زياش اختار المغرب عن اقتناع رغم تعرضه لضغوط هولندية رهيبة ولا عزاء لناكري الجميل وجمهور النتائج

6 يوليو 2019
زياش اختار المغرب عن اقتناع رغم تعرضه لضغوط هولندية رهيبة ولا عزاء لناكري الجميل وجمهور النتائج

الصٌَحافة _ محمد عمور*

مرة أخرى نثبت أننا شعوب عاطفية بالمعنى السلبي للكلمة. من التطبيل المبالغ فيه بعد انتصارات غير مقنعة (باستثناء مباراة كوت ديفوار) إلى موجة جلد ذات لا يجيد مثلها الا نحن.

أدرك تماما حجم الإحباط لخروج مذل -وإن كان بعد ركلات الجزاء- أمام منافس مغمور، لكن عوض التحليل الرصين لإخفاق مبرمج لم نجد أسهل وسيلة للتنفيس عن غضبنا سوى إيجاد مذنب جاهز.

حكيم زياش اختار المغرب عن اقتناع رغم تعرضه لضغوط هولندية رهيبة ورغم أن له كل المقومات للعب أساسيا في منتخب هولندا وغيرها من المنتخبات الكبرى (اختير في التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا).

زياش يتعرض مع ذلك لحملة هدم (هي في الحقيقة حملة هدم للذات نتقنها أكثر من غيرنا) غير مسبوقة فقط لأنه أهدر ركلة جزاء كانت لتحسم التأهل لمصلحة المغرب.

لن أتحدث هنا عن حالتي باجيو وباريزي في نهائي كأس العالم 1994 (نهائي كأس العالم من فضلكم ) ولكن أعود بالذاكرة لبعض من أكثر اللحظات في تاريخ الليغا الإسبانية وفي نفس العام .

ديبورتيفو لاكورونيا ذو التاريخ الخالي من أي لقب يحتاج إلى فوز بأي نتيجة وسط جماهيره على فالنسيا . امتدت المباراة بيضاء النتيجة إلى الدقيقة الأخيرة بينما كانت البارصا قد حسمت الفوز على بلباو بخمسة أهداف لهدفين وتنتظر أخبارا سعيدة من ملعب رياثور.

في الدقيقة الأخيرة يحصل ديبورتيفو على ركلة جزاء يعني تسجيلها تحقيق اول لقب ليغا في تاريخ لاكورونيا . لم يجرؤ النجم البرازيلي بيبيتو هداف الفريق على تسديد الركلة الحاسمة وتقدم لها الصربي دجوكيتش (الذي سيلعب لاحقا لفالنسيا) وسددها سهلة في أحضان الحارس ثوبيثاريتا وانتهت المباراة بكارثة رياضية للفريق المضيف.

ما حدث بعدها يحدد الفوارق بين التحضر والإسفاف وبين الرقي والابتذال. اجتاحت الجماهير ارضية الملعب لا للانتقام ممن حرمهم من فرحة أسطورية بل لمعانقته ومواساته لأنهم كانوا يعلمون أنه أكثر حزنا منهم.

لنعد إلى كأس أفريقيا وزياش، صحيح لم يكن في مستوى الآمال المعقودة عليه بدون أدنى شك بسبب الإرهاق الشديد بعد موسم طويل وحافل مع أياكس. الضغط الشديد عليه كالنجم الأول للمنتخب المغربي جعله يحاول كل شيء ولا شيء ولم يوفق ومر بجانب البطولة كما حدث للعديد من النجوم، لكن هل هذا مبرر لينال كل العتاب؟

لنتحدث بلغة الكرة لنتحدث تكتيكيا: اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن المنتخب المغربي يعاني أمام الفرق التي تلعب بتكتل دفاعي متأخر لأن استراتيجية لعبه مبنية على الضغط والضغط المضاد (الضغط المضاد هو المجهود المبذول لاستعادة الكرة بعد ضياعها) وبالتالي فإننا نلعب جيدا أمام الفرق الجيدة (كالعادة).

هنا تبرز مسؤولية المدرب (الذي احترمه وأقدر كل ما قدمه للمنتخب) تماما كما كما حدث في مباراة إيران في كأس العالم الأخيرة.

بقدر التطبيل الذي سمعناه وآذى أسماعنا بعد مباريات الدور الأول سنقرأ وسنسمع ونرى ما سيدغدغ مشاعر العوام في انتظار مناحة مقبلة.

كل التعاطف والمواساة لحكيم زياش ولا عزاء لناكري الجميل وجمهور النتائج.

*صحافي مغربي في بين سبورت

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق