زعيم حزب يساري مغربي: الدولة تسير على حافة الإفلاس

26 أغسطس 2019
زعيم حزب يساري مغربي: الدولة تسير على حافة الإفلاس

الصحافة _ وكالات

قال زعيم حزب يساري مغربي راديكالي إن المغرب اليوم يعيش من جديد على حافة الإفلاس، حيث تتهدده هذه المرة السكتة الدماغية. وأضاف أن المغرب كان على حافة السكتة القلبية عام 1998، ما حدا بالنظام إلى الاستنجاد بما سمي بحكومة التناوب التوافقي، الذي لم يكن في الحقيقة إلا تناوباً مخزنياً، بشروط المخزن، ولم تكن الحكومة إلا حكومة إذعان تخضع لشروط المخزن وإملاء المؤسسات المالية الإمبريالية.

وأكد مصطفى البراهمة، الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي، الماركسي، في مقال نشره على موقع الحزب الرسمي، أن النظام أغلق الحقل السياسي، مما أدى إلى فرز سياسي حقيقي، حيث عمد النظام إلى تكسير أحزاب الحركة الوطنية وإدماجها في حقله السياسي (حزب الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي، حزب التقدم والاشتراكية) وتأسيس أحزاب الدولة لمنافستها (الحركة الشعبية، الاتحاد الدستوري، التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة)، وأدمج الجزء المهادن في الحركة الإسلامية كحزب العدالة والتنمية، وأدمج جزءاً من المتساقطين من قدماء اليسار في حركة لكل الديمقراطيين، ثم في الأصالة والمعاصرة، وأغلق الحقل السياسي، فلم يعد من هذه الأحزاب، سواء المصنوعة أو المدمجة، من يعارضه، وأصبح يدور في حلقة مفرغة مع نفسه.

وأوضح البراهمة أنه منذ حركة 20 فبراير التي خلصت المغاربة من الخوف، وفي ظل سياسة الالتفاف على مكتسباتها على علاتها، تفجرت العديد من الحراكات في العديد من المناطق (الريف، جرادة، زاكورة، أوطاط الحاج) وهذه المرة بمطالب اجتماعية بحمولة هوياتية وسياسية، واجهها النظام بالقمع وتوظيف القضاء لعقابها.

وقال إن خصائص الاقتصاد المغربي لم تتغير، بل ازداد ضعفه وتعمقت هشاشته وتفاقمت طبيعته الريعية والاحتكارية، وازدادت أوجه الفساد فيه، وتعمقت تبعية الاقتصاد المغربي للدوائر الإمبريالية التي تستنزف خيرات البلاد وتثقل كاهل الميزانية العامة، سواء من أجل أصل الدين أو من أجل فوائده المجحفة، أو بشروطه النيوليبرالية الداعية إلى مزيد من الخوصصة، وتسليع التعليم والصحة، ورفع يد الدولة عن القطاعات الاجتماعية، ذلك أن الدين العمومي، أي دين الخزينة، ودين الجماعات المحلية ودين المؤسسات العمومية الذي تضمنه الدولة، يكاد يناهز الناتج الداخلي العام.

وقال البراهمة: «باستثناء عجز الميزانية، الذي استطاعت حكومة التناوب (1998-2002) إرجاعه إلى حجم مقبول، بعد أن كان يتجاوز 7 في المائة، فإن المؤشرات الأخرى تبرز ضعف الاقتصاد المغربي، وخصوصاً نسبة النمو التي لم تتجاوز 3 في المائة بالمعدل طيلة السنوات الأخيرة، والتي لن تتجاوز2.7 في المائة، بالنظر إلى الجفاف الذي يضرب الزراعة المغربية اليوم، في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم. وأكد زعيم حزب النهج أن الاقتصاد المغربي يتسم بالهشاشة في غياب برجوازية وطنية، بل إن البورجوازية الوكيلة أو الكمبرادورية تستفيد من ولائها للنظام القائم وتخدم مصالحه، لذلك فهي تستفيد من اقتصاد الريع، حيث يفسح لها النظام الاستفادة من رخص الصيد في أعالي البحار، ومن رخص المقالع، والنقل الدولي، ويمكنها من أراضي الدولة لتسخيرها للمضاربة العقارية والاستثمار الفلاحي. ويسعى اليوم إلى تمكينها من أراضي الجموع، التي كانت غير قابلة للتفويت منذ 2019.

وشدد البراهمة على أن السمة الأساسية للاقتصاد المغربي هي الريع والفساد والاحتكار، حيث لا تتكون الثروة بفضل المجهود، ولكن بفضل القرابة من السلطة، لذا فهي تحميها وتغطي عن الفساد المستشري داخلها، مقابل الاستفادة التي هي أيضاً من عائدات الريع والاحتكار، مقابل التغاضي عن التهرب الضريبي وتهريب الأموال للخارج، في حين تقتطع 70 في المائة من الضريبة على الدخل من المنبع من مداخيل الأجراء.

ويرى الزعيم اليساري أن دائرة الفقر والهشاشة تتسع، وتعرف الفوارق الطبقية اتساعاً مضطرداً في ظل غياب تغطية صحية واجتماعية حقيقية، وتتفاقم البطالة خصوصاً داخل الشباب، حيث تتجاوز 45 في المائة في المدن، ذلك أن امتصاص البطالة يتطلب نمواً اقتصادياً يفوق 7 في المائة، وتتحدث الحكومة عن ضرورة ملاءمة التكوين مع مستوى الشغل، والحقيقة أنه ليس هناك شغل؛ لأن الاقتصاد المغربي ينمو بنسبة 3 في المائة في المعدل، وبالتالي لن ينتج أي مناصب شغل، إضافة إلى اتساع دائرة الفقر مع تركيز الثروة في أياد قليلة، وتوسع الفقر بين شرائح عديدة من المواطنين، إذ يعيش 47 في المائة من المغاربة على عتبة الفقر، ويعيش 12 في المائة منهم الفقر المدقع، ما يجعل 70 في المائة من المغاربة يرغبون في الهجرة إلى الخارج، حسب إحدى الدراسات الاجتماعية المنجزة هذه السنة.

وأكد البراهمة أن المغرب اليوم يعيش في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على حافة السكتة الدماغية، ولن تسعفه مقاربته الأمنية لمعالجة الأوضاع المنفلتة من يده، وأن «المستقبل لليسار وللجبهة الشعبية والحركات الاجتماعية».

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق