تعديلات جديدة بقانون “برنامج التجربة الكيبيكية’’ تبعثر أوراق الطلبة المغاربة والأجانب بكندا

12 يونيو 2020
تعديلات جديدة بقانون “برنامج التجربة الكيبيكية’’ تبعثر أوراق الطلبة المغاربة والأجانب بكندا

الصحافة _ وائل متاوي من كيبيك

لم تكن بداية سنة 2020 رحيمة بالطلبة المغاربة والأجانب بكندا. فبعد أسابيع طويلة من توقف الدراسة وفقدان وضائف تمكنهم من سد حاجياتهم اليومية، تلقت هده الشريحة، نهاية شهر ماي المنصرم، مفاجئة أخرى غير سارة تتمثل في تعديل حكومة فرانسوا لوغو لبرنامج التجربة الكيبيكية الذي كان يمكنهم بعد عشرون يوما فقط من نيل دبلوماتهم الجامعية من دفع طلب الحصول على الإقامة الدائمة في كندا.

برنامج الهجرة المعدل بتاريخ 27 ماي الماضي كان يسمح للطلبة الأجانب على الحصول الفوري على شهادة الاختيار من كبيك ثم تسوية وضعية الهجرة والتوصل ببطاقة الإقامة الدائمة بكندا في غضون أشهر معدودة. قرار التعديل الجديد، والذي أعلنه وزير الهجرة سيمون باغيط، ينص على ضرورة مراكمة تجربة مهنية إضافية بعد التخرج من الجامعات الكندية قد تتراوح بين سنة إلى تلات سنوات قبل التفكير في إرسال طلب الحصول على الإقامة الدائمة في المحافظة زيادة على ستة أشهر كاملة لدراسة الطلب.

ساعات فقط بعد الإعلان عن هدا الخبر، اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بتوقيع عرائض الرفض بداعي عدم احترام الحكومة المحلية لوعودها في الخريف السابق بعدم إقرار القانون الجديد على الطلبة والعاملين المتواجدين بالمحافظة قبل إقراره. فخرج مئات من الطلبة الأجانب في مسيرات، منذ بداية الأسبوع وفي عز الأزمة الحالية المتعلقة بوباء كورونا المستحدث، يجوبون شوارع مدينة مونتريال ويرابطون في وقفات احتجاجية أمام البرلمان بعاصمة المحافظة كبيك.

تنقلنا إلى عين المكان لجس النبض وطرح بعض الأسئلة عن مدا تأثير التعديلات الجديدة على مستقبل ومشاريع الطلبة المغاربة والأجانب فأثارنا حماس تنسيقية الطلبة الأجانب والعاملين لمواصلة النضال من أجل عدم إلزامهم بالتعديلات الحديثة للهجرة. الوقفة لإحتجاجية جلها من الطلبة الأجانب الذين جائو كندا للدراسة بموجب قانون الهجرة السابق والساري المفعول مند 2010. هذا الأخير مكن في العام الماضي:’’ 15000 طالب وعامل أجنبي على سبيل المثال دون قيود في قبول الطلبة المتخرجين في الجامعات المحلية والدين يدفعون ثلاث أضعاف ما يدفعه الطلبة الكنديون للجامعات بمحافظة كيبيك” حسب ما صرح به الطالب إبراهيما كوني منسق الطلبة الأجانب بمدينة كيبك لمنبرنا. وأضاف: ’’ نطالب حكومة لوغو باعتماد مقاربة تفاعلية مع جل المعنيين بإشراك الطلبة والعاملين الأجانب في النقاش العام وكذا أخد ظروفهم بعين الاعتبار، لأنه من غير المقبول تغيير قوانين اللعبة بعد بدأ المباراة”، في تلميح واضح لمطلبهم بضرورة عدم إقرار القانون الجديد على الطلبة المتواجدون بالمحافظة قبل إجراء التعديل.

بدورهم، عبر مجموعة من الطلبة المغاربة عن دخولهم في دوامة شك بعد سماعهم لمضامين التعديلات الجديدة المرتبطة ب بقانون برنامج التجربة الكيبيكية. زينب.د.، طالبة سلك الثاني في مسلك علوم الإدارة والأعمال، لم تخفي حسرتها:” بعد اندماجي في مجتمع الاستقبال تبخر الحلم، الحكومة لم تأخد بعين الاعتبار الوضع الاجتماعي للطلبة الأجانب وعاملتهم كأرقامّ لسد الخصاص.” وأضافت الطالبة المغربية المقيمة بمدينة كيبك :”ليس هناك ما هو أسوء من حالة الارتباك والحيرة التي أعيشها اليوم لا أعرف ما سأفعل بعد التخرج لقد تبخر حلمي بالاستقرار الدائم في فضاء أحببته و صرت جزئا منه بعد تعقيد مساطر قانون الهجرة”.

رئيسة جمعية الطلبة المغاربة بجامعة لافال كيبك كاميليا.ح، الطالبة بسلك الدكتوراه في مجال هندسة الماء، أقرت بدورها أن التغييرات المتعلقة بقانون الهجرة بمحافظة كيبك لها أثر نفسي بليغ على شريحة الطلبة المغاربة مؤكدة عن تلقيها أخبار عن تردد بعض الطلبة الملتحقين حديثا في متابعة تكوينهم في كندا على هامش قيام وزارة الهجرة بتعقيد المساطر بعد التخرج. مطالبة بإلحاح الحكومة عن “التراجع الشامل والفوري عن التعديلات لأنها لا تخدم صورة مقاطعة كبيك كقبلة للدراسة والتعدد الثقافي”. وبهدا الصدد صرح لنا يديل، ز.، طالب إجازة في الاقتصاد عن جامعة مونتريال، أن:”’’ توقيت التعديلات تكتيك سياسي، يروم تمرير التعديلات في توقيت يصعب فيه التنقل بين المدن لحضور الوقفات الاحتجاجية أو التجمعات”.

في السياق ذاته يقول ياسين، طالب دكتوراه في علوم الإعلام والتواصل عن جامعة لافال،’’ لقد أصبح مستقبلي غامض بعد سنوات من الدراسة، حتى تركيزي أصبح مشتت ولم يعد لي الكثير من الجهد لمواصلة مساري الأكاديمي. أظن أن العودة إلى المغرب هي الحل الأنسب بعد نهاية دراستي بسلك الدكتوراه…”. ومن جهة الأخرى، عبرت سلوى.ل، وهي طالبة مغربية مقيمة بمدينة مونتريال، عن تخوفها من عدم إتمام مشروعها المهني جراء التعديلات “المفاجئة” حيث أصبح من الضروري البحث عن عمل في مجالها قبل إنتهاء صلاحية رخصة الدراسة لمدة لا تقل عن تلاث سنوات بعد نهاية التكوين بالإضافة لمدة تتراوح لسنتين إضافية للحصول على إقامتها الدائمة الأمر الدي وصفته مخاطبتنا ب “الشرط التعجيزي المبعثر للأوراق”.

جدير بالذكر، أن فعاليات حقوقية وسياسية ونقابية من محافظة كيبك حضرت التجمع الذي نظمته تنسيقية الطلبة والعاملون يوم السبت 6 يونيو 2020 وأكدت دعمها الشامل للمطالب “المشروعة للطلبة الأجانب”، مطالبة الحكومة في الوقت ذاته عن ضرورة التراجع عن هده التعديلات التي من شأنها المساس بصورة المحافظة على مستوى الدولي كقبلة لاستقطاب الطلبة الأجانب الدين يساهمون بشكل فعلي في الدينامية الاقتصادية والتعدد الثقافي بكندا.
وائل متاوي، كبيك/كندا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق