المغرب يحتل المرتبة 120 ضمن الدول الأكثر تطبيقا لمبادئ الإسلام

27 أغسطس 2019
المغرب يحتل المرتبة 120 ضمن الدول الأكثر تطبيقا لمبادئ الإسلام

الصحافة _ عبدالحي بنيس

بالرجوع إلى دستور 2011، نجد في تصديره أن “المملكة المغربية دولة إسلامية”، و”أن الهوية المغربية تتميز بتبوء الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء”.
وفي الفصل الأول: “تستند الأمة في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين الإسلامي السمح”…
وفي الفصل الثالث: “الإسلام دين الدولة”…
والفصل الواحد والأربعون: “يعتبر المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه الملك، أمير المؤمنين، الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة”.
والفصل مائة وواحد وستون: “الوسيط مؤسسة وطنية مستقلة ومتخصصة، مهمتها الدفاع عن الحقوق…، والإسهام في ترسيخ سيادة القانون، وإشاعة مبادئ العدل والإنصاف، وقيم التخليق والشفافية”…
فرغم التنصيص على التشبث بالقيم والمبادئ الإسلامية في دستورنا، نجد أن المغرب احتل المرتبة 120 دوليا، في دراسة أعدها الباحث البريطاني بول هوسفورد والتي نشرت بصحيفة “ذي جورنال” حيث شمل البحث 208 من الدول، غابت فيها الدول ذات الغالبية الإسلامية من السكان عن قائمة أفضل 25 بلدا تطبيقا للإسلام.
ونفس النتيجة خلص إليه البحث الذي قام به مختصون أشرف عليه البروفسور حسين أسكاري من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، بأن الخلاصة تفيد بأن “دولا مثل إيرلندا والدانمارك ولوكسمبورغ تأتي على رأس اللائحة، والدول العربية والإسلامية تقبع في مراكز متأخرة ضمن قائمة الدول التي تطبق تعاليم الإسلام”.
فإذا تم الحديث عن احترام القيم والتعاليم الإسلامية في العالم، فإن الذهن يتجه مباشرة الى أن الدول الإسلامية هي الأكثر احتراما لها.
وقد تم ترتيب الدول باعتماد “المعيار الإسلامي” المستمد من القرآن والسنة كالعدل والحريات والاقتصاد وتوزيع الثروات، والمبني على أربعة قواعد، هي: الإنجازات الاقتصادية، والحقوق الإنسانية والسياسية، والعلاقات الدولية للبلد، إضافة إلى بنية السلطة فيه.
فقد احتلت إيرلندا المرتبة الأولى كأكثر الدول تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم على مستوى العالم، متبوعة بالدنمارك، ثم السويد في المرتبة الثالثة، في حين لم تتضمن القائمة أي من الدول العربية.
وأتت ماليزيا في المرتبة 33، ولكنها احتلت المرتبة الأولى للدول ذات الغالبية الإسلامية، أما باقي الدول العربية والإسلامية، فقد حلت الكويت في المرتبة 42 عالميا كثاني دولة إسلامية في قائمة الدول الخمسين الأولى، متبوعة بالبحرين في المرتبة 61 والإمارات في المرتبة 64، وتركيا في المرتبة 71، وتونس في المرتبة 72، ولبنان في المرتبة 87، والعربية السعودية في المرتبة 91، وقطر في المرتبة 111، والمغرب في المرتبة 120، ومصر في المرتبة 128، والجزائر في المرتبة 131، والعراق في المرتبة 148، وسوريا في المرتبة 168، واليمن في المرتبة 180، فيما تذيلت السودان قائمة الدول العربية حيث حلت في المرتبة 190، والغريب أن إسرائيل جاءت في المرتبة 27.
ويفسر البروفيسور حصول الدول الإسلامية على مراتب متدنية بسبب سوء الحكام واستعمال الدين كوسيلة للسلطة وإضفاء الشرعية على نظام الحكم، بينما تنص تعاليم القرآن على أن الازدهار الاقتصادي جيد بالنسبة للمجتمع.
كما خلص تقرير البروفسور، إلى أن “الدول الإسلامية ترفع شعار الإسلام دون تطبيق تعاليم القرآن والسنة التي تنص على الازدهار الاقتصادي للمجتمع، حيث أن الكثير من الدول التي تعرف نفسها بكونها إسلامية لا تتبع في واقع الأمر مبادئ الإسلام إلا ادعاء”.

وخصائص القيم الإسلامية هي مجموعة الأخلاق المستوحاة من كلام الله والإسلام والسنة التي تصنع نسيجَ الشخصية الإسلامية، وتجعَلُها متكاملة قادرةً على التفاعل الحيِّ مع المجتمع، وعلى التوافُقِ مع أعضائه، وعلى العملِ من أجلِ النَّفْس والأُسرة والعقيدة.
ومن أهم هذه الخصائص
– قيم فطرية: مثل الرحمة، والتعاون، والعدل، والحب قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سورة الروم 30)
– قيم إنسانية: فهي قيم عالمية ترتبط بالذات الإنسانية الثابتة لا في المتغيرات من الوسائل، وتشترك الإنسانية في تقديسها وإن تباينت مفاهم الناس حولها مثال: الحرية، المحبة، المساواة…وجائت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لترسيخ هذه القيم ونشرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
– قيم مرنة فطرية إنسانية: هي التي تستجيب لحاجات الإنسان الثابتة والمتجددة في كل الأزمنة والأمكنة، يقول الله تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام 38).
– القيم الاجتماعيّة: وتظهر من خلال رغبة الإنسان بتقديم العون لمن حوله، وتفاعله الاجتماعيّ مع الوسط المُحيط به، واتّخاذه إدخال السّرور على الآخرين هدفاً بذاته، ومن الأمثلة على هذه القيم العطف، والحنان، والإيثار.
عبد الحي بنيس: رئيس المركز المغربي لحفظ ذاكرة البرلمان

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق