تنديد حقوقي بعد التحقيق مع تلميذ مغربي بتهمة إهانة النشيد الوطني ومطالب بوقف متابعته

1 أكتوبر 2019
تنديد حقوقي بعد التحقيق مع تلميذ مغربي بتهمة إهانة النشيد الوطني ومطالب بوقف متابعته

الصحافة _ وكالات

توقفت الأوساط الحقوقية والتربوية أمام ذهاب مديري مدارس مغربية بعيداً في مراقبتهم للتلاميذ والأساتذة أثناء أداء النشيد الوطني في طابور الصباح. وبعد تسليم مدير مدرسة تلميذاً للشرطة بتهمة تحريف النشيد، وجه مدير مدرسة أخرى تنبيهاً لأستاذ لعدم احترام النشيد.

وبعد التحقيق معه، قررت الشرطة القضائية في مدينة القصر الكبير/ شمال المغرب، وقف متابعة التلميذ القاصر الذي توبع بتهمة «تحريف النشيد الوطني» عند قيامه بتحية العلم بإحدى المدارس في المدينة. وأوضح محامي التلميذ، محمد المجدوب، أن السلطات أوقفت متابعة المتهم مع حفظ الشكاية بأمر من النيابة العامة، بعد أن كان سيمثل أمام وكيل الملك، يوم الإثنين المنصرم،  بناء على المحضر الذي أنجزته الشرطة القضائية يوم السبت الماضي، بعد قيام مدير المؤسسة الذي يتابع فيها التلميذ دراسته باحتجاز التلميذ داخل الإدارة، وأبلغ الشرطة التي حلت بالمكان عينه بعدما «سمع التلميذ يحرف مقطعاً من النشيد الوطني»، وجرى الاستماع للمدير في محضر رسمي، واقتياد الطفل إلى مخفر الشرطة قبل أن تتم متابعته في حالة سراح.

واستنكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان متابعة التلميذ، وقالت: «إن هذا الفعل غير مهني وغير تربوي، ويتجاوز كل القوانين والأعراف المنظمة للعملية التعليمية والتربوية الجاري بها العمل، من داخل المؤسسات التعليمية».

واستغربت الجمعية سلوك مدير المؤسسة التعليمية، الذي لم يكلف نفسه عناء الاستماع للتلميذ ومعرفة الأسباب، ولم يكلف نفسه كذلك إشراك باقي الأطر الإدارية والتربوية، وعرض التلميذ على مجلس القسم أو مجلس الانضباط، واتجه مباشرة إلى الشرطة، رغم أن المسألة داخلية بين مؤسسة تعليمية وتلميذ.

وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، وجه مدير ثانوية في مدينة المحمدية استفساراً لمحمد رضا، الأستاذ في المؤسسة نفسها، حول «انشغاله بالكلام والضحك أثناء تحية العلم الوطني وترديد النشيد الوطني من لدن التلاميذ».

وجاء في نص وثيقة الاستفسار الإدارية، بلا رقم مؤرخة يوم السبت 28 أيلول/ سبتمبر الماضي: «إنك أثناء تحية العلم الوطني وترديد النشيد الوطني من لدن التلاميذ كنت منشغلاً بالكلام والضحك وكأن هذا الواجب الوطني لا يمهمك؟».

وطالب مدير المؤسسة الأستاذ المستفسر بتقديم توضيحات حول السبب، بعدما أنهى موقع الاستفسار، مدير المؤسسة التربوية، نص الوثيقة بعلامة استفهام.

ورد الأستاذ محمد رضا على الاستفسار بقوله: «لم أكن، سيدي المدير، منشغلاً حينها بشيء أكثر من انشغالي بكونك منشغلاً بي، وهذا ما أثار حفيظتي وجعلني مستغرباً، فلقد كان من الأجدر التركيز على ترديد النشيد الوطني وأداء تحية العلم بكل وطنية، أما فيما يخص ادعاءك أني كنت أضحك حينها فهو أمر حقيقي، لكن الأمر لم يعد سوى ابتسامة فخر واعتزاز بانتمائي لهذا الوطن الأبي، والضحك درجات تختلف باختلاف المتلقي. فابتسامتي كانت ملء فمي بقدر حبي لوطني العزيز، هذا إن لم تكن تمانع في منحي لوطني ابتسامة الهوية وصدق الانتماء لبلد عزيز على قلوبنا حري بنا أن نفتخر به ونبتسم لأجله، لأن أرضه حبلى بالابتسامة كابتسام الوليد. فابتسم سيدي المدير بفخر واعلم أن الذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً . يحيا المغرب، وابتسامتي فداء لبلدي».

ويرى مراقبون من داخل وزارة التربية الوطنية أن هذا السلوك يعد سابقة في منظومة التربية والتكوين لم يعد حتى في سنوات الجمر والرصاص، كما أن استناد موقع الوثيقة على المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية 2019/2020 غير ذي سند قانوني وتنظيمي، ولا يرتب أي جزاء قانوني» .

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق