الوجه الآخر

25 يونيو 2019
الوجه الآخر

الصحافة _ حسن أبوعقيل من أمريكا

أبشع الصور في حياتنا اليومية تلك الأقنعة التي يضعها الفرد على وجهه بدلا أن يحافظ على خِلقته التي فطره الله عليها في أحسن تقويم , بل يُصر على تغيير هذه الأقنعة حسب الظروف والأحوال المرتبطة بمصالحه الشخصية وقد يحتاج إلى قبعات مختلفة ومتعددة تمنحه الشخصية التي سيتقمصها حسب الحدث والزمن .

” الوجه الآخر” أصبح معتادا في تعامل الناس وتفاعلهم مع الواقع المعيش وأصبح ورقة التعامل في كل المجالات كعملة مالية من أجل بلوغ الأهداف الخاصة , غير أن ” الوجه الآخر” أكثر شيوعا تجده عند السياسيين كربطة العنق الضرورية في كل المناسبات والمحافل وقد تجد السياسي – مع الإستثناء – حَمَّال أوجه متعددة في آن واحد لضرورة استقبال أشخاص مختلفة ومتنوعة من أجل الإقناع وكسب الثقة حيث التمويه الإحترافي ويبقى من يحمل الوجه الآخر شخصٌ دون أخلاق مهما كان منصبه .

فما نعيشه أمام البرامج الحزبية الإنتخابية لا يستثنى من ” الوجه الآخر ” فالتجارب خير شاهد على النصب الذي يتعرض له المواطن باسم التغيير والتصحيح باسم النضال وباسم الإرادة الملكية وباسم خدمة المصالح العليا للبلاد والعباد وباسم الكرامة والحقوق والديمقراطية وباسم التشغيل والتعليم والصحة والسكن والقضاء على الفقر وباسم العدالة مع توظيف الدين من خلال أحاديث وآيات قرآنية غايتها استمالة المواطن وطلائه باللون السياسي صاحب المرحلة.

” الوجه الآخر ” عنوان لتكريس ما من شأنه إبقاء الحال على ما عليه تحت شعار ” الحقيبة أولا والمعاشات أخيرا ” وما بينهما حصانة وامتيازات وسلطة وتحكم واستقواء .

قد يقول البعض أن ” الوجه الآخر ” لا يقتصر على السياسي فحسب بل قناع يستخدمه المواطن العادي وما أكثرهم , طبعا أوافق هذا الرأي لكون جرائم النصب متعددة في مجتمعنا لكن أوجه اللوم للسياسي مدبر الشأن العام من كان السبب في منح الأقنعة داخل أفراد المجتمع وإغراق المواطنين بأقنعة المكر والخداع حتى يختلط الأمر تحت شعار ” إذا عمت هانت ” وألا يلتفت القانون إلى السياسي واضع المشاريع القانونية والمصوت عليها لكونه من يسيطر على القضائي أي أن القضاء رغم إستقلاليته يبقى تحت استقواء السياسي (…)

فالمواطن مهما استخدم ” الوجه الآخر ” فإنه يستخدمه عند الحاجة عند الخصاص عندما يرى أن أمه في حاجة إلى سرير داخل المستشفى عندما يرى أن إبنته في أمس الحاجة للدواء , عندما يشعر بأسرته مهددة بالجوع والبرد والدفئ الأسري , لهذا فالمواطن الذي لم يجد قشرة خبز ساعتها يلجأ للقناع ويخرج عن خلقته وخلقه ليظفر بلقمة عيش أمام الموت بالتقسيط وأمام جيوش من أقسموا بالله لخدمة المصالح العليا وخدمة المواطنين وتبقى حقيقتهم نفاق وحفاظ على مناصب الخنوع وفي ذلك وجه آخر .
فاصل ونواصل…

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق