في الرد على مصطفى الخلفي.. خُردَة العدالة و التنمية في زمن السياسة الذكية!.

25 أبريل 2020
في الرد على مصطفى الخلفي.. خُردَة العدالة و التنمية في زمن السياسة الذكية!.

بقلم: عبد المجيد مومر الزيراوي*

يخرج علينا مصطفى الخلفي بشَطَحاتِه الإعلامية مُنتَحلاً صفةَ جِهْبِذِ الإستشرافِ المُستقبلي، غافلاً عن ذكر الكوارث التدبيرية التي راكَمها تنظيم العدالة و التنمية طيلة السنين العجاف من عُشَريتِه الحكومية المأْزُومَة.

يخرج علينا مصطفى الخلفي نَقَّالاً لترتيب الأولويات الوطنية و يرفع لنا شعار الصحة أولاً و إنقاذ الإقتصاد ثانيًا. أما محاسبة العدالة و التنمية على المسؤولية التقصيرية في تدبيره للشّأن العام، فإن ” صَطُّوفْ” يريد منا أن نَغُضَّ الطرف قائلين له: بالصحة و الراحة و لا خوف على إخوانِه و لا هم يُسألون! .

ورغم أن الحقيقة المُثبتة تتجسد في أن حزب ” صَطُّوفْ” منذ تأسيسه وهو يعيش خارج سياق حركة العقل ويعارض سُنة التطور والتجدد المعرفي العقلاني.

فإن مصطفى الخلفي يخرج علينا بِقلَّةٍ حياءٍ فاتِحًا فَمَهُ بالوعظ المَغْشوشِ داعيًا الأحزاب السياسية إلى الانخراط في مراجعات عميقة لخطابها، ولعلاقاتها بالمجتمع، والعلاقات في ما بينها، لأن عالم ما بعد كورونا يصنع الآن ولا ينتظر أحدا، وعدم استيعاب ذلك سيؤدي إلى تجاوز أي حزب بقي رهينة لما قبل كورونا، وليس فقط الأحزاب، بل قطاعات واسعة من النخب ستجد نفسها وقد تجاوزتها حركة التاريخ.
هكذا يقود مصطفى الخلفي حملة تبشير بِحتمية تلاشي مجموعة من الأحزاب باستثناء تنظيم العدالة والتنمية المعصوم!!. في حين أن سوق المُتَلاشِيات الحزبية ممتلئ بِالخُردَة و منها “الكَامْلُوطْ الكَهَنُوتي” الذي دخل الساحة السياسية من بوابة الإتجار بالدين الإسلامي،و قاد الحكومة المغربية بلا تَمَكُّنٍ مَعرفي و لا رصيد نضالي و لا مشروع تنموي ولا برنامج اقتصادي.

نعم إنها خردة تنظيم العدالة و التنمية الذي أثبت طيلة عُشَرِيَتِه الحكومية أنه في الشكل ” حزب مائِدة ” وفي الموضوع ” حزب بلا فائِدة”. حيث أنه لم يطرح فكرة سياسية عقلانية جديدة ، فالديمقراطية لها أصحابها و التنمية لها أهلُها و العدالة لها حُماتُها والإقتصاد له خبراؤه.

في حين برع إخوان مصطفى الخلفي في النصب والاحتيال باستعمال الدين والغبن والتدليس باستعمال الإرادة الشعبية.

وحتى لا تتحول أزمة كورونا إلى شمَّاعة يعلق عليها مصطفى الخلفي جميع التهم و التبريرات والذرائع والمسوغات . فلا بد من تذكير ” صَطُّوفْ” بأن الجائحة حين حلَّت بالمغرب وجدت تنظيم العدالة و التنمية قد إقترب من إنهاء ولايتين حكوميتين قاد تدبيرهما بلا برنامج نافع ونسج خيوط تحالفاتهما بمنتهى الإنتهازية الضارة. و حين وقعت واقعة كورونا وجدت قوى الصحة منخورة و جرَّة التعليم مكسورة و سُنَّة التنمية مهجورة. وأضافت خسارة الكارثة الحالية إلى خسائر الكوارث السابقة التي يتهرب تنظيم العدالة و التنمية من الإعتراف بمسؤولياته في حدوثها و في تنامي تداعياتها.

بالتالي نجد أن الأزمة الواقعة تفرض على تنظيم العدالة والتنمية إعادة تأهيل أخلاقي وحصص دعم و تقوية معرفية وبرامج مراجعات داخلية بشكل واع ومسؤول. بل إنه بالنظر إلى ما راكمه من ويلات تخريبية عطلت مسار الإصلاح الديمقراطي بالمغرب. كان لزاما على مصطفى الخلفي إجتناب الخروج من أجل إعطاء الدروس للآخرين و إجتناب تلميع صورة تنظيمه الكهنوتي البئيس ، والقيام – عوض ذلك- بتشغيل خواريزميات نفسِهِ اللَّوَّامة حتى لا يسقط في أدران تزكية نفسِه الهدَّامة. لذا أجدني مضطرا إلى جر أذن الناطق الرسمي السابق بإسم حكومة العدالة والتنمية، مع التنبيه إلى أن زمن الركوب على المنجزات الملكية الكبرى قد وَلَّى.

ولعلَّه من المُستَحَبِّ الواجبِ على مصطفى الخلفي توجيه نصحِه إلى الفقيه سعد الدين العثماني قصد تقديم إستقالته، لأن سياسة القرصنة المفضوحة التي ينتهجها تنظيم العدالة و التنمية لن تضمن له تحديث تطبيقاته المرجعية و إبداع أجوبة حقيقية تدخل في صميم متطلبات المرحلة الجديدة، سواء من حيث وظيفته في إنتاج المعنى من الناحية الإيديولوجية أو في التأطير والتنظيم. إلاَّ أَنَّ دهاقنة البيجيدي يظنون أنه لا زال باستطاعتهم الإلتفاف على نتائج التغيرات الكبرى الحاصلة في حياة المغربيات والمغاربة.

ومن فرط السذاجة تستمر هذه العقليات الضالة بإخلاص غريب لِغَبائِها الطبيعي، رغم أن العنوان الواضح للمرحلة الراهنة والمرحلة القادمة يتحدد بالمعطيات الضخمة ومتواليات الذكاء الإصطناعي، أي بما – ومن- سيخدم الناس عن بعد!

إن خرجات مصطفى الخلفي إذ تكشف حقائق استفحال داء الهزال المعرفي عند زبانية العدالة و التنمية ، فإنها تدفعنا إلى قراءة تداعيات جائحة كورونا التي عَرَّتْ سوأة الحزب الفاشل الذي أضاع على المغربيات و المغاربة فرصة مواجهة الأزمة بمناعة معرفية وصحية واقتصادية أقوى.

وعند الختم ، ولأن الديمقراطية تفترض تعددية الآراء، و وجود منظومة انتخابية، وربط المسؤولية بالمحاسبة. فإني أصارح الخلفي مصطفى مع تجديد التأكيد على أن الحزب المتصدر لنتائج انتخابات ما قبل كورونا، سبق و أخلف وعده في الوفاء بأرقام الحملات الإنتخابية. وأن سلوك التشويش في زمن جائحة كورونا أظهر عدم امتلاك تنظيم العدالة والتنمية مفاتيح المعرفة البديلة القادرة على حل أقفال الأزمة الراهنة.

وها نحن نلامس لُوغَاريتْمات زمن ما بعد كورونا الذي يحاصر حكومة العدالة والتنمية وسط حقل رقمي مديد نحتفظ فيه بالحق في طرح الأسئلة المريرة وتقديم الأجوبة المثيرة.

وهكذا هوَ التاريخ -بحَتْمية حَرَكِيَّتِه- لن يستأخر ساعة رغم جداريات التضليل و لتمويه التي يرسُمها جهاز تنفيذي محتجز لتحالف أغلبي هجين ورئيس حكومة فاشل. و منه ، فلا يمكن أن يستمر القرار الحكومي بيَدِ من يزعمون أنه لا يوجد بُعد زَمَكاني تسمّيه البداهة الانسانية الحاضر من أجل المستقبل!.
المعرفة أولاًّ

*عبد المجيد مومر الزيراوي، شاعر وكاتب

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق