلد، ولا توجد كتب مرجعية حوله.

وأضاف توب أن التحقيق الذي أجراه جعلته يكشف مجموعة من المشكلات التي تختفي وراء الواجهة “البراقة” للإمارات، ومن ذلك طريقة توزيع السلطة في البلد، ونفوذها “المقلق” في عدة مناطق حول العالم. لكنه اكتشف أمرين أساسيين، الأول أنه في الوقت الذي يتم فيه التركيز على السعودية ذات النفوذ القوي، فهناك بلد هو “أكبر من أن يكون مجرد شقيقها الأصغر”، وتحديداً العلاقة بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.

ويقول الكاتب إن محمد بن زايد يشبه تماماً محمد بن سلمان، وأنه ليس فقط السعودية، التي “تقوم بسياسة ترويج إسلام سلفي يعود إلى القرون الوسطى”، فهناك كذلك الإمارات التي تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط وحتى فرنسا. ويوضح المؤلف أن بن زايد هو العقل الذي يحرّك بن سلمان، وأن الاثنين يشكلان “ثنائيا جهنميا”، واصفا بن زايد بـ”ميكيافيلي الصحراء”.

أما الأمر الثاني، فهو أن الإمارات تتزعم غالبًا طليعة من يواجهون الربيع العربي، وهو ما وقع في نسخته الأولى في مصر وليبيا وتونس والدول الأخرى، ويتكرر حاليًا مع نسخته الثانية، حيث تلعب الإمارات دورا في السودان وفي الجزائر. ففي هذا الأخير مثلا، تقوم بحملة تأثير كبيرة لأجل بقاء الجيش في السلطة. ويقول الكاتب إن أبو ظبي تقوم بالكثير لأجل منع الشعوب من تحقيق مطالبها.

ويبرز الكاتب كذلك في حواره طبيعة العلاقات الفرنسية-الإماراتية التي تقوّت منذ عهد الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، إذ وُقعت الكثير من الاتفاقيات السرية. وأورد أن أبو ظبي تسلك سياسة للضغط في فرنسا لأجل تحسين صورتها. واختتم حديثه بالقول إن الكثير من مشاكل المجتمع الفرنسي تأتي من استيراد طابع إسلامي متشدد قادم من دول في الشرق الاوسط، بينها الإمارات.

ميشيل توب، هو مؤسس موقع opinion internationale الذي يُعنى بالمقالات التحليلية والحوارات الصحفية، وقد أسس كذلك عدة منصات صحفية، كما ينشر آراءه بشكل دوري في مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية، وله مجموعة من المؤلفات حول قضايا سياسية وحقوقية.

ولم ترُد الإمارات على هذا الكتاب، كما لم ترِد أيّ مقالات تنتقده في الصحافة الإماراتية، وسبق للصحافة الفرنسية أن نشرت كتباً عن عدة دول عربية، منها المغرب والجزائر وتونس وقطر والسعودية.

ومن أبرز الكتب الصادرة مؤخراً هناك “وثائق قطر.. كيف تدعم الإمارة إسلام فرنسا وأوروبا”، من تأليف كريستان شيزنو، وجورج مالبرونو، وفيه يتابع الصحفيان مسار مؤسسة “قطر الخيرية”، وكيف تشيّد مجموعة من المساجد والمدارس والمراكز لصالح جمعيات مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، وكذلك توفير رواتب لشخصيات إسلامية.

وحول سياستها الخارجية، تقول الإمارات إنها تسير على “مبدأ تعزيز الأمن والسلام، والتنمية المستدامة في مختلف أرجاء المنطقة والعالم”، وفق موقع الحكومة الإماراتية، الذي يتابع أن الدولة “تحرص على التزاماتها حيال جيرانها، والمجتمع الدولي باستقرار وسلام وأمن المنطقة”.

كما تقول الحكومة إنها تعزّز “جسور الشراكة والحوار، مع التأكيد على الاعتدال، والتسامح، واحترام جميع الشعوب والأديان”، وإن الإمارات “تشارك في الجهود الرامية إلى الاستجابة لتخفيف أثر الاضطراب المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة الأزمات الإنسانية التي ترتبت عنه”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق