حسن أبوعقيل يكتب.. من حقك ان تدلي برأيك لكن!

15 ديسمبر 2020
حسن أبوعقيل يكتب.. من حقك ان تدلي برأيك لكن!

الصحافة من أمريكا حسن أبوعقيل

مواقف كثيرة وأراء مختلفة تساقطت كالمطر مباشرة بعد رعدة الإعتراف بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي ربطت تغريدة ترامب باستئناف العلاقات المغربية بإسرائيل .

جميل جدا أن تعترف امريكا بالسيادة المغربية على صحرائه ( منطقة النزاع ) وهذا مكسب دبلوماسي ليس بالسهل , قد انتزعته الدبلوماسية الملكية من فم السبع وهذا أمر يستحق التنويه , لكن ما وجب تفعيله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أن تشتغل من داخل مجلس الأمن الدولي لإقناع حلفائها بالإعتراف على غرارها لإقناع المجمع الدولي بذلك والحث على التوقيع لمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل لما يزيد عن 45 عاما إلى حدود كتابة هذه المقالة .
الإعتراف الأمريكي كان مفاجأة للجميع خاصة مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ومازاد الإنتباه هو تزامن هذا الإعتراف بإستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية كاستثمار سياسي إقتصادي في المنطقة على الخصوص ودوليا على العموم خلف فيضا من الرأي الآخر والمخالف الذي إعتبر المسألة تطبيعا مع اسرائل ونصرة للدولة العبرية ضد القضية الفلسطينية وتخلي المغرب على وعوده في الوقوف جنبا للفلسطينيين .
أرى شخصيا أنه لاداعي للوقفات الإحتجاجية التي تنظمها اليوم الفئات المناهضة للتطبيع والتي لن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين ولكون السياسة ماضية على سكتها بقبول من السلطة الفلسطينية والمتفهمة لمصالح المغرب الإقتصادية والسياسية وسيادتها على حدودها الجغرافية والتاريخية للمملكة المغربية .

فهل إعترف الفلسطينيون بمغربية الصحراء ؟ وهل توقفت السلطة الفلسطينية من تبني إزدواجية الخطاب من خلال شد العصا من الوسط خاصة تجربة سفراء السلطة الفلسطينية بالجزائر يرفعون راية جبهة البوليساريو ويناصرون تقرير المصير . ومع ذلك لم يبخل المغرب من تقديم الدعم للفلسطينيين وإيجاد الحل للدولتين , وبعد الإعلان بدقائق للإعتراف الأمريكي هاتف ملك المغرب السيد أبو مازن بمجريات الإتصال والإعتراف الرئاسي بمغربية الصحراء مؤكدا أن الأمر لا يمس بالقضية الفلسطينية أو الإبتعاد عنها بل لايزال المغرب على وعوده ومع القضية الفلسطينية بمجملها على أساس حل الدولتين .
فلماذا البعض يستبق الأمور ويعطي آراء إستشرافية مغلوطة نحو المستقبل فالأولوية لقضيتنا الوطنية التي طال مداها عقودا وخلفت أزمات إقتصادية واستنزافا للأموال والزمن .
العلاقات مع إسرائيل هي قائمة مع جميع الدول وبدون إستثناء فمنها ماهو قابع في الظلام ومنها ماهو جهارا نهارا فأين المشكل والمجاملات قائمة بين الدول سواء عربية كانت أم أجنبية , كلهم يجتمعون داخل محافل الأم المتحدة ويتبادلون السلام والتحية والرأي السياسي والإقتصادي وينصتون إلى خطابات إسرائيل من على منبر الأمم المتحدة ويصفقون بحرارة وفي نفس الوقت ينوهون بالسلطة الفلسطينية ويوقعون على مطالبها وفي كل تقارير القمم .

إستمرار العلاقات الدولية الثنائية هو اختيار مصلحي ترى فيه الدولتين ما قد ينفعهما على أرض الواقع سياسيا واقتصاديا والمغرب له قضية وجب دعمها أمميا مادامت النتائج لن تسفر على حق يراد به باطل أي تغليب كفة على الأخرى .

فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق