ديون ثقيلة وحالات إفلاس.. هل يشهد النفط الصخري الأميركي عصرا ذهبيا آخر؟

25 يوليو 2020
ديون ثقيلة وحالات إفلاس.. هل يشهد النفط الصخري الأميركي عصرا ذهبيا آخر؟

الصحافة  _ وكالات

ثغرات الديون غير المدفوعة والطلب البطيء على النفط والإفلاس الذي يلوح في الأفق، هذا هو المشهد في النفط الصخري الأميركي الآن، ومع ذلك فإن معظم التوقعات تظل متفائلة وفق مقال في موقع أويل برايس.

ويتوقع المحللون أن ينتعش الإنتاج بالفعل إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا في مرحلة ما في السنوات الخمس المقبلة، لكن هل يتحقق ذلك؟ تتساءل كاتبة المقال إيرينا سلاف.

منذ مارس/آذار الماضي انخفض إجمالي إنتاج النفط الأميركي بما يصل إلى 2.6 مليون برميل في اليوم، وذلك بسبب الضربة المزدوجة من حرب أسعار النفط ووباء كورونا الذي حطم الطلب.

 فرصة ضئيلة

ويعتقد معظم المتنبئين -بما في ذلك مورغان ستانلي (Morgan Stanley)، وريستاد إنرجي (Rystad Energy)، وود ماكنزي (Wood Mackenzie)- وغيرهم أن هناك فرصة ضئيلة بأن يعود إنتاج النفط الأميركي إلى النمو هذا العام أو التالي، لكن بعد ذلك سيكون هناك انتعاش، فبحلول عام 2023 سينتج المنتجون الأميركيون أكثر من 12 مليون برميل يوميا من الخام مرة أخرى إذا صدقت هذه التوقعات.

لكن ليس هناك اتفاق بين جميع الخبراء، فهذا الخبير آرثر بيرمان يعتقد أن أجندة هيمنة الطاقة الأميركية قد انتهت، ويتوقع أن ينخفض ​​إنتاج النفط بنسبة تصل إلى 50% على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، ليس بسبب انخفاض أسعار النفط ولكن بسبب عدد منصات الحفر المتوقفة، فقد انخفض عدد الحفارات في الولايات المتحدة بنسبة 69٪ هذا العام من 539 في منتصف مارس/آذار الماضي إلى 165 الأسبوع الماضي.

وسينخفض ​​إنتاج النفط بنسبة 50٪ بحلول هذا الوقت من العام المقبل، ونتيجة لذلك سينخفض ​​إنتاج النفط الأميركي إلى أقل من 8 ملايين برميل في اليوم بحلول منتصف2021.

الحاجة إلى المال

ويقول بيرمان -وفقا للمقال- “ماذا لو زاد عدد المنصات بين الحين والآخر؟ لن يحدث أي فرق بسبب الفارق الزمني بين التعاقد على جهاز الحفر والإنتاج الأول”، فالحفارات الصخرية تحتاج إلى المال لدفع أجور مشغليها، كما يحتاج المنتجون إلى التأكد من قدرتهم على بيع النفط الجديد بهامش ربح، لكن في الوقت الحالي ليس لديهم أي منهما.

وتضيف الكاتبة في مقالها أنه بحسب تقرير حديث لشركة “ديلويت” (Deloitte) فإن منتجي النفط الصخري الأميركي أنفقوا مبلغا إجماليا قدره 300 مليار دولار نقدا دون تحقيق ربح.

وعلاوة على ذلك، قامت الصناعة أيضا بخفض ما يصل إلى 450 مليار دولار من رأس المال المستثمر في السنوات الـ15 الماضية، والشيء الوحيد الذي يتعين على هذه الصناعة إظهاره هو إنتاج قياسي للغاية، وهو الذي جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم وساعد في إدخال العالم في زيادة المعروض التي تضرب منتجي النفط الأميركيين بشدة الآن.

بنوك غير متحمسة

وفي الوقت نفسه، أصبحت البنوك غير متحمسة للصناعة التي مولتها بسعادة لأكثر من عقد من الزمان، وأحد الأسباب هو انهيار أسعار النفط، والسبب الآخر هو حقيقة أن إنتاج آبار النفط لم يرق إلى مستوى التوقعات، والسبب الثالث هو إنفاق المال.

ونتيجة لذلك، قامت البنوك بتخفيض سقوف الائتمان، حيث تقدر “موديز” (Moody’s)، و”جي بي مورغان” (JPMorgan) متوسط ​​خفض القروض المدعومة بالأصول للصناعة بنسبة 30%، وهو ما يترجم إلى مليارات الدولارات، والديون القائمة تصبح مستحقة السداد، مع دفع المزيد من المليارات على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ولا يزال رأس المال يتدفق إلى صناعة النفط الأميركية، وذلك على الرغم من انخفاض مستوياته حتى قبل انهيار أسعار النفط ووباء كورونا.

وتقول شركة أبحاث واستشارات الطاقة “وود ماكينزي” إن الشركات تستخدم هذا التدفق لتقليل أعباء ديونها وتمديد استحقاق السندات بدلا من زيادة الإنتاج.

مواجهة الأزمة

هل سيكون هذا كافيا لمواجهة النفط الصخري الأميركي للأزمة ومساعدته على البقاء؟ ربما يستطيع النفط الصخري ذلك مع بعض المساعدة، يقول الكاتب.

وبحسب المقال  في “أويل برايس” إذا كانت الأزمة الأخيرة -عندما حاولت السعودية خنق النفط الصخري بإفراطها في الإنتاج- قد أدت إلى العديد من حالات الإفلاس إلا أن ذلك أدى أيضا إلى قيام المنتجين بتخفيض تكاليف إنتاجهم  مع الاستمرار في الضخ.

وقد ساعدهم مسار نمو ثابت في الطلب على النفط في تلك الفترة، أما الآن فإن منتجي النفط الصخري سيحتاجون إلى حدوث عجز في المعروض يتزامن مع تفاؤل حذر بإمكانية تعافي الطلب ليصل إلى مستويات ما قبل الأزمة.

ويقول المقال إن السؤال الأول بشأن مستقبل النفط الصخري في الولايات المتحدة هو عما إذا كان السوق سيتحول إلى عجز في المعرض قبل أن يجف المال تماما.

ووفقا لمحللي النفط في “جي بي مورغان” -تضيف الكاتبة- فإنه وبحلول عام 2022 سيرتفع سعر خام برنت إلى 60 دولارا، مما يحفز منتجي النفط الصخري على العمل من جديد، وقد يتسع عجز المعروض بحلول عام 2025، وسط احتمالات بأن يصل برنت إلى 100 دولار، مما يؤدي فعليا إلى عصر ذهبي آخر للنفط الصخري.

المنافسون

لكن بالنظر إلى أن أكبر منافسي النفط الصخري الأميركي في الشرق الأوسط وروسيا يدركون جيدا ما الذي يحتاجه منتجو النفط الصخري للوقوف على أقدامهم فقد تتطور الأمور بشكل مختلف، وقد يأتي العجز في وقت متأخر عن المأمول، وقد يكون أصغر من ذلك.

وينقل المقال عن ريان لانس رئيس مجلس الإدارة في شركة “كونوكو فيليبس” (ConocoPhillips) أنه “لم يتم كسر الصخر الزيتي، الصخر الزيتي لم يغادر، وسيعود مرة أخرى”.

ويضيف لانس أن الصخر الزيتي سيعود أبطأ لأنه سيكون هناك ضغط على الشركات لتقييد برامج رأسمالها، وربما لا ينمو بشكل كبير كما كان من قبل.

المصدر: الجزيرة 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق