الكواليس الكاملة لإقامة “زعيم البوليساريو” داخل مستشفى “سان بيدرو” بإسبانيا!

24 مايو 2021
الكواليس الكاملة لإقامة “زعيم البوليساريو” داخل مستشفى “سان بيدرو” بإسبانيا!

الصحافة _ الرباط

كشفت صحيفة «الكونفيدنشال» تفاصيل مكوث المدعو “بن بطوش” الذي دخل مستشفى إسبانية بِهوية مُزوّرة منذ الـ 18 أبريل، وذلك بعد إصابته بالتهاب رئوي ثنائي سببه فيروس “كورونا” وسط صمت مدوي، حيث أرخى وجوده بكل ثقله، على العلاقات المغربية الإسبانية.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن وصوله إلى إسبانيا لم يفلت من الضوضاء، حيث استخدم الزعيم السياسي لجبهة البوليساريو هويتين مزيفتين: الأولى عندما طلب الدخول إلى مستشفى ريوجان بعد رحلة نقلته إلى سرقسطة والثانية في التقارير الطبية من مستشفى الجزائر الذي جاء منه.

ويؤدي وجوده “غير المتوقع” في إسبانيا إلى إزالة القضايا القانونية المعلقة، ففي الوقت الحالي، حسب الصحيفة ذاتها، فإن مكتب المدعي العام للمحكمة الإسبانية يدرس ملف اتهامه بجريمة تزوير الهوية، علاوة على اتهامات بالاغتصاب والإرهاب والتعذيب والجرائم ضد الإنسانية.

وأكدت مصادر من مركز مستشفى سان بيدرو أن حالة زعيم جبهة البوليساريو مستقرة وخالية من الخطر الذي دخل به قبل أكثر من شهر، إذ أنه غادر وحدة العناية المركزة قبل أيام قليلة وهو يتعافى بشكل جيد في الجناح الخاص به، كما أنه بحالة جيدة.

لا أحد يعرف أي شيء عن زعيم جبهة البوليساريو بالمستشفى (وجود شبحي)

الجملة أعلاه، كانت جوابا خلال محادثة أجرتها الصحيفة الإسبانية مع عامل في المستشفى الآنف ذكره، الذي وُجّهَ له السؤال التالي: “أفترض أنك تعلم أن زعيم جبهة البوليساريو يقبع داخل هذه المستشفى؟”، “كيف؟ لقد اكتشفت ذلك للتو من خلال مكالمتك”، يُجيب عامل بالمستشفى.

تقاطع البيانات هو انعكاس حقيقي لما يجري في مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو حيث دخل المدعو إبراهيم غالي المستشفى منذ 18 أبريل، لا يعرف العاملون في المركز كل ما يحيط بأسباب تواجده، أو كيفية وصوله أو سبب قدومه إلى لوغرونيو.

والأكثر من ذلك، تضيف الصحيفة، فإن الحياة في المستشفى طبيعية إلى درجة مطلقة، مع غياب تام لرجال الشرطة، أو تحذيرات من إدارة المركز، كما أنه ليس من البديهي أن تكون الشخصية التي أثارت هذه الزوبعة الدبلوماسية في المستشفى بدون حراسة مشددة.

“لقد علمت منك”، يجيب أحد حراس المستشفى المذكور في المبنى الذي يتيح الوصول إلى غرفة الطوارئ على سؤال الصحافي، نفس الأمر ينطبق تقريبًا على اثنان من حراس الأمن في المركز بتفاصيل كاملة عن يومهم، الذين أكدوا أن “هناك القليل من الضجة من خلال التعليق عليه مع بعض الزملاء ولكن دون مزيد من اللغط”.

وأبرزت الصحيفة، أنه من خلال زيارتها للمستشفى لجمع المزيد من المعلومات حول دخول زعيم جبهة البوليساريو إلى المركز، اكتشفت أن بعض كاميرات التليفزيون تتواجد خارج المستشفى، ولا وجود لها بالداخل كما لو كانت لا شيء، وأن الحياة تجري وكأن شيئًا لم يحدث مع الرباط ومدريد.

ولفت المصدر ذاته، أن صباح الخميس في المستشفى، بدأ باحتجاج عشرات الأشخاص من عمال النظافة للمطالبة بتحسين الظروف، وعلى بعد أمتار قليلة من هؤلاء، كانت هناك عمليات لتلقيح بعض المواطنين، مع توافد للمرضى والعاملين الصحيين، وفي الطابق السادس من أحد مباني مستشفى سان بيدرو يوجد إبراهيم غالي، حيث لا أثر لدوريات الشرطة أو تعزيز مرئي لأمن المركز، لاشىء على الاطلاق.

وفي طوابق الاستشفاء الأخرى الوضع متطابق، مع وصول أقارب المرضى لرؤية المرضى بشكل فردي، كما هو مطلوب من قبل لوائح المستشفى بسبب جائحة “كورونا”، وفي مخزن المستشفى، أوضح عاملان أن الجو هادئ بالمستشفى، ولا أحد يعرف شيئًا بالتحديد.

وفي أطوار البحث والإصرار من طرف الصحيفة الإسبانية لمعرفة كيف تتم إقامة إبراهيم غالي في المستشفى أجاب ما يصل إلى خمسة عشر عاملاً صحياً أن ‘لا فكرة’ لديهم عن وجود زعيم جبهة البوليساريو في المستشفى.

غيباب تام للحراسة المشددة ولرجال الأمن

وشددت الصحيفة الإسبانية، على أن هذا الجهل العام هو الذي يتكرر أكثر من غيره داخل أروقة المستشفى، ولم تصدر إدارة مركز المستشفى أي إخطار أو اتصال داخلي لإخطار العاملين بوجوده، وفي المقابل، يتضح غياب رجال الأمن المفترض لزعيم جبهة أطلق العنان لمثل هذا الصراع الدبلوماسي.

وبحسب مصادر الشرطة، فإن المراقبة تقع على عاتق المفوضية العامة للإعلام، والتي تعمل دائمًا بناءً على طلب القاضي الذي يوجه القضايا المفتوحة ضد إبراهيم غالي؛ وليس في مقر شرطة لاريوخا، هذا الخميس لم يكن هناك أثر لوجود الشرطة لا داخل ولا خارج المستشفى.

وأوضح طبيب شاب: “لقد كنت أمارس الرياضة منذ شهر واكتشفت هذا الأسبوع أنني هنا، في الواقع، كنت على وشك معالجته”. وبحسب عدد من العاملين في مجال الصحة، في بداية هذا الأسبوع، كان هناك بعض التواجد للشرطة، لكن بعدد قليل “سيارة صغيرة أو سيارتين يوم الثلاثاء” ودائما خارج أرض المستشفى.

ولفتت الصحيفة أن اليوم الكامل مر في مركز مستشفى سان بيدرو مثل اي يوم عادي، في الوقت الذي يستمر فيه الجدل الدبلوماسي، أما بناية المستشفى فتبدو غافلة عن كل شيء، سؤال واحد يتردد ويتكرر خارج بناية المستشفى هو “هل أنت ذاهب إلى اللقاح؟”، كما يقول حارس أمن آخر.

وأوضحت مصادر من إدارة المركز أنه فيما يتعلق بالوضع الطبي لإبراهيم غالي، هناك “حياة طبيعية مطلقة” ويتم معاملته “مثل أي مريض آخر” ودون أي اهتمام خاص يتجاوز حالته الصحية الدقيقة، اليوم هو في المستشفى التقليدي، وبعد عدة أسابيع في وحدة العناية المركزة، ومع تقدم دخوله المستشفى، أكدت الإدارة أنه يمكن أن يغادر المركز في غضون أسبوعين، حيث “إنه حالته الصحية تتقدم بشكل أفضل كل يوم”.

وأشار المدعو عبد الله العرابين ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا إلى أنهم حاولوا زيارته، لكن إدارة المستشفى قالت إنها ستتصل بهم عندما يكون ذلك ممكنا”، معربا عن قلق التام بشأن انعدام الأمن فيما يتعلق بزعيم جبهة البوليساريو، متسائلا: “ألا يوجد أحد هنا يراقب؟ حقا؟”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق