“سويسرا المغرب” تعيش الإهمال واللامبالاة ومطالب بتدخل جلالة الملك لإعادة الأمور إلى نصابها

3 يناير 2022
“سويسرا المغرب” تعيش الإهمال واللامبالاة ومطالب بتدخل جلالة الملك لإعادة الأمور إلى نصابها

بقلم: كريم القرشي

سويسرا المغرب أو كما نعرفها كمغاربة “إفران الطبيعة والورود ” أو هي تلك المدينة الجميلة في عيون المغاربة، هي عاصمة الأطلس المتوسط التي تضم 8 جماعات قروية وجماعتين حضاريتين، يعيش غالبية سكان مجالها القروي على عائدات القطاع الفلاحي، بينما يعيش سكان مجالها الحضري على عائدات التجارة والخدمات وبعض المنتوجات التقليدية والسياحة.

اقليم افران وبالأخص المركز مدينة إفران تعيش في الأونة الأخيرة على وقع مشاكل قطاعية جمة، تجعل من سكانها يعانون في صمت، هذه المشاكل انعكست سلبا على جمالية المدينة التي أصبحت تئن تحت وطأة الإهمال خاصة تلك المنتجعات السياحية التي كانت في الماضي القريب تجلب الألاف من سياح الداخل والخارج كمنتجع عين فيتال ومنتجع رأس الماء، حيث تحولت حاليا إلى منتجعات مهمولة تغرق في الازبال وتدهور حالها الى أقصى درجاته وهو الشيء الذي يطرح أكثر من تساءل عن الإجراءات التي ستتخدها السلطات المحلية والإقليمية خاصة عامل الإقليم، ومعه السلطات المنتخبة لأجل عودة الروح لهذه المدينة التي تغنى بها كبار الفنانين المغاربة والعالميين.

إضافة إلى المشاكل القطاعية التي يعاني منها الإقليم أبرزها قطاع السياحة الذي يشهد انتكاسة كبيرة لما يعيشه من اختلالات في بعض المرافق الصحية خاصة في فترة الجائحة، انضافت مشاكل النظافة حيث اصبحت بعض الطرقات والاحياء الهامشية والمنتجعات السالفة الذكر وحدائق المدينة، عبارة عن مطارح عشوائية رغم توفر الحاويات المخصصة لذلك، إلى ان الخدمات المقدمة لا ترقى إلى تطلعات الساكنة، خاصة وان المدينة كانت على شكل حديقة خضراء متفتحة بورودها وازهارها ، إلا أنها ومنذ قدوم العامل الجديد تراجعت كثيرا واصبحت ذابلة وشاحبة ولكم في عين فتال والطريق المؤدية إليها خير مثال على ذلك.

ان قطاع السياحة من القطاعات الضرورية وذات الاهمية الكبرى التي تعتمد عليها بلادنا ويعتمد عليها ساكنة إقليم إفران في كسب قوت يومهم، وهذا يتطلب استراتيجية محلية وجهوية للنهوض بالإقليم من جديد، وذلك بالاعتماد على إعادة هيكلة بعض القطاعات خاصة منها قطاع النظافة، وتشجيع الإستثمار سواء داخل المجال الحضري او القروي، لما يزخر به الاقليم من ثروات غابوية تجعله من الأقاليم الاولى على الصعيد الوطني توفرا على الذهب الأخضر(غابة الأرز)، إضافة إلى فرشة مائية كبيرة، وهذا يعتمد على تسيير رشيد وحكامة جيدة تقوم على ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم التسامح مع أي كان وكيفما كان منصبه.

إفران اذا تستنجد بجلالة الملك محمد السادس و برجالاتها الأحرار ،وخاصة وأن العامل المعين مؤخرا “ممسوقش “،وساكنة المدينة تحن إلى عهد العامل السابق “حسن نضير” الدي عرفت في عهده المدينة أوج ازدهارها ونموها السياحي والإقتصادي ،كما تتمنى ساكنة المدينة أن يعين على رأسها واحد من أبناءها البررة خريجي المعاهد العليا”للبوليتيكنيك بفرنسا” وخريجي ثانوية طارق بازرو التي تعتبر مشتل العديد من الاطر العليا وهم الدين يعرفون اقليمهم واهل مكة ادرى بشعابها. الساكنة كدلك تستنجد وتسثغيت للوقوف عن كتب على تنفيذ المشاريع والسهر على محاسبة كل من سولت له نفسه التهاون في أداء واجبه المهني، والاستماع ايضا واشراك فعاليات المجتمع المدني في النهوض بالمدينة، ومعالجة كل المشاكل التي تخص ما تم ذكره أعلاه.

جميعا وبمناسبة هدا المقال نلتمس من جلالة الملك نصره الله ان يتدخل وينصف هده المدينة والمنطقةباكملها. التي تتوسم فيه خيرا في المرحة المقبلة لإعادة سويسرا المغرب إلى سابق عهدها، وجمالية افران الأمس أصبحت مجرد ذكريات تروى للأجيال القادمة؟ وهل سيتحرك مجلس الجماعة بدوره لإصلاح ما تركه المجلس السابق من مشاكل عالقة، ام انه سيستمر في تدمير إرث سياحي كان يضرب به المثل وطنيا وعالميا؟وكما هو معروف ان هدا المجلس الجديد لا اعتبار له داخل المنظومة المحلية.لا يسمن ولا يغني من جوع.

ارتباطا بكل ما سبق ذكره، لا يمكننا أن ننسى دور المجلس الإقليمي ومجلس العمالة و مندوبية السياحة فيما وصلت إليه المدينة من تدهور، خاصة وأن هذه المؤسسة الأخيرة من واجبها أن تلعب دورا كبيرا في إحقاق تنمية سياحية إقليمية موسعة ، خصوصا وان الإقليم يتميز بمؤهلات طبيعية وبشرية كبيرة ، تجعل منه قطبا سياحيا وطنيا، رغم غياب رؤية إستراتيجية واضحة المعالم، وغياب برامج تشاركية بين كل الفاعلين و العاملين في مختلف المجالات، وهو الشيء الذي يتسبب سنة بعد أخرى في تدني مستويات وارقام الزوار إلى المدينة.

زد عل كل ما سلف ذكره فإن قطاع التجهيز والنقل له يد ايضا في تعميق مشاكل الإقليم،إذ لا يمكننا الحديث عن تحقيق تنمية شاملة بدون ان تتوفر جميع المناطق على شبكة طرقية جيدة، وما اصبح عليه حال بعض الطرق المؤدية إلى مراكز جماعات الإقليم والدواوير التابعة لها، يؤكد بالملموس أن اقليم افران يعيش مرحلة سريرية تستوجب ايجاد حلول عاجلة لانقاذ ما يمكن إنقاذه، وعودة الروح إلى هذا القطب الإستراتيجي الذي يعتبر رئة المغرب والاطلس المتوسط خاصة ، وهي المدينة الوحيدة التي سحرت المرحوم الحسن الثاني، حيث تمتاز بالبرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء واعتدال الجو في الصيف والربيع، وتجذب الزوار بشلالاتها المائية وطبيعتها الخضراء. كما تعتبر أنظف المدن العربية والثامنة عالميا حسب دراسات بريطانية وسويسرية سابقة .

وسط إفران ، توجد عدة بحيرات كبيرة تراجعت نسبة المياه فيها و غطتها الأوساخ بعدما اعتلاها التهميش و النسيان رغم المبالغ المالية الهائلة التي رصدت لإعادة هيكلتها و إضفائها على سويسرا المغرب مدينة إفران رونقا و متنزها يسمح للزوار بالجلوس تحت ضلال أشجاره .

وأمام هذا الصمت المريب والإهمال المطلق لهذه الضايات النفيسة من سلسلة الضايات التي ساهمت وبشكل كبير في تصنيف إفران أجمل مدن المغرب ، كثر الحديث أخيرا في صفوف سكان عاصمة الثلوج أو سويسرا المغرب و استغرابهم الشديد لهذا الإهمال التام الذي طال هده الضايات وخاصة ضاية “أكلمام “و”ضاية عوا”و “ضاية حشلاف “و “عين فيتال “المتواجدة وسط إفران وفي ضواحيها كإحدى المعالم الشهيرة التي تزخر بها مدينة إفران .

وللإشارة فقد عاينت مؤخرا عدة منظمات حقوقية وجمعوية وإعلامية الوضعية الكارثية التي توجد عليها هذه الضايات المائية كمنتجع سياحي وفضاء متميز للتنزه دون أن تحرك الجهات المسؤولة أي ساكن .حيث تحولت بفعل اللامبالاة والتهميش إلى مستنقعات تنبعث منه الروائح الكريهة ، ناهيك عن تناسل مختلف أنواع الحشرات الضارة بمياهه النتنة التي قد تتسبب لا محالة في أمراض خطيرة للمتوافدين بكثرة على ضاية أكلمام محليين وأجانب. أما أسد المدينة فأصبحت تتبول عليه الكلاب ليل نهار في غياب تام للسياح والزوار.

إهمال الضايات الجميلة و المنسية في الآونة الأخيرة بسبب اختلالات ناتجة عن تقلص صبيب المياه من جديد وتراجع مستوى الملئ، التي اتخذت لونا آخر وارتفاع نسبة تلوثها، يفرض على الوزارة الوصية و المسؤولين المحليين أمام هذا الوضع تأهيلها من جديد وجعلها متنفسا ترفيهيا لسكان المدينة و زوارها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق