حسن ابوعقيل يكتب .. بعد الفوز هل هناك إرادة لتكريس الديمقراطية

9 سبتمبر 2021
حسن ابوعقيل يكتب .. بعد الفوز هل هناك إرادة لتكريس الديمقراطية

حسن ابو عقيل من أمريكا

بعد الفوز هل هناك إرادة لتكريس الديمقراطية
أولا وقبل كل شيئ لابد وأن أقدم التهاني للحزب الفائز في الإنتخابات بروح رياضية ، مهما كانت قناعاتي وإيماني بالعمل السياسي ونظرتي للأحزاب المغربية كمن يهنئ فريق الوداد البيضاوي وهو يحمل في دمه فريق الرجاء أو من ينصر الفريق الذي يلعب من أجل القميص والفرجة التي تحقق الإنتصار والفوز .

قبل دستور 2011 كان لنا التعاطف مع بعض الأحزاب التي ناصرناها في زمن الجامعة ومن خلال الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ومن عصارة المنظمة المغربية لتربية الشبيبة AMEJ إلى جانب النادي السينمائي المغربي والشعر والقصة والعمل الجمعوي المتألق داخل النادي الثقافي بوشنتوف وعبد السلام بناني وسيدي معروف والأوراش التربوية والكشفية والممارسة الفعلية للمسرح من خلال خشبته الواسعة والممتدة وطنيا من خلال مسرح الهواة والمسرح الجامعي ، إنها مدارس كانت لها قيمتها وسلطتها وباعها وكل هذا الرصيد كان جيلنا يعانق الأمل من أجل ممارسة السياسة من داخل الأحزاب وتصحيح وتغيير ما يمكن لتحقيق أغراض الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فكان الأمل مرتبطا بالنضال وضرورة الإستمرارية والتحدي والصبر مادامت ليس لنا عصا سحرية تخدم الإقلاع وتحقق الحق أمام غزوة بعض الأحزاب التي تجذرت في مناصب المسؤولية وعانقت عسل كراسي الوزارية وحصانة المقاعد البرلمانية وسلطة ميزانيات الجماعات الترابية وبطش النخب التي فرخت رجالات فوق القانون واستفادت من خيرات البلاد وثرواتها ودست بكرامة المواطن من خلال سياسة التفقير ونالت من الطبقة الوسطى إلى أن سحقتها .

مع دستور جديد ، دفنا الماضي ولم نرغب في الحديث عن التاريخ لكون رغبتنا كتابة تاريخ جديد ، وبمداد شبابي يدون ويغرد ويسيل حروف الحقيقة وكلمات الواقع ويساير العصر ويستفيد من الشعوب الراقية والمتألقة التي هدفها خدمة المواطن والحفاظ على كرامته كأولوية لمن أراد العمل السياسي .

مصيبتنا أننا أبتلينا بأحزاب نصبت على المواطنين من جديد باسم برامج الإصلاح وتبنت شعارات التغيير والتصحيح فمنها من استخدمت الدين الإسلامي ومنها من أستقطبت الشباب باسم الشيوعية وأخرى باسم الإشتراكية والليبرالية وضاع الحلم مع إشراقة فجر جديد أتى على الأخضر واليابس وحُملنا على مراكبهم نحو الماضي الحزين الأليم والمغلف باسم حداثة الإستثناء ومشاريع الإستثناء وقوانين الإستثناء ولازلنا إلى حدود كتابة هذه السطور لم ندخل عالم الديمقراطية ، بل نعيش على إيقاع سانفونيات منتحلة تقدم لنا كعناوين بالبنط الغليض كواجهة للمؤسسات المالية وللدول الديمقراطية وإقناع الأمم المتحدة متناسين أن العالم تغير وأن هذه الدول لها قراءتها من خلال قنواتها الدبلوماسية التي تتابع كل المؤسسات وما يجري ويدور داخل البلاد وتنجز دولها تقارير ومؤشرات تجعل المواطن المغربي في حرج .

طبعا الإنتخابات أسفرت بعد دستور 2011 على فوز الحزب الإسلامي الذي تجاوب معه المواطن نظرا لتشبت المغاربة بدينهم وإصرارهم على الهوية والثقافة المغربية مع فتح الباب للتلاقح الفكري والإقتصادي مع مراعاة ما يمكن أخذه وما يمكن نبذه وما يمكن التحفظ عنه .

مشكلتنا في المغرب أن الحزب الفائز لا يحكم بمفرده فالضرورة تحتم عليه إشراك أحزاب داخل الحكومة وينتصرالإئتلاف بانسجام جميع المكون الحزبي ، علما أن الشعب أقر بسلطة الصوت من يفوز ولفظ باقي الأحزاب لكن تدخل هذه الأحزاب من النافدة وتمارس حكمها وكأنها تستمد حضورها وقوتها من المواطنين ، فلماذا الإنتخابات أصلا عندما نصوت على حزب ونجد حكومة بأحزاب عاقبنها ، فطبيعيا أن هذه الأحزاب ستسلط سيفها للإنتقام وليس لخدمة المواطن وهذا ما نعايشه ونعايشه .

إنتخابات 8 شتنبر 2021 فاز بها حزب التجمع الوطني للأحرار ، لكنه مجبر أن يؤسس إئتلافا حكوميا من أحزاب أخرى وهذا أمر ليس عسيرا على التجمعيين لأن باقي الأحزاب التي تربطه بها علاقة جيدة بدورها فازت بمقاعد نيابية والحزب التجمعي له كلمة عليها بالأمر والطاعة خاصة أبدى فيما سبق باقتراحهم في الولايتين وكلنا نتذكر أسباب البلوكاج الحكومي في عهد بنكيران ومن كان وراءه والولاية الثانية إقناع العثماني بالإتحاد الدستوري والإتحاد الإشتراكي وهذا دين على الحزبين اليوم من أجل تأسيس حكومي سلس .

خلاصة القول هل حزب التجمع الوطني للأحرار سينفد برنامجه الإنتخابي للوعود الخمس التي صرح بها أمينه العام قبل الحملة الإنتخابية وخلال الحملة الإنتخابية ؟
وهل الحزب في أتم استعداد لتحقيق أغراض الديمقراطية والقضاء على الفقر والحفاظ على كرامة المواطن وألا تكون أهدافه مناصب ومقاعد ومال عوضا خدمة المواطنين .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق