تقرير أمينة بوعياش في حق معتقلي حراك الريف.. حين ينحاز المجلس الوطني لحقوق الإنسان لرواية الدولة ويغسل انتهاكاتها

14 نوفمبر 2019
تقرير أمينة بوعياش في حق معتقلي حراك الريف.. حين ينحاز المجلس الوطني لحقوق الإنسان لرواية الدولة ويغسل انتهاكاتها

بقلم: فوزية لهلال

حين افكِّرُ في المعتقلين على خلفية حراك الرِّيف، وتعنُّت الدَّولة في حلِّ هذا الملف، مع الرُّجوع بنا إلى نقطة الصِّفر ككل مرة، تُطْرَحُ لديَّ أكثر من علامة استفهام..

من شبابٍ خرج لمطالب اجتماعية اقتصادية، فوُزِّعت عليه عشرات السِّنين سِجناً، إلى نضالٍ آخر داخل السُّجون.. لحفظ الكرامة!
المخزن يعود بك لنقطة الصِّفر!

كلَّما زادت مطالبك.. سحبك نحو الأسفل..

من مطالب الحرية وكرامة العيش لشعب.. إلى مطلب حفظ الإنسانية.. داخل الزَّنازن!

وكلما اشتدَّت المطالبة بإطلاق السراح، تُضَيِّقُ الدَّولة الخناق على المعتقلين.. الذين يتحدثون وعائلاتهم عن تعذيب وسب وشتم وسجن انفرادي.. فتتقزَّم المطالب إلى انسنة ظروف الاعتقال..

اسجنوهم.. فقط كونوا أكثر إنسانية!

في أوائل هذا الشهر، سُرِّبَ تسجيل صوتي طويل لناصر الزفزافي، يكشف في جزء منه تعرضه للتعذيب.. هذا التسجيل أحدث رجة في المشهد السياسي، وعلى إِثره وُزِّع 6 من سجناء الحراك على سجونٍ متفرقة، مع وضعهم في السجن الانفرادي،ومنع الزيارة والاتصال بعائلاتهم لمدة 45 يوم، في إجراءٍ تأديبي لعدم خضوعهم للأوامر، ولا علاقة له بالاوديو المُسَرَّب لناصر، حسب رواية المندوبية العامة للسجون..

هذا الإجراء سيدخل على إثره السجناء في إضراب عن الطعام والماء، وستتحدث عائلاتهم عن تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي..
سيتحدَّث بعد ذلك والد ناصر عن وفد قام بزيارة ابنه ليفاوضه في تعليق إضراب الأمعاء الفارغة، والمقابل سيكون توقيف عقوبة الكاشو، وإعادة تجميع السجناء في سجن واحد..

السؤال: إذا كان الإجراء التأديبي قانونيا ومستندا على أحداث موثقة بصور وكاميرات مراقبة، لم ترسل الدولة من يفاوض المعتقلين/المذنبين؟

ولم تم توقيف العقوبة؟

المجلس الوطني لحقوق الإنسان سيدخل على الخط، وسيخرج تقريره بالأمس.. وهو تقرير متناغم مع عزف الدولة.. ويسير وفق ما هو مُسَطَّرٌ له..

التقرير نفى تعرض المعتقلين للتعذيب، تحدث عن ظروف مزرية لزنزانات تأديبية عارية من الإنارة والتهوية، وعن اشتباك اثنين من المعتقلين مع حراس سجن راس الما..

تخيلوا معايا سجينين سيشتبكان مع حراس، اشنو يقدر يوقع ليهم وفيهم..

اكيد غادي يقتلوهم عصا.. فرفقا بالعقول!

الأساسي الذي خلص له التقرير أنه لا علاقة للإجراء التأديبي باوديو ناصر..

تقرير بوعياش لم يكن مفاجئا، وهي التي أنكرت في إحدى خرجاتها الصحفية، وجود التعذيب في السجون…وعدم وجود معتقلين سياسيين بالمغرب.

وماذا نسمي الصورة التي ظهر فيها ناصر شبه عاري وعلى جسده آثار التعذيب؟

وماذا سنفعل في تقرير سابقك إدريس اليزمي الذي سجل وجود 34 حالة تعذيب بين معتقلي حراك الريف..؟

ما صفة نشطاء الحراك الذين اعتقلوا على خلفية احتجاجات؟

المهداوي؟ بوعشرين؟

رفقا بالعقول..

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق