في حوار شامل مع حميد شباط: هذه حقيقة هروبي من المغرب ولازلت برلمانياً وهذه علاقتي بالأمين العام لحزب الإستقلال والإمارات تقودُ “محور شرّ” ضدّ العرب والمسلمين

24 أبريل 2020
في حوار شامل مع حميد شباط: هذه حقيقة هروبي من المغرب ولازلت برلمانياً وهذه علاقتي بالأمين العام لحزب الإستقلال والإمارات تقودُ “محور شرّ” ضدّ العرب والمسلمين

الصحافة _ عربي 21

ليس من عادة السياسيين أن يصمتوا لكل هذه المدة، وأن يتركوا بلدهم، ويستقروا في بلد بعيد، بعد فترة مشاكسة وصراع وسوء فهم مع السلطة، لم يدر أحد كيف جرت المياه بعدها.

المناضل المغربي حميد شباط، المثير للجدل، النقابي الشرس الذي خاض حربا سياسية باسم ثورة المناضلين على أعيان حزب الاستقلال من النخبة الفاسية، فاستطاع أن يتبوأ مقعده كأمين عام لحزب الاستقلال، ويدخل حكومة عبد الإله بنكيران، قبل أن تجري مياه عكرة، تفسد الود بين الحزبين المحافظين، العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، فيضطلع شباط بدور خلخلة الحكومة من الداخل، وخوض حرب سياسية شرسة ضد حليفه بالأمس عبد الإله بنكيران، قبل أن يجد نفسه خارج الحكومة، ويعوض حزب الأحرار حزبه في حكومة بنكيران التي أعقبت خريف الشعوب العربية.

حميد شباط، الذي لم يفهم العديد من المراقبين سلوكه، وكيف كان يتصرف بمنطق إسقاط حكومة بنكيران، فأسقط نفسه من حيث استمرت الحكومة بتوليفة أخرى، دخل للمرة الثانية في توليفة أخرى لإسقاط تجربة العدالة والتنمية بعد انتخابات السابع من تشرين أول (أكتوبر) 2016، في اجتماع 8 تشرين أول (أكتوبر) الذي وضع في يده الأمين العالم لحزب الأصالة والمعاصرة، ليخرج بشكل مثير ويقلب الطاولة ويكشف المستور، وما تم الاتفاق عليه من أجل إسقاط حكومة بنكيران.

قلب شباط الخط بشكل كامل لجهة التحالف مع العدالة والتنمية لتشكيل حكومة بنكيران الثانية، لتبدأ معه معركة طويلة ابتدأت بالتشنيع على موقفه من موريتانيا، ومحاولة تصويرها كما ولو كانت سببا في إحداث أزمة دبلوماسية، كلف رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران بإطفاء نارها عبر السفر إلى العاصمة نواكشوط، للتحادث مع الجانب الموريتاني لتهدئة تداعيات هذا التصريح، ليدخل في معركة أخرى قانونية على خلفية التمثيلية النقابية، ليجد نفسه في معركة دونكشوتية لا تنتهي، خسر فيها النقابة، وخسر فيها أمانة الحزب، فلم يجد بدا من المغادرة الهادئة والناعمة، بعيدا عن الأضواء، وبعيدا عن ضوضاء السياسة.

ويعبر بشكل متقطع عن خدمة لملكه ومصالح بلده العليا، ويذكر بوطنية حزب العدالة والتنمية،  إلى أن ظهرت صورته متوفيا عن طريق الخطأ الإماراتي المقصود، بديلا لرئيس الوزراء الليبي السابق الذي قضى نحبه مؤخرا، في رسالة من جانب الإمارات للمغرب، أنها لا تعتزم الانتهاء من استفزازها للمغرب، وإنما ستمضي في ذلك بعيدا، ويمكن أن توظف ملفات ثقيلة مثل ملف حميد شباط.

في هذا الحوار النادر، الذي خص به الزعيم النقابي والسياسي المثير للجدل حميد شباط “عربي21”، يكشف شباط عن كل شيء، عن مقامه الجديد في الخارج، عن موقفه من السياسة الإماراتية في المنطقة، عن خلافه في السياسة، عن علاقته بالدولة المغربية، عن علاقته بمناضلي حزب الاستقلال وهيئاته، وعن وطنية حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، وعن أولوياته في المحلة الراهنة.

س ـ نشر موقع إلكتروني إماراتي قبل أيام صورة لك على خبر يتعلق بوفاة رئيس الحكومة الليبي الأسبق عبد الرحيم الكيب، وأنت ما تزال حيا تُرزق، بعض المراقبين قالوا بأنك لست أنت المقصود بالصورة، وإنما المغرب هو المقصود بذلك، ما رأيك أنت؟

ـ هذا موضوع كبير نوعا ما، لأن الإمارات والمحور الذي تنتمي إليه مع بعض الدول العربية سامحها الله، ليس لها معاداة مع المغرب فحسب، وإنما هي تعادي الكثير من الدول العربية. فقد خلقت مشاكل في اليمن وفي ليبيا وفي تركيا والسودان والمغرب. والمقصود هو المغرب أولا كدولة عريقة، وحزب الاستقلال ثانيا؛ لأنه حزب ذو مرجعية إسلامية، ولذلك فالأمر لا يتعلق بخلاف بين دولتين، وإنما هو خلاف لدولة وحلفائها الذين يؤدون دورا بالوكالة لصالح النظام العالمي الجديد، للضغط على بعض الدول فيما يخص صفقة القرن.

حقيقة إن الإمارات خلقت مشاكل كبيرة لبلدي المغرب، وكذلك للدول العربية. ويمكن القول إن المشاكل التي تعيشها جامعة الدول العربية آتية من هذا المحور الإماراتي، والمشاكل التي تعيشها منظمة التعاون الإسلامي آتية أيضا من هذا المحور. هذه المشاكل يعيها الجميع.

وأريد أن أشير هنا إلى أن هذا الموضوع، موضوع الصورة مع خبر رئيس الحكومة الليبية الراحل، الذي راج كثيرا في المغرب وخارجه، وبعد ما تلقيت اتصالات كثيرة بشأنه، فإننا بصدد البحث عن إمكانية اللجوء إلى القضاء، وهناك مجموعة من القانونيين والمحامين يتابعون الملف، رغم تنبيه الموقع المشار إليه أعلاه بأن الصورة ليست لرئيس الحكومة الليبي الراحل، وأن هذا هو الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، لكن رغم ذلك احتفظوا بالصورة، وهذا خرق للقانون.

س ـ بعض المراقبين يقولون بأن نشر صورتك مع نبأ وفاة رئيس الحكومة الليبي الأسبق، هو رسالة للمغرب لضرورة رفع يده عن الملف الليبي، بالنظر إلى الدور الناجح الذي أدّاه في الحل السياسي في ليبيا، هل ترى هذا الرأي؟

ـ لا بد من التأكيد أولا أن المغرب أدى دورا رئيسيا في المساهمة لحل الخلاف بين الأشقاء الليبيين من خلال مفاوضات الصخيرات، وتمكن من الوصول إلى حل سياسي وافق عليه العالم جميعا، وهو حل لم يرق لتجار الحروب من أمثال هؤلاء، الذين مازالوا يستثمرون في الدم الليبي إلى يوم الناس هذا.

س ـ هل تقصد أن محور الشر تمثله الإمارات والسعودية ومصر؟

ـ نعم، هذه الدول الثلاث هي التي تقود محور الشر مع بعض الدول الأخرى التي يضغط عليها هذا التحالف. أما المغرب فالحمد لله محصن، ذلك أن له الفضل الكبير على دولة الإمارات في مختلف المجالات الأمنية والقضائية والديبلوماسية وغيرها، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وكما يقول المثل: “اتق شر من أحسنت إليه”.

س ـ ذكرت بأن لديك فريقا من المحامين والقانونيين، يدرس إمكانية مقاضاة الموقع الإماراتي ومن يقف خلفه جراء هذا الاستهداف لك، هل ترى بأن هذه جريمة أولا، وهل تسيء لك أم للمغرب؟

ـ المحللون اختلفوا في قراءة الخبر والصورة، لكن أغلبهم يؤكدون أن الإساءة للمغرب ولي شخصيا. هم لهم مشكلة مع المغرب ومع القادة السياسيين في المغرب ومع مواقفنا؛ لأن العلاقات المغربية الإماراتية كانت في السابق قوية منذ كانت الإمارات دولة صغيرة، وما قدمه المغرب عبر تاريخه للإمارات لمساعدتها في جميع المجالات كانت كبيرة، ولكن هؤلاء للأسف يشتغلون بالوكالة للنظام العالمي الجديد.

لكن، بسبب كورونا، فإن هذا النظام العالمي الجديد، سيكون فيه تغيرات كبيرة، وسيُخلق العالم من جديد، وسيكون هناك تموقع دولي جديد، وستكون له نتائج قد تكون إيجابية على العالم، الذي لا يمكن أن يظل يمشي برأس واحد، لا يمكن أن يظل مصير العالم بيد خمس دول. ولكن للأسف هؤلاء يخلقون لنا مشاكل من داخلنا، وهنا نستعيد المقولة التقليدية: “وظلم ذوي القرى”.

س ـ ردّدت مقولة “اتق شر من أحسنت إليه”، و”ظلم ذوي القربى”، هل تقصد بذلك بأن الإمارات تطعن المغرب الآن؟

ـ تماما، الإمارات لا تطعن المغرب فقط، بل تطعن العالم العربي والإسلامي، هذا هو المشكل. الشيخ زايد رحمه الله كان حكيما، كان رجلا يؤمن بالعروبة وبالإسلام. الآن في عهد الشباب هناك توجه آخر نظرا لامتلاك الإمارات العربية لأموال كثيرة رغم صغر حجمها، الذي أشعرها بالنقص فعمدت إلى الطغيان للأسف الشديد، لكن هذا الطغيان مبالغ فيه، ولكن الإنسان يمكنه أن يطغى كما قال تعالى: “إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى”، لكن هذا الطغيان مبالغ فيه.

س ـ هل تعتقد أن الإمارات تقوم بهذا الدور ضد المغرب وضد باقي الدول أصالة عن نفسها وخدمة لمصالحها، أم نيابة عن أجندات دولية وخدمة لمصالح خارجية؟

ـ الإمارات تقوم بهذا الدور لأجندات دولية، وتأتي على رأس هذه الأجندات “صفقة القرن”، التي تدخل في إطار بروتوكولات حكماء صهيون منذ العام 1948، والدليل على ذلك حضورهم لإعلان صفقة القرن. والذي يبيع القدس يمكنه أن يفعل أي شيء، وكل دولة رفعت شعار القدس ليست للبيع، مصيرها الاستهداف من محور الشر هذا، وخصوصا المغرب، لأن ملكه هو رئيس لجنة القدس.

س ـ هناك من يقول بأن نشر صورتك مع خبر رئيس الوزراء الليبي الراحل عبد الرحيم الكيب، هدفه الإيقاع بينك وبين الدولة المغربية، لأنك موجود خارج المغرب، هل وجودك في الخارج هو بسبب خلافات لك مع الدولة المغربية؟

ـ أنا أنفي نفيا قاطعا أن لي أي خلاف مع الدولة المغربية، وإذا كان خبر موتي صحيحا، فيمكنك أن تقول ذلك، وطالما أن الصورة هي لحميد شباط وهو حي لم يمت، فما جاء كله كلام فارغ.

أنا خارج المغرب لظروف خاصة، الإنسان يمكنه أن يغادر بلاده لعدة أهداف، إما بسبب مرض أو لأسباب أخرى مختلفة، وقد كنت أستعد للعودة إلى المغرب الشهر الماضي، لكن جاءت هذه الجائحة فأجلت عودتي.

وقد أصدرت بلاغا أشدت فيه بالدور المغربي في الحرب ضد كورونا، واعتبرت أن ما يجري هو ثورة ملك وشعب.

والذين يراهنون على الوقيعة بيني وبين الدولة المغربية، هم واهمون وخاطئون ولا يعرفون المغرب، ولا تاريخ حزب الاستقلال. علاقات النظام المغربي وحزب الاستقلال، علاقات عريقة ووطيدة وتاريخية. صحيح أننا يمكن أن نختلف في بعض القضايا، لكننا لا نختلف في الجوهر ولا في الثوابت ولا في قيم الدولة.

س ـ في الشأن المغربي، هل تخشى على المغرب من جائحة كورونا؟ 

ـ العالم الآن أصبح رهينة لكورونا، دول عظمى مثل أمريكا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا تطلب مساعدات من دول أخرى. المغرب يبدو إلى حد الآن متحكما في الوضع، طبعا الاقتصاد سيواجه صعوبات، ربما تندثر مؤسسات اقتصادية صغيرة أو متوسطة، هناك نقاش الآن من طرف لجنة استشارية مكلفة لتهييء مشروع تنموي جديد للمغرب، وهو تعيين جاء بمبادرة ملكية قبل الجائحة، ربما الوضع الحالي يتطلب تفكيرا أعمق حسب الوضع الذي سيشهده العالم بعد هذه الجائحة.

وأشير هنا، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها المغرب صعوبات، فقد عرفنا أوبئة كثيرة منذ سنوات، وتجاوزنا مراحل صعبة كثيرة، وفي كل هذه المراحل يتوحد المغاربة من أجل الخروج بأقل الأضرار.

س ـ هناك من يتحدث عن أن عداء الإمارات والسعودية ومصر للمغرب ربما يعود لوجود العدالة والتنمية في الحكم، هل تشعر بأن العدالة والتنمية يشكل خطرا على المغرب أو على هذه الدول، ويستدعي عداءها؟

ـ لا، بالعكس، كيف يمكن أن يكون العدالة والتنمية أو حزب الاستقلال، وكلاهما ذو مرجعية إسلامية خطرا على المغرب، ذلك أن المغرب دولة إسلامية يقودها أمير المؤمنين. حزبا العدالة والتنمية والاستقلال مثلهما مثل باقي الأحزاب المغربية، لا ينتميان لأي تنظيم عالمي، وإنما هما نبتة سياسية مغربية مائة في المائة. وعلاقاتي سواء مع الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية الأخ عبد الاله بنكيران أو الأمين العام الحالي الأخ سعد الدين العثماني، تقوم على المودة والاحترام رغم اختلافنا في بعض المواقف.

ثم ما دخل محور الشر في الشؤون الداخلية للمغرب؟ وما هي مشكلتهم مع الإسلام؟ هل أصبح الدين شبهة؟

إذا كانت لدى الإمارات والسعودية نماذج أخرى، فهذا شأنهم. نحن لم نصدر الوهابية إلى العالم. نحن لدينا جامعة من أقدم الجامعات في العالم العربي والإسلامي والعالم بصفة عامة، هي جامعة القرويين، عمرها أكثر من 12 قرنا تقريبا، حافظت على المذهب المالكي الذي هو دين الوسطية والاعتدال.

المغرب لديه مدارس دينية كبرى لتكوين الأئمة لبعض الدول العربية والأفريقية والأوروبية، وهم فقهاء متنورون، والمغرب مشهود له بجهوده في محاربة التطرف والغلو.

س ـ في الشأن الحزبي الخاص بحزب الاستقلال.. كيف هو حال علاقاتك مع الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة؟ هل هي علاقات ود واحترام وعلاقات حزبية؟ أم إنك أنت الآن خارج حزب الاستقلال؟

ـ أنا في حزب الاستقلال، وأؤكد لك ولقراء صحيفتكم الإلكترونية، أنني المدافع الشرس عن حزب الاستقلال، علاقاتي بالأخ نزار، بالإضافة إلى العلاقات الحزبية هي علاقات صداقة وأخوة، ما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا؛ يجمعنا الحزب الذي قدم الشهداء من أجل تحرير الوطن ومن أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، يجمعنا كذلك دفاعنا عن الوطن ووحدة الترابية، تجمعنا القيم وتجمعنا العدالة الاجتماعية التي نؤمن بها، يجمعنا هاجس وحدة الحزب وقوته. وفي الختام تجمعنا لا إله إلا الله محمد رسول الله. قد نختلف في بعض التقديرات، ولكن الهدف هو هدف واحد، وهو خدمة الشعب المغربي والوطن.

س ـ هل مازلت نائبا في البرلمان؟

ـ طبيعي، ولا يوجد سبب يفقدني المنصب. هناك قوانين في البلاد. بعض الأحيان هناك إعلاميون لا يجدون ما يكتبون، فيبحثون عن شخصية يتابعها الناس فيكتبون عنها. هذا طبيعي، وهو بالمناسبة جزء من حرية التعبير التي اخترناها كأحزاب ودافعنا عنها وقدمنا التضحيات من أجلها؛ ولذلك لا يمكننا أن نكون سببا في منع الصحافة من التعبير عن آرائهم. والبلاد لها قوانينها، وأدلي بشهادة طبية بانتظام بعد إصابتي بوعكة صحية وأنا خارج البلاد.

س ـ ختاما، بمناسبة أجواء رمضان والأوضاع الصعبة التي يعيشها المغرب، هل تعتقد أن الوقت مناسب لخطوات انفتاح إضافية للإفراج عمن تبقى من معتقلي رأي في السجون المغربية؟

ـ بالنسبة لموضوع المعتقلين، اعتقادي أنه لا بد من انفراج سياسي شامل، لا تفرضه الظروف الاستثنائية الحالية، وإنما تفرضه النتائج المتربة عن هذه الجائحة. أرى أن ملك المغرب سيقود انفراجا سياسيا حقيقيا، خصوصا في ملف معتقلي الرأي، بما يقوي من اللحمة الوطنية ويساعد في لملمة جراح هذا الوضع الإنساني غير المسبوق.

اليوم، أعتقد أنه يمكن أن تكون هناك مبادرة في إطار الدستور، يقودها الملك، ليدخل المغرب مرحلة جديدة مبنية على فصل سلطات حقيقية والتوزيع العادل للثروات في إطار ملكية ترسخ السيادة للشعب، وتبني مغربا قويا جهويا وإقليميا ودوليا.

بقيت رسالة أخيرة، أجد أنه من واجبي ليس فقط كسياسي وبرلماني، وإنما كمواطن مغربي، وتتصل بآلاف المغاربة العالقين في الخارج بسبب جائحة كورونا، الذين هم بحسب تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة 22 ألف مغربي، أعتقد أنه من واجب الدولة أن تؤمن عودتهم إلى ديارهم بأسرع وقت ممكن؛ فقد طال بهم الانتظار، وبعضهم يعيش ظروفا مأساوية بعد أن انقطعت بهم السبل. الدولة مسؤولة عن هؤلاء، ويجب أن تتدبر أمرهم بما يحفظ كرامتهم، ويؤمن عودتهم إلى بلادهم، لا سيما في ظل أجواء شهر الصيام.

أدرك حجم التحديات التي نعيشها، وكذلك الظروف الاقتصادية الصعبة، وطبيعة المحاذير الصحية الواجب اتخاذها بسبب جائحة كورونا، وهذا يستوجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لكنه ملف لا يمكن تركه أو التهاون فيه، بل يجب التعجيل بحله وإعادة العالقين إلى بلادهم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق