بنيس يكتب: الحسن الثاني.. الذكرى والتاريخ

17 يوليو 2019
بنيس يكتب: الحسن الثاني.. الذكرى والتاريخ

الصحافة _ الرباط

يتناول الأستاذ عبد الحي بنيس، في مقالته هاته، شخصية الملك الراحل الحسن الثاني، وذلك بمناسبة الذكرى العشرون لوفاته، بناء على بحث أجراه في أكثر من خمسين كتاب “انبعاث أمة”، أحصى فيه جميع الأنشطة التي قام بها الحسن الثاني، حين كان وليا للعهد، ثم لما أصبح ملكا على المغرب لمدة 38 سنة.

وفيما يلي نص المقال:

تحل الذكرى 20 لرحيل الملك الحسن الثاني في 23 يوليوز 1999 وهي مناسبة ليس فقط للترحم عليه رحمه الله ولكن أيضا لاستلهام العبر من التراث الغني الذى خلفة.

فالمغفورله الملك الحسن الثاني طبع من جملة ما طبع به المغرب الحديث أسلوبه المتميز والخاص في التعبير عن رأيه تجاه مختلف القضايا الوطنية والعربية والاسلامة والدولية، اذ كان يعتمد في مخاطبة الرأي العام الصراحة والاستشهاد بتاريخ المغرب ورجالاته مستندا على ثقافة الصورة عبر وسائل الاعلام والاتصال خاصة منها السمعية والبصرية العموميتين.

ولتسليط الضوء على المجالات والدعمات التواصلية التي كان يفضلها رحمه الله ، أهمها فن الخطابة منذ أن كان وليا للعهد إلى أن وافه الأجل المحتوم سنة 1999.
وبلغ 1106 خطابا وكلمة التي القاها على مدى 38 سنة المدة التي قضاها على رأس عرش المملكة والممتدة ما بين 3 مارس 1961 و23 يوليوز 1999 تاريخ وفاته رحمه الله منها نحو 150 ألقيت بالنيابة عنه، وبعث بالمقابل 979 من الرسائل.

وفى مقدمة هذه الخطب الملكية للعاهل الراحل تلك التى كانت تلقى خلال المناسبات الوطنية المرتبطة حسب توقيت معروف ومحدد منها خطب عيد العرش، وعيد الشباب، وذكرى ثورة الملك والشعب، وذكرى المسيرة الخضراء، وذكرى إنشاء القوات المسلحة الملكية، فضلا عن مناسبات ترؤسة لجلسات افتتاح دورات البرلمان، وتوجه المغاربة والوفد الرسمي والعسكري لأداء مناسك الحج.

كما تتضمن هذه الخطب تلك التي ألقاها المغفور له الحسن الثاني، الملك السابع عشر في الدولة العلوية، أو بعثها في مناسبات وخلال أنشطة متعددة ومختلفة كالمؤتمرات والمناظرات والندوات واللقاءات الوطنية أو القارية أو الدولية على اختلافها سياسية واقتصادية أو اجتماعية و غيرها من المواضيع.

وتتعلق أيضا بتلك التي ألقاها العاهل الراحل الحسن الثانى أمام الملوك ورؤساء الدول في حفلات الاستقبال، أو لدى استقباله لشخصيات وطنية أو أجنبية، أو جوابا على كلمات قيلت في حقه، أو عند تعيينه لأعضاء الحكومة، أو سفراء جلالته، أو كبار رجالات الدولة. أو عند ترؤسه للدروس الحسنية الرمضانية، أو بمناسبات وضع الحجر الأساس أو تدشين العديد من المشاريع منها السدود والمنشئات الصناعية والفلاحية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

ففضلا عن مساهمته وهو وليا للعهد رفقة والده المغفور له محمد الخامس في تحرير المغرب من الاحتلال الفرنسي، كان معروفا بحنكته ودهائه السياسي منذ ريعان شبابه، حيث تم نفيه مع والده من طرف المستعمر إلى كل من كورسيكا ومدغشقر.

وخلال فترة حكمه أرسى المغفور له الحسن الثاني أحد عظماء العالم في القرن الماضي، دعائم الدولة المغربية الحديثة، وتمكنت المملكة، بفضل سياسته من تحقيق الوحدة الترابية وتثبيت لبنات دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون، كما يرى عدد من الباحثين. كما خلف إرثا دبلوماسيا على المستويين الوطني والدولي.
يقر خصوم الحسن الثاني، قبل أصدقائه، بأنه كان ملكا عبقريا، حتى إن البعض وصفه بالملك الداهية، اشتهر بفصاحة أقواله، وظل الكثيرون يستشهدون بكلامه إلى الآن.
وهو إلى جانب ذلك، أحد الأقطاب المعروفين بالفصاحة، وأسلوبه حاد مطبوع بشيء من الدعابة اللاذعة أحيانا، كما يتمتع بكثير من بعد النظر.

لقد ردد رحمه الله في إحدى حواراته، عبارة “الأسلوب هو الإنسان نفسه”، وهذه المقولة تنطبق عليه حرفيا، فخطبه وحواراته تكشف شخصيته. فمن خلال هذا الجرد للأنشطة التي قام بها خلال فترة حكمه، وقبلها حين كان لا يزال وليا للعهد، نتقرب من شخصية هذا الرجل من خلال جرأته وقوته في التعبير.

وفيما يلى جردا وتصنيفا للخطب والمحاضرات والكلمات التي ألقاها المغفور له الحسن الثاني:

أولا، الأنشطة التي قام بها لما كان وليا للعهد:

ابتداء من سنة 1941 إلى سنة 1961 قام ب 98 من الأنشطة المختلفة، منها 62 خطابا في مناسبات دينية وسياسية واجتماعية وأدبية ورياضية. كما ألقى خمسة محاضرات حول “الضمير الاجتماعي” و”وسائل العمل والإنتاج للقضاء على البطالة وتحقيق نهضة المغرب” و”الديمقراطية” و”تعبئة الشباب وبناء المغرب الجديد” و”التطلعات الوطنية والدولية لمغرب الاستقلال وشبابه”، كما أجرى تسعة تصاريح في اللقاءات والندوات الصحفية، زيادة على ذلك، ألقى نيابة عن والده المغفور له محمد الخامس، خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 أكتوبر 1960.

ثانيا، الأنشطة الملكية التي قام بها خلال فترة ملكه مدة 38 سنة:

حصيلة الملك الحسن الثاني رحمه الله طيلة 38 سنة التي قضاها في الملك منذ سنة 1961 إلى 1999.
 خطب بمناسبة عيد العرش (39)
 خطب بمناسبة عيد الشباب (39)
 خطب بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب (38) + خطاب بمناسبة الحفل الذي أقامه رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بنفس المناسبة
 خطب بمناسبة الجلاء واستقلال المغرب وذكرى تقديم وثيقة الاستقلال (7)
 خطب بمناسبة المسيرة الخضراء (29)
 خطب بمناسبة عيد الشغل (3)
 خطب إلى الأمة حول القضايا التي تكتسي صبغة أهمية قصوى (22)
 خطب بمناسبة افتتاح البرلمان (27)
 خطب بمناسبة استقبال أعضاء اللجان الدائمة والمؤقتة للبرلمان (7)
 رسائل ملكية موجهة للبرلمان (10)
 كلمات بمناسبة استقبال مكاتب المؤسسة التشريعية (12)
 خطب وأوامر ورسائل تتعلق بالقوات المسلحة الملكية (45)
 رسائل ملكية للوزراء الأولين (15)
 رئاسته للمجالس الوزارية (116) ابتداء من سنة 1977
 مشاورات واستقبالات قادة الأحزاب السياسية (69)
 خطب موجهة للحجاج والوفود الرسمية المتوجهة إلى الحرمين الشريفين (62)
 خطب بمناسبة البدء في بناء السدود أو تدشينها (24)
 خطب بالمؤسسات التشريعية الدولية (6)
 خطب بمقر هيئات ومنظمات دولية (9)
 هبات ومساعدات ملكية (95)
 كلمات وخطب بمناسبة حفلات توزيع الشواهد على خريجي المدارس والمعاهد العليا (36)
 خطب بمناسبة عرض مشروع الدستور والاستفتاءات (14)
 خطب بمناسبات الحملات الانتخابية (6)
 خطب أمام المنتخبين المحليين (36)
 خطب في مناظرات الجماعات المحلية (7)
 خطب أمام سكان بعض المدن (43)
 خطب أمام المجلس الاستشاري الخاص بالشؤون الصحراوية (7)
 خطب واستقبالات الجالية المغربية في الخارج (17)
 خطب بمناسبات مختلفة حول القضاء (20)
 استقبال شخصيات يهودية مغربية وعالمية (16)
 استقبال حركات التحرير (6)
 استقبال رؤساء مؤسسات دولية (40)
 الزيارات الرسمية التي قام بها خارج تراب المملكة منذ اعتلائه العرش (67) مرة.

كما أنه أدلى المغفور له الحسن الثاني ب 222 من التصاريح في اللقاءات والندوات الصحفية داخل المغرب أو خارجه لمختلف وسائل الإعلام الوطنية والقارية والدولية.

وألقى أربعة أحاديث دينية خلال سلسلة الدروس الحديثية لشهر رمضان في 25 دجنبر 1966، و16 دجنبر 1967، و4 دجنبر 1968، و17 غشت 1978. كما ألقى خطب وكلمات خلال ثمانية دروس دينية.

وأمر بإقامة صلاة الاستسقاء في مجموع ربوع المملكة سبع مرات سنوات: 1984 مرتين، و1985، و1992 مرتين، و1995، و1998.

كما أمر بالمسك عن ذبح أضحية العيد للضرورة مرتين في 30 غشت 1984، و29 مارس 1996.
وأصدر فتوى تبيح الإفطار في رمضان للعاملين في حملة محاربة الجراد في أبريل 1988.

وقام خلال فترة حكمه باستقبال أكثر من 500 مرة عددا من الملوك والأمراء ورؤساء الدول داخل المغرب، و115 مرة خارج المغرب، كما قام باستقبال عدد من رؤساء الحكومات الأجنبية داخل المغرب 110 من المرات و11 مرة خارج المغرب.
أما استقبال الأمناء العامين للمنظمات الدولية فكان عددها 87 داخل المغرب و6 مرات خارج المملكة.

وكان نصيب استقبال شخصيات مختلفة تنتمي إلى العديد من المجالات كالعلماء والسياسيين والعسكريين ورجال الأعمال والأدباء والمفكرين والفنانين والرياضيين وغيرهم كبيرا.

لم يكتف المغفور له الحسن الثاني بكل ذلك بل قام بتأليف عدد من الكتب خاصة “التحدي” الصادر سنة 1976 بست لغات: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، التركية، الصينية، الإسبانية و”ذاكرة ملك” سنة 1993 طبع بالعربية والفرنسية والألمانية، و”عبقرية الاعتدال” الاسلام في مواجهة تحديات العصر سنة 1995.

تجدر الاشارة الى أن تفاصيل كافة هذه الأنشطة توجد في كتاب “الحسن الثاني الذاكرة والتاريخ” الذي قمت بإصداره سنة 2017 .

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق