جحيم ضحايا تحاليل كورونا الكاذبة.. عائلات بأكملها نقلت إلى المستشفى وذاقت الرعب وشكوك حول غش دولي تعرضت له وزارة الصحة حين توريد أجهزة التحليل وطريقة مراقبتها قبل الإذن باستغلالها

29 أبريل 2020
جحيم ضحايا تحاليل كورونا الكاذبة.. عائلات بأكملها نقلت إلى المستشفى وذاقت الرعب وشكوك حول غش دولي تعرضت له وزارة الصحة حين توريد أجهزة التحليل وطريقة مراقبتها قبل الإذن باستغلالها

الصحافة _ الرباط

ظهرت صباح اليوم الأربعاء نتائج التحليلات الثالثة التي أجريت على موظفين بعمالة بالبيضاء، وكانت بدورها سلبية من فيروس “كوفيد 19″، لتزيد من تأكيد خطأ تحليلات أجريت، قبل أربعة أيام، بمستشفى ابن رشد، والتي أكدت الإصابة بكورونا.

وحسب ما كشفته جريدة “الصباح” ضمن عددها ليوم الخميس 30 أبريل الجاري، فقد انضمت نتيجتا يوم الأربعاء إلى نتائج حالات أخرى حسمت، يوم الثلاثاء المنصرم، في كذب الأجهزة المخبرية المعتمدة في تحاليل أولى أسفرت نتائجها عن القول بإصابة 7 موظفين من أصل 30 خضعوا لاختبارات “كوفيد 19″، بالمستشفى الجامعي ابن رشد، قبل أن يقرروا الانتقال إلى مستشفى خاص، حيث جاءت النتائج مخالفة تماما للأولى، وتشير إلى سلامة الموظفين السبعة كلهم.

وضمن الموظفين أطر، عاشوا وأسرهم رعبا حقيقيا استمر يطاردهم منذ الإعلان عن الإصابة، وما رافقه من الاشتباه في مخالطيهم، بل ونقل أسرهم، بأفرادها الصغار والكبار، إلى المستشفى بالطريقة الاحترازية التي تشاهد في أشرطة نقل المصابين أو المخالطين، للاشتباه في إصابتهم، ثم إرجاعهم إلى منازلهم بالطريقة نفسها، وتوجيه أوامر تتعلق بإجراءات العزل داخل المنزل، وما خلفه ذلك من آثار نفسية رهيبة على الموظفين أنفسهم وأسرهم وبعض مخالطيهم.

ولم يتوقف الرعب والهلع عند الموظفين، بل امتد إلى مترددين على المستشفى الميداني “لافوار”، إذ كان بعض الموظفين حاضرين بقوة في مسرح تشييد المستشفى، لأداء مهامهم، وخالطوا العديد من الموظفين الآخرين والعمال وأطر الشركات الخاصة.

وامتدت دائرة المرعوبين لتصل إلى جمعيات المجتمع المدني، ضمنها مؤسسة اجتماعية معروفة بتقديم الإعانات في رمضان، نشطت بقوة في الأيام الأخيرة ودخل مسؤولوها ومنتسبوها في دوامة من الهلع نفسه، بعد العلم بإصابة من كانوا يحيطون بهم ويلتقونهم كل يوم في تراب عمالة مقاطعة أنفا.

ومن ضمن الموظفين ومخالطيهم من لم يذق طعم النوم منذ الإعلان عن النتيجة الأولى المؤكدة للإصابة، ودخل في أزمات نفسية، مازالت تداعياتها بادية عليهم، رغم الإعلان عن أن الأمر مجرد كذبة أو خطأ أو غلط.

ولم تتحرك وزارة الصحة ولا مديرية الأوبئة، للتعليق على هذه الأخطاء، التي أزمت نفسية مواطنين وأربكت حاسباتهم، كما لم تخرجا بأي بلاغ يوضح تناقضات المختبرات المعتمدة في الكشف عن “كوفيد 19″، وما إذا تعلق الأمر بقضية غش دولي تعرضت له الوزارة حين توريد أجهزة التحليل وطريقة مراقبتها قبل الإذن باستغلالها؟

استفهامات عريضة تنتظر الكشف عنها، من قبل وزارة الصحة على الخصوص، لمعرفة إذا كان الأمر يتعلق فقط بمستشفى ابن رشد، أم أن الخطأ في تحديد إصابات “كوفيد 19″، يتعدى هذا المستشفى الجامعي، إلى مستشفيات ومدن أخرى؟ ومدى تأثير هذه الأرقام في الإحصائيات، وغير ذلك كثير من الأسئلة المحيرة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق