بين جمال خاشقجي وجورج فلويد.. تشابهت طريقة الاغتيال واختلف تعامل السلطات مع الجُناة – (تغريدات)

31 مايو 2020
بين جمال خاشقجي وجورج فلويد.. تشابهت طريقة الاغتيال واختلف تعامل السلطات مع الجُناة – (تغريدات)

الصحافة _ وكالات

“أنا أختنق”.. عبارة رددها الصحافي السعودي جمال خاشقجي والرياضي الأمريكي جورج فلويد اللذين قُتلا تقريبا بنفس الطريقة، لكن ردود الفعل حول طريقة القتل البشعة وتعامل السلطات مع الجناة، اختلفت كثيرا في كلا البلدين.

وقُتِل جمال خاشقجي من قبل فريق متخصص من المخابرات السعودية في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية عام 2018، واتهمت أنقرة النظام السعودي بتصفية خاشقجي بسبب دعوته للإصلاح وانتقاداته المبطّنة لولي العهد، محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن أوامر تصفيته صدرت مباشرة من بن سلمان، وهو ما نفته الرياض.

فيما قُتل جورج فلويد -وهو رياضي سابق من أصول إفريقية- قبل أيام، خلال عملية اعتقال على يد ضابط الشرطة الأبيض ديريك شوفين، في جريمة عنصرية أثارت جدلا دوليا واحتجاجات واسعة في مدن عدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقبل مقتله اختناقا تحت ركبة ضابط الشرطة، صرخ فلويد “أنا أختنق.. لا أستطيع أن أتنفس”، وهو ما يعيد إلى الأذهان عبارة مماثلة رددها خاشقجي قبل عامين، حيث خاطب جلّاديه بالقول “أنا أختنق، أبعدوا هذا الكيس من رأسي، أنا أعاني من فوبيا الاختناق”، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد سبع دقائق فقط.

ورغم أن طريقة قتل الرجلين متشابهة إلى حد بعيد، إلا أن طريقة تعامل السلطات وردود الفعل داخل البلدين اختلفت بشكل كبير جدا، حيث قامت السلطات السعودية بتبرئة كل من سعود القحطاني، مستشار ولي العهد السعودي، وأحمد العسيري نائب رئيس المخابرات السابق أحمد العسيري – وهما من أبرز المتهمين بالقضية، كما أصدرت أحكام مخففة ضد بقية الجُناة. في حين وجّهت السلطات الأمريكية تُهمة “القتل غير المتعمّد” ضد الشرطي ديريك شوفين، بعد فصله من عمله.

وباستثناء ردود الفعل الغاضبة من قبل النشطاء والمعارضين، لم نجد أي مظاهر للاحتجاجات على مقتل خاشقجي في السعودية، بينما تسبّب مقتل فلويد بمظاهرات عارمة تطالب بوقف العنصرية ضد السود في مختلف المدن الأمريكية، وتحولت العبارة الأخيرة لفلويد “أنا أختنق” إلى شعار دولي ردده كبار السياسيين وقادة الرأي في العالم.

وفي وقت لجأ فيه أبناء خاشقجي إلى “العفو” عن قاتلي والدهم– بعد تلقيهم “تعويضات” هائلة من قبل النظام السعودي، تقدّمت زوجة قاتل فلويد، بدعوى طلاق ضد زوجها، كرد فعل ضد الجريمة التي اقترفها، كما طالبت السلطات بتأمين الحماية لها ولأبنائها، بعدما أبدت تعاطفها مع عائلة الضحية.

ونشر الباحث والناشط الحقوقي السعودي، عبد الله العودة على حسابه في موقع “تويتر”، صورتين لخاشقجي وفلويد، وأرفقهما بتغريدة قال فيها “أنا أختنق.. لا أستطيع أن أتنفس”.. آخر كلمات قالها هذان الرجلان، قبل أن يموتوا على يد أجهزة أمن. الأول في القنصلية السعودية والثاني بمينيابوليس (أمريكا). لكن الفارق كبير بين شعب ينتفض… وشعب آخر هو نفسه يختنق أيضاً ولا يستطيع أن يتنفس.

وعلّقت ناشطة فلسطينية تُدعى ريم أحمد على تدوينة العودة بالقول “لماذا لا تقارن الاحتلال مع الفلسطينيين الذي حليفته أمريكا. اليوم صباحا قتل لشاب فلسطيني في القدس وأمس إعدام لشاب فلسطيني برام الله. قتل بوحشية لمدنيين عزل فقط مروا قرب حواجز شرطة الاحتلال الصهيوني الإرهابي. أصبح الأمر مقرفا!”. وأرفقت تدوينتها بصور لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ونشر حساب “كاريكاتور محبس الجن” المعروف بمنشوراته المنتقدة لولي العهد السعودي، رسما كاريكاتوريا لـ بن سلمان وهو يحمل منشارا بيده، ويكرر الفعل الذي قام به ديريك شوفين، لكن مع الراحل جمال خاشقجي، وأرفقه بتعليق قال فيه ” أنا أختنق.. لا أستطيع التنفس قالها جمال خاشقجي قبل جورج فلويد”.

وعلّق ناشط يُدعى بلال كشاط على الكاريكاتير بقوله ” الفرق بين الحادثتين، الأولى لمواطن سعودي شعبه ينعم بالنوم العميق يعشق العبودية والاستعباد، على عكس الحادثة الثانية: شعب إن لم يعمل يموت جوعا وقلبه مليء بالحرية والوعي. الأول نام وأكمل مساندته للقتلة بالتطبيع مع الصهاينة وقطع العلاقات مع المسلمين، الثاني ثار وحرق الأخضر واليابس”.

وأضافت ناشطة سعودية تُدعى خلوط العامودي “عندما قُتل الخليفة عثمان بن عفان مظلوماً ، ماذا فعل المسلمون ،، انقسموا فئتين ،، فئة ثارت تطالب بدمه قبل استقرار الأمر  وكان على راسهم (طلحة والزبير وعائشة) رضي الله عنهم، وفئة تبعت الإمام علي عليهم رضى الله جميعاً في أولوية استتاب الأمن ثم محاكمة القتلة. هؤلاء هم قدوتنا”.

يُذكر أن خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، عبّرت عن رفضها موقف أبناء الراحل من الجناة، مشيرة إلى أن “جريمة قتله المشينة لن تسقط بالتقادم، وليس لأحد حق في العفو عن قتلته”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق