الغارديان: عنصرية ترامب لها هدفان سياسيان.. ما هما؟

17 يوليو 2019
الغارديان: عنصرية ترامب لها هدفان سياسيان.. ما هما؟

الصحافة _ وكالات

قالت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان “ترامب عنصري في الجوهر والأسلوب”، إن تعصب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعنصريته لهما هدفان سياسيان.

وتشير الافتتاحية، إلى أن الهدفين السياسيين لعنصرية ترامب هما حرف نظر الرأي العام عن فشله، وإلهاب عاطفة قاعدته الانتخابية، لافتة إلى أنه لا يهتم بالضرر الذي قد يحصل نتيجة لهذا الأمر.

وتقول الصحيفة إن “ترامب يريد إرجاع عقارب الساعة إلى نصف قرن للوراء، عندما كان القادة المنتخبون يتحدثون بلغة المتفوقين العنصريين البيض، ومثل ترامب فإنهم لم يكونوا يستخدمون التلميح، وحتى عام 1967 كانت هناك 17 ولاية تمنع التزاوج بين العرق الأبيض والملونين، ولم تصادق ولاية مسيسبي على التعديل الـ13 من الدستور الأمريكي الذي يحظر العبودية إلا في عام 1995”.

وتؤكد الافتتاحية أن “الفصل العنصري أصبح ذكرى قديمة اليوم، ولم يعد العرق في أمريكا مصدر خلاف كما كان في السابق، فقد انتخب البلد أول رئيس أسود، وتحول البيض وغيرهم إلى أغنياء ونجوم، إلا أن ترامب أعاد خلال مدة قصيرة تشكيل الحزب الجمهوري، مستبعدا ومكمما أي شخص تحداه، ولم يعد الأمر متعلقا بقدرة الحزب على التعامل مع عنصرية الرئيس، بل وتواطؤ قادته معها”.

وتلفت الصحيفة إلى أن “ترامب هو وريث الفشل الأمريكي في مجال العرق، وهو فشل قائم على سوء الفهم، وتجاهل الوعد للسكان الذي جسدته كلمات مارتن لوثر كنغ ببلد (لا يحكم فيه على الناس بناء على لون بشرتهم لكن من حلال محتوى شخصيتهم)، وربما تم شجب العنصرية في التعامل التجاري إلا أنه تم اعتبارها في النهاية شأنا خاصا، لكن عندما يتعلق الأمر بمكتب الرئيس فلا يمكن التقليل من شأنها؛ لأن شخصا متعصبا نرجسيا معاديا للمرأة لا يصلح لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة”.

وتنوه الافتتاحية إلى أن “ترامب يعتقد منذ فترة طويلة أن الشعب الأبيض هو المواطن الحقيقي، أما المهاجرون فهم أمريكيون بشكل مشروط، ولم يكن مفاجئا الاستماع للرئيس وهو يخبر أربع نائبات في الكونغرس بـ(العودة) إلى (بلادهن التي جئن منها)، وكلام كهذا هو عنصرية واضحة، إلا أن صداها يتردد مع الفكرة التأسيسية للقومية البيضاء التي تبناها ترامب منذ وقت طويل”.

وتستدرك الصحيفة بأن “ترامب يقوم بالقول والفعل بخرق القيم التي تطمح أمريكا للتمسك بها -وهي المساواة بناء على القانون، والحرية الدينية، والحماية للجميع، والحماية من الاضطهاد- لأنه لا يؤمن بأي منها، ففي الأسبوع الماضي أمر الشرطة بمداهمة بيوت المهاجرين غير المسجلين ودون إخطار، مع أن الكثيرين منهم يعيشون في أمريكا منذ عدة سنين، وفي هذا الأسبوع أعلن أنه سيوقف اللجوء على الحدود الأمريكية-المكسيكية، رغم تحذير المحامين له من أن المحاكم سترفض قراره”.

وتعتقد الافتتاحية أن “تصرفات ترامب هي محاولة لتذكير الأمريكيين بأنه الشخص الذي يدير البلاد، وفي يده القرار، وفيها ازدراء للحقوق المدنية بأن المواطنين متساوون أمام القانون”.

وتفيد الصحيفة بأن “ترامب يشعر بالاستفزاز من فكرة أن الدستور الأمريكي لا يفرق في اللون، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر هدد بإصدار أمر تنفيذي يلغي فيه ضمانات المواطنة من خلال الولادة في الولايات المتحدة، وبهذا كان يريد أن يحمل معول هدم لأساس في الدستور، حيث تنص المادة 14 على أن أي شخص يولد في أمريكا هو أمريكي، ولا تستطيع الولايات (حرمان المواطنين من الحصانات والمميزات) أو منعهم من (الحياة والحرية والملكية دون مبررات قانونية)، وسجل ترامب الطويل في العنصرية جعله يعتقد أن الضمانات في كتاب البلد القانوني من حق البيض فقط، ولم يعد البيض المسيحيون الغالبية في أمريكا، لكنهم لا يزالون قوة انتخابية”.

وتجد الافتتاحية أنه “سواء استطاع ترامب تحصين هذا المبدأ أم لا فإن هذا ليس مهما، فعنصريته لها هدفان، الأول حرف الناخب الأمريكي عن نواياه الحقيقية، أما الثاني فهو إشعال حماس قاعدته الانتخابية قبل انتخابات الرئاسة عام 2020، وقاعدته الأساسية معادية للأقليات الجنسية والعرقية”.

وتبين الصحيفة أن “حساب ترامب يقوم على أن نجاته السياسية تعتمد على إشعال هذه المشاعر المعادية للحصول على هذه الأصوات، وهناك أدلة تشير إلى أن رسالة الكراهية لا يتردد صداها بين الرأي العام الأمريكي، وكلما انفجر ترامب باتجاه معسكر اليمين انحرف الرأي العام وبشكل حاد إلى معسكر اليسار”.

وتختم “الغارديان” افتتاحيتها بالقول: “يريد ترامب في النهاية أن تشتعل قاعدته بالغضب، إلا أن الأمريكيين، كما تشير استطلاعات الرأي، سيظلون متحكمين بالثرموستات، فعندما تزداد الحرارة يقومون بتخفيفها”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق