تحقيق: قادس وجبل طارق وجهتا الحشيش المغربي.. والطن الواحد يباع بـ 4 ملايين أورو في أوروبا

2 سبتمبر 2019
تحقيق: قادس وجبل طارق وجهتا الحشيش المغربي.. والطن الواحد يباع بـ 4 ملايين أورو في أوروبا

الصحافة _ وكالات

مراقبة شديدة يخضع لها الطريق المؤدي إلى صخرة جبل طارق، بينما يجد المهربون وسائل جبارة لعبور الساحل وإغراق أسواق أوروبا بالمخدرات، وفق ما ورد في تحقيق لمجلة “باري ماتش” الفرنسية يكشف عن الطرق الجديدة لتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا.

الليزر.. سلاح جديد لنجاة المهربين

ليل دامس في المحيط الأطلسي، على حافة الوادي الكبير في إسبانيا، تبدأ عملية الصيد. يشير التحقيق إلى “قارب يزيد من سرعته الجنونية مصدرا ضوضاء تصم الأذان، تقترب منه طائرة للحرس المدني لتهدده بضرورة أن يرسو”. وتضيف الصحيفة الفرنسية “إلى حدود الآن تسير الأمور كما يجب، لكن القارب لن يرسو.. ما عدا ضوء أخضر انبعث فجأة ليعمي ربان الطائرة، التي أصبحت مجبرة على أن تبطئ.”

وأوضحت “باري ماتش” ان الليزر هو سلاح جديد يستخدمه مهربو المخدرات. إذ بفضله نجا المهربون هذه المرة، واختفوا في الظلام، ولا خلاص لهم سوى عبور النهر..

هنا، الجميع يعيشون من المخدرات

“أنت في المكان الصحيح. لقد صممت هذه القوارب مثل الطائرات” يقول أحدهم، حيث كشف هاتفه عن دلائل بما فيها صور لبنادق الصيد وحزمات حشيش تشبه “الشكولاطة” محمولة في اليد. ويعترفون بأنهم نشلوا حزمة بحجم 35 كيلوغرام من الحشيش. يستطرد ذات الشخص قوله: “أبي في السجن منذ ثلاث سنوات بسبب محاولته تسليم عدة أطنان من هذه القذارة. هنا، كل شخص يعيش من المخدرات”

قادس، تلك المدينة الاسبانية العريقة المفتوحة على المحيط الأطلسي، تعد أحد الطرق الجديدة لتهريب المخدرات، التي تحل محل صخرة جبل طارق، حيث تقترب إسبانيا من المغرب. إذ سمحت مسافة 14 كيلومتر بتهريب مكثف وسريع بين البلدين. ولكن منذ عام 2018 مارست السلطات الإسبانية ضغوطا على “لا يينا دي لا كونسيبسيون” المعروفة باسم “الخط” وهي مدينة تجاور الصخرة البريطانية. وقام المسلحون بتهديد رجال الشرطة، “إذا لا شيء يخيفهم، لقد أصبح الأمر لا يطاق” يقول الكابتن خوان رويز.

حركة تهريب المخدرات متجذرة في المغرب، إذ تنشط شبكة محلية في نقل الحشيش من جبال الريف إلى البحر الأبيض المتوسط، وغالبا ما تنقل على ظهور الحمير. يقوم المهربون بتحميل 5 أطنان من الحشيش، خلال كل عملية عبور، في قوارب الصيد التي تلتحق بزروف أو اثنين في أعالي البحار. ويقوم بتسلم الشحنة طاقم مكون من ربان ومساعده وميكانيكي بالإضافة إلى “المأمور” وهو رجل يحظى بثقة من الشخص المغربي المالك للحشيش، ثم يتوجه الطاقم إلى مصب النهر الكبير. عندما تسير الأمور على ما يرام تسير القوارب دون أن يتم رصدها، وفي أسوأ الأحوال تقوم السلطات بمطاردتها بالهليكوبتر لمصادرة البضائع.

4 ملايين أورو مقابل طن من الحشيش المغربي

كشفت الصحيفة الفرنسة أن تكلفة كيلو واحد من الحشيش في المغرب تكلفة تتراوح ما بين 400 و600 يورو، ويرتفع ثمنه مرة واحدة إلى 2000 يورو في إسبانيا، وفي بقية أوربا يرتفع سعره إلى ثلاثة أضعاف. ذلك أن طنا واحدا من الحشيش المهرب يعود بمداخيل تصل إلى 4 ملايين أورو.

وأشارت “باري ماتش” إلى ان سوقا يمتد إلى 110 كيلومتر من الشاطئ الأندلسي، تتقاسمه عشيرتين؛ حيث يستحوذ إخوان تيخون، بزعامة “لوس كاستانياس” الذي يقبع في السجن، على المنطقة الممتدة بين قادس والجزيرة. بينما يسيطر الحاج عبد الله صادق ميمبري، المعروف أيضًا باسم “الميسي” ، على المنطقة المحيطة بجبل طارق. وتنشا تسوية هنا وهناك، بين عصابات متخصصة في سرقة الحشيش، لكن هذا الأخير أقل ربحية من الكوكايين، مما بقلل من التوتر وسفك الدماء.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق