الرباط.. عاصمة المملكة المغربية بدون مراحيض!!

22 أغسطس 2019
الرباط.. عاصمة المملكة المغربية بدون مراحيض!!

الصحافة _ عبدالحي بنيس

عرفت مدينة الرباط إنجاز عدة مشاريع من أجل إعادة تأهيل وتطوير المواقع ذات الرمزية العالية وإدماجها في مجموعة من المعالم الحضرية التي تنسجم مع الاستمرارية في التاريخ. جاء ذلك منذ تقديم مشروع أبي رقراق لصاحب الجلالة في 12 مايو 2004، والذي التزمت فيه وكالة أبي رقراق، على تطوير استراتيجية واضحة لجميع أنشطتها من خلال التركيز على أربع قيم أساسية أولها: احترام السكان المحليين والبيئة والالتزامات، والحفاظ على النظام الإيكولوجي وحماية وتعزيز المشهد الطبيعي للمدينة من التلوث.

وبما أن وادي أبي رقراق الذي يعد قلب منطقة العاصمة الرباط سلا والفضاء المركزي، يحف به مجموعة من المآثر التارخية المصنفة ضمن التراث العالمي. جاء مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق الذي يمتد على مساحة 6000 هكتار، ويهدف إلى تهيئة الموقع وإنعاش الفضاء في احترام تام للمعطيات البيئية من أجل راحة المواطنين، والمحافظة على الموروث الثقافي والحضاري للمآثر التاريخية المصنفة ضمن التراث العالمي الإنساني للمدينة، من قبيل شالة وقصبة الوداية، وصيانة الأسوار والأبواب التاريخية، وتأهيل المتاحف التاريخية، والمسارح، ودور الثقافة، والمكتبات وقاعات العروض الفنية، والمعهد الوطني للموسيقى وفنون الرقص.

وإنجاز ميناء الترفيهي مارينا أبي رقراق على مساحة 8هكتارات يمكن أن يستقبل 350 مركب ترفيهي، ومحاط بمجموعة من المطاعم وأماكن الترفيه وتجمعات سكنية ومكاتب ومناطق للتسويق ومتحف وفنادق ممتازة ومناطق السياحية مثل فضاء صومعة حسان وباب المريسة والمدينة القديمة لسلا وحديقة من 10 هكتارات (بين المسرح والجسر) والمسرح الكبير للرباط على مساحة 27000 م2 .

والقضاء على دور الصفيح وإنجاز أسوار وقائية لتفادي الانهيارات المحتملة للتربة، ومعالجة الدور الآيلة للسقوط ، وتأهيل الحدائق والمنتزهات “نزهة حسان، ونزهة ابن سينا”، وإحداث الحديقة الأندلسية الجديدة، وتهيئة وتجهيز فضاءات الأطفال والمناطق الخضراء بالأحياء الآهلة بالسكان، فضلا عن إحداث منتزهات بالحزام الأخضر، وتهيئة كورنيش الرباط،إضافة إلى بناء وتأهيل عدد من مستشفيات، والمؤسسات التربوية، وبناء وتجهيز أربع قاعات مغطاة للرياضات الجماعية، وتأهيل ست قاعات مغطاة، مع بناء وتأهيل المرافق السوسيو رياضية للقرب، بالإضافة إلى إحداث مسبحين أولمبيين. وبناء وتأهيل مؤسسات الرعاية الاجتماعية لفائدة الأشخاص المعاقين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والأشخاص في وضعية صعبة.

وبناء القنطرة الجديدة مولاي الحسن على طول 1،2 كلم، تتكون من طريقين متوازيين بثلاث ممرات للسيارات في كل اتجاه مع تخصيص ممرات للراجلين وأصحاب الدراجات وممر خاص للطرامواي بخطين.

وإحداث نفق الأوداية يمتد من مدارة باب البحر في اتجاه مقبرة الشهداء من جهة البحر على طول 1022 متر، ويهدف إلى حل مشاكل حركة السير وتخفيف الضغط والاكتظاظ بالطريق القديم.

وإحداث ممرات تحت أرضية لضمان انسيابية حركة السير،
وانطلاق طرامواي الرباط و سلا، ويبلغ طول خطوطه الذي تضم خطين 19 كلم ب 31 محطة.

وإحداث محطتين طرقيتين جديدتين، وإحداث محطة جديدة للقطارات، وتهيئة محطة القطار الرباط-أكدال، وتهيئة موقف السيارات المحاذي لمحطة القطار الرباط المدينة، وتعزيز أسطول حافلات النقل الحضري وتطوير بنياته الخدماتية، وإحداث ممرات خاصة بحافلات النقل الحضري، وإنجاز مشروع المحطة الطرقية للرباط وإنجاز المدار الداخلي الحضري انطلاقا من مدار هيلتون عبر شارع تادلة تجاه منطقة الولجة وصولا الى مدار القاعدة الجوية بسلا، وإعادة هيكلة المدار الحضري المؤدي لشمال الرباط انطلاقا من الطريق السيار الآتي من الدار البيضاء، كما تشهد الشوارع الكبرى أشغال تهيئة وتوسيع. وإنجاز مواقف للسيارات تحت أرضية لاسيما بكل من باب الأحد وساحة باب الجديد، وقرب مسرح محمد الخامس، تم إنجاز أشغال ترصيف الأزقة والشوارع وتأهيل الإنارة العمومية مع تقوية شبكة توزيع الكهرباء والتطهير السائل.

وتأهيل وتنظيم مرافق السوق المركزي البلدي، وإدماج قيسارية واد الذهب بالنسيج العمراني التجاري للمدينة العتيقة.

هذه المشاريع وغيرها كثير هي حصيلة تأهيل وتطوير وتنمية مدينة الرباط ، وينتظر بعد الانتهاء من هذا المشروع الطموح، أن تصبح الرباط نموذجا عالميا لازدهار سياحي واقتصادي وإضفاء جمالية تضيف لتاريخها وتراثها وثقافتها رصيدا غنيا، بالجمع بين مهارة التصميم الحضري والمعماري من أجل تهيئة عصرية تتلاءم مع الخصائص الذاتية لمدينة الرباط.

وباستمرار مختلف أوراش المشروع الملكي “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، الذي أعطى الجلالة الملك انطلاقة البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط (2014-2018)، والذي يسعى إلى جعل الرباط ترتقي كعاصمة المملكة إلى مصاف العواصم العالمية، وقطبا للإشعاع الثقافي للمملكة.

إلا أن هذه المشاريع الذي رصد لها مليارات من الدراهم، صاحبتها بعض الملاحظات التي تقلق بال ساكنة الرباط وتتلخص في ثلاث نقط أساسية وهي:

أولا: سخط جميع سكان الرباط بدون استثناء من البؤر السوداء التي تتمثل في الاحتلال الغير القانوني للملك العمومي، حيث أصبح الرصيف محتلا بالكامل من قبل أصحاب المقاهي وأيضا من قبل المتسولين، كما أن الطريق أضحى يعج بالآلاف من “الفراشة” الباعة المتجولين، الذين يقطعون الطرق، وينصبون الخيام والمتاجر العشوائية التي تتسبب في عرقلة حركة السير، وتحدث مشاكل لمستعملي الطريق، كانوا راجلين أو سائقي عربات، وتتسبب في توقف حركة السير أحيانا كثيرة، ما يعد تهديدا حقيقيا لسلامة وأمن المواطنين ويعرقل أي خدمة عمومية.

ثانيا: تزايد عدد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، واللاجئين السوريين، وعدم تسوية وضعيتهم وإدماجهم، كإحداث مركز استقبال لفائدة المهاجرين يؤدي لهم وظيفة الحماية والإيواء والتكوين.

ثالثا: رغم أن العالم يحتفل باليوم العالمي للمرحاض الذي يأتي كل تاسع عشر من نونبر، إلا أن مدينة الرباط لم يدرج ضمن إنجاز مشاريعها الكبرى: إحداث مراحيض عمومية، فعدم استخدام المراحيض، يمكن أن يقضي سكانها وزوارها من السياح حوائجهم البيولوجية في الخلاء أو الأمكنة المنعزلة أو المظلمة، ويمكن أن يختبئوا خلف أسوار المدينة التي تحولت الى مراحيض، وخلف الأشجار والسيارات والشاحنات والحافلات… مما يتسبب في انتشار الأمراض والجراثيم، فحوائج الناس البيولوجية، والتي تعتبر فطرية، وعفوية وهي مشتركة بين الكل. ولا يمكن لأي كان أن يستغني عنها. فمن المفروض أن توفر لها أماكن خاصة لقضائها داخل المنزل وخارجه. لأنها تعتبر من الأولويات لدى البشر، ولا تحتاج إلى التأخير حين تباغته وسط زحمة الشوارع والأسواق والمرافق العمومية والحدائق والمنتزهات… مما يجعل بعضهم يتوجه الى مراحيض المقاهي والمطاعم التي يضعونها أصحابها فقط للزبناء، أو يقضون حوائجهم من التبول أو التغوط في المناديل الورقية أو قنينات بلاستيكية، ويتخلصون بها داخل المدينة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق