قُفَّة الذَّهب…وقُفَّة الدُّوم!‎

23 يونيو 2019
قُفَّة الذَّهب…وقُفَّة الدُّوم!‎

فوزية لهلال

في سيناريو مغرق في عبثيَّته،تزامن توزيع القفّة الرَّمضانية لهاته السَّنة، مع توقيف طائرة بالعاصمة السودانية تنقل على متنها 245 كيلوغرام من الذَّهب الخالص، لفائدة شركة مناجم المغربية ، لتشتعل على إثر ذلك مواقع التَّواصل الاجتماعي، تُطالب في كوميديا سوداء بحقِّها من الثّروة، قُفّة ذهب بدل قُفَّة “الدُّوم”،الخاوية على عروشها..

هل إنَّ حقَّ المُفَقَّرين في هذا الوطن، قُفَّة لا تتعدَّى قيمتها 200 درهم، تُوَزَّع أمام الكاميرات،في حين توَزّعُ ثروات البلاد وتُنهب “حسّي مْسِّي”..؟

لسنا في بلد حرب حتى تُوَزَّعَ الأغذية على مُهمَّشين، يقفون طوابير وقد التهبت ايديهم المنهكة تصفيقا، تستقبلونهم في زيٍّ احتفالي بالجلابة والطربوش، في حفل استباحة الكرامة..سمكة تقدِّمونها بطعم الذُّل لترسيخ ثقافة العبودية، في ذهن شعبٍ وُلِد حرًّا ..

جعجعة..وكاميرات..وتغطية إعلامية..ومسؤولين كبار، بجلابيبهم وطرابيشهم وهيلمانهم…من أجل قفة ديال “الدُّوم”؟!
هل إن هاته العملية تحتاج مسؤولين للوقوف عليها؟!

إن المساعدات الغذائية في الدُّول التي تحترم أبنائها ،تكون بصورة أسبوعية دائمة ،لانَّ الفقر فقرٌ على طول السنة، وتكون على شكل ابناكٍ غذائية ،تُوَزَّعُ بها مواد أساسية وكمالية، تتبرَّعُ بها الأسواق الكبرى كمرجان واسواق السَّلام، ويشرف على العمليَّة متطوِّعون !!

لأن المسؤولين مشغولين في حمل الأمانة، وبناء دولة العدل !
إن اللاجئين السوريين في تركيا، تُقَدَّمُ إليهم بطاقات تموين، تجنُّباً لإذلالهم ،وانتم تتعاملون مع المفقَّرين وكأننا في دولة منكوبة، أو محتلة، يجود فيها المحتلُّ على أصحاب الأرض…بالفتات !

هذا المفقر يريد حقَّه قُفَّة عمل..وقفة صحة..وقفة تدريس..وقفة عدالة..وقفة كرامة..وقُفَّة ذهب!

فانتبهوا.. انتبهوا لانَّ السؤال الذي بدأ خافتا بالأمس.. صار يعلو ويتوالد كالفطر، وتزداد حدَّته: اين الثروة؟!

كيف يفقر الشعب في بلد الفوسفاط ومناجم الذهب والفضة والنحاس التي لم نكن نعرف عنها شيئا.. وجوج بحورا والثروة الفلاحية، والغاز الذي اكتشف مؤخرا.. والذي سيصبح كسابقيه في خبر كان..

نريد حقنا من الثروة…

قُفّة من الذهب لكل مواطن ..

وفي انتظار قفة علي بابا.. مساؤكم ذهب احبَّتي..

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق