في تحدٍّ صارخ للسلطات المغربية.. الألماني صاحب نصب الهولوكوست يبني آخر لـ”اليهود ضحايا العمل القسري”

25 سبتمبر 2019
في تحدٍّ صارخ للسلطات المغربية.. الألماني صاحب نصب الهولوكوست يبني آخر لـ”اليهود ضحايا العمل القسري”

الصحافة _ وكالات

شرع الألماني الماسوني المؤيد للحركة الصهيونية اوليفر بينكوفسكي في بناء نصب لليهود «ضحايا العمل القسري» في المغرب، وذلك بعد أقل من شهر على هدم نصبه التذكاري للهولوكوست، الذي كان يبنيه بغير ترخيص قانوني في ضواحي مدينة مراكش في تحدٍّ جديد للسلطات المغربية.

وقال المواطن الألماني الذي طلبت منه السلطات المغربية مغادرة المغرب لعدم شرعية إقامته إنه بدأ في بناء نصب «ضحايا مخيمات العمل القسري لبناء خط السكك الحديدية في الصحراء المغربية خلال الحرب العالمية الثانية» في منطقة بوعرفة شرق المغرب.

ونشر بينكوفسكي على صفحته في فيسبوك، صورا للأشغال بورش تشييد النصب الجديد، وكتب معلقا «يحتاج المغرب إلى نصب تذكاري للآلاف من اليهود والجمهوريين الإسبان الذين ماتوا في بناء سكة حديد عبر الصحراء المغربية في ظل حكومة فيشي. المغاربة يقولون إن الأشخاص الذين لقوا حتفهم في هذه المخيمات ليسوا يهودا مغاربة، بل يهود أجانب فقط. فهمت الآن لماذا دمرت الجرافات نصبنا التذكاري للهولوكوست… لطمس قصة المخيمات».

ونشر بينكوفسكي رابطا لمقال مطوّل منشور في الموقع الإلكتروني لجريدة «هآرتس» الإسرائيلية بعنوان «لماذا دمر المغرب نصب الهولوكوست؟»، وهو المقال الذي استعرض «أسبابا» دفعت بوزارة الداخلية المغربية لإصدار قرار هدم النصب التذكاري، بتاريخ 27 آب/ أغسطس الماضي، رغم أن كاتبي المقال قالا إن النصب، الذي يعتبر الأول من نوعه في شمال أفريقيا، تم تصميمه وتخطيطه وبناؤه تحت مراقبة الهيئات الرسمية للدولة.

ويقول المقال إن الخطأ القاتل الذي ارتكبه بينكوفسكي هو تشكيكه في الرواية الوطنية المغربية المؤيدة من طرف اليهود المغاربة في جميع أنحاء العالم، الذين يشيدون بالدور البطولي للملك الراحل محمد الخامس، الذي يعتبر رمزا للتعايش بين المسلمين واليهود، في حماية حوالى 240 ألف يهودي مغربي، والذي أنقذ اليهود المغاربة من الإجراءات التمييزية المعادية للسامية التي فرضتها حكومة فيشي الموالية للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وصرّح بوضوح أمام السلطات الاستعمارية الفرنسية أنه «لا يوجد يهود في المغرب، فقط مغاربة وكلهم من رعاياي».

وأضافت «هآرتس» في توضيح هذا «الخطأ الحاسم»، أنه» إذا كانت الإشادة بالدور التاريخي للملك محمد الخامس في حماية اليهود المغاربة تعد شرطا لا غنى عنه لإحياء ذكرى الهولوكوست في المغرب، فإن بينكوفسكي كان له رأي آخر مخالف، إذ أوضح المقال أنه يزعم بأن الملك محمد الخامس أصدر مراسيم معادية لليهود طردتهم من نظام التعليم العام، وحظرت عليهم الانخراط في مهن مثل المالية والإعلام، وأجبرتهم على مغادرة منازلهم للعيش في أحياء يهودية مكتظة، أو ما يُعرف بالملاح، قبل أن يخلص إلى أن «التاريخ يحتاج إلى أماكن للذاكرة وليس للحكايات الخرافية… محمد الخامس لم يحم اليهود».

وقالت إنه بعد هدم نصبه التذكاري، أطلق بينكوفسكي منشورات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على تاريخ معسكرات العمل القسري في حقبة فيشي في شمال أفريقيا: «لأن اليهود الأجانب ماتوا في المغرب، فنحن بحاجة إلى ذكرى المحرقة»، في إشارة إلى «معسكرات العقاب والعمل القسري لنظام فيشي في مستعمراته الأفريقية وفي شمال أفريقيا، التي احتجز فيها المنشقون السياسيون الأوروبيون واللاجئون الأجانب والجمهوريون في الحرب الأهلية الإسبانية، وفي حالات قليلة فقط، المسلمون واليهود من شمال أفريقيا»، وأن بينكوفسكي كتب في منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي أن «للمغرب أيضا قصة محرقة.. تسمى معسكر بوعرفة».

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق