جمع عام لتكريس العبث!.. هكذا يهدر “ضباع الموائد” بالجامعة الملكية لكرة القدم ملايير الدراهم من المال العام

18 سبتمبر 2019
جمع عام لتكريس العبث!.. هكذا يهدر “ضباع الموائد” بالجامعة الملكية لكرة القدم ملايير الدراهم من المال العام

الصحافة _ جمال اسطيفي*

الجموع العامة من المفترض أن تكون محطة للتقييم ووضع الأصبع على الأخطاء، ورسم خارطة طريق المستقبل، لكنها في مشهدنا الكروي ليست كذلك، بل إنها تتحول إلى محطة لـ”التطبال”، وبـ”الروح بالدم والمال نفديك يا كرسي”.

بعد أربع سنوات من الانتظار عقدت العصبة الاحترافية جمعها العام، وعلى امتداد المساحة الزمنية للجمع العام لم نسجل وفي مشهد مؤسف أي تدخل أو ملاحظة.

أما الجمع العام لجامعة الكرة، الذي لم يحصل فيه الصحفيون على نسخ من التقريرين الأدبي و المالي، فإن ما استأثر فيه بالاهتمام هي الأرقام المالية التي عرضها رئيس الجامعة فوزي لقجع، والتي سجلت أن مجموع المصاريف في السنة الماضية بلغ 82 مليار سنتيم.

لابد من الاعتراف أن هذا الرقم قياسا بالنتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية، وقياسا كذلك بمجالات صرفه هو رقم ضخم جدا.

فباستثناء 36 مليارا التي تم تحويلها لأندية القسم الأول والثاني والهواة، فإن بقية الأرقام تحتاج إلى أكثر من وقفة، وضمنها حجم الإنفاق على المنتخبات الوطنية الذي وصل إلى 20 مليار التهم منتها المنتخب الأول حصة الأسد، يضاف إليها بالرغم من وجود خانة مخصصة لمصاريف المنتخبات الوطنية أن مصاريف المشاركة في كأس إفريقيا بمصر قاربت الثلاثة ملايير، بينما التهم مدربو المنتخبات الوطنية ومعهم الإدارة التقنية الوطنية حوالي 8 ملايير سنتيم، حصة الأسد منها كان يحصل عليها الناخب الوطني السابق هيرفي رونار الذي كان يتقاضى 120 مليون سنيتم شهريا، والمدير التقني السابق ناصر لارغيط الذي كان يحصل على راتب قدره 50 مليون سنتيم شهربا.

أما تعويضات أعضاء اللجان القضائية بالجامعة فإنها قاربت في سنة واحدة 800 مليون سنتيم، في الوقت الذي كلف مكتب الدراسات البلجيكي حوالي 300 مليون سنتيم ليقول لنا إن ناصر لارغيط لا يصلح لمنصب المدير التقني الوطني.

إن أرقام التقرير المالي باذخة، وفيها إهدار للمال، وعدم ترشيد للنفقات، فكيف يمكن أن تفسر لنا الجامعة أن كل منتخب لديه طاقم تقني خاص، مع أنه كان بمقدور طواقمها أن تقود أكثر من منتخب، وأين هو شعار ترشيد النفقات الذي رفعه رئيس الجامعة يوم تعاقد مع الفرنسي هيرفي رونار، عندما قال إنه في إطار ترشيد النفقات فإن الفرنسي سيدرب المنتخب الأول والمحلي وسيشرف على الأولمبي..

هل من المعقول أن تحصل الأندية التي تنشط كرة القدم على امتداد السنة على الفتات، علما أن الفائز بلقب البطولة لا يحصل إلا على منحة 300 مليون سنتيم.

إن البحث عن الموارد المالية أمر ضروري، وإننا لسنا ضد الرفع من هذه الموارد، لكن أن يلتهم المنتخب الأول والمدربون وأعضاء الإدارة التقنية كل هذه المبالغ، وأن تصل تعويضات أعضاء اللجان إلى أرقام تفوق بأضعاف ما يحصلون عليه في عملهم الأصلي، فإننا إزاء عبث حقيقي.

ليس معقولا أن يأتي رئيس الجامعة ويختصر كل شيء بقوله إنه ليس مسؤولا عن تسديد ضربات الجزاء، في إشارة إلى ضربة الجزاء التي ضيعها حكيم زياش أمام البنين في كأس إفريقيا بمصر.

هذا أسلوب شعبوي، لا يليق، لذلك، لابد أن تفهم الجامعة أن مهمتها ليس نفخ الأحداث الرياضية وتنظيمها، كما حصل في السوبر الإسباني الذي كلف الجامعة 3 ملايير، فالجامعة لا يجب أن تتحول إلى ممون للحفلات، تشم رائحتها، بحثا عن التنظيم، الذي يدر منافع كثيرة على جهات بعينها.

إن كرة القدم المغربية وتحديدا الجامعة في حاجة إلى حكامة حقيقية وإلى تحديد للأولويات، وإلى جلسات مصارحة ومكاشفة مع من يحبون الخير لهذا البلد، وليس مع “ضباع الموائد”، أما الاستمرار بهذه الوتيرة وتحوير النقاش والالتفاف على المشاكل الحقيقية فإنه ليس مفيدا.

#جمال_اسطيفي: صحفي بجريدة المساء

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق