الجزائر إلى أين؟..

12 أكتوبر 2019
الجزائر إلى أين؟..

بقلم: عبد الغني موساوي

لم يعد الوضع مطمئنا إطلاقا ..

سؤال يجوب خاطر كل جزائري يبدد نومه..

الجزائر إلى أين ؟

ماذا بعد الجمعة 33 من الحراك ؟

و أي طريق سيأخذ الجزائر إلى بر الأمان ، إلى حلم قديم لازال قائما لحد الآن .

حلم بالحرية و بناء دولة قوية..

حراك كل جمعة و مطالب مدوية صارخة بالحرية .. تجوب الأزقة و الشوارع بكل جزء من الوطن ، وتوقظ الوعي بداخل من باعوا القضية ورضخوا لإستعمار جديد و آمنوا بإنتخابات تسعينية ..

عناد وتعنت واضح من قيادة الأركان ، التي تمادت و تجاوزت مساحتها المخصصة من حماية للحدود و مرافقة الأحداث دون التدخل في الشؤون السياسية و ترك الكرة بأقدام الشعب ليضعها بالزاوية المناسبة، إلى الإشراف على الإنتخابات ومباركتها في وجود بقايا النظام البوتفليقي القديم المرفوض تماما من قبل الجزائريين الأحرار ..

أي حركات تلك التي تلعبها القيادة العسكرية في غياب الملك.. والشعب هو الملك الوحيد فوق الرقعة أم أن الجزائريين في نظرها مجرد بيادق يمكن التزكية بها متى حانت الفرصة …

سيناريوهات كثيرة تحاك بالخفاء و مسرحيات بوجوه جديدة مقربة إلى الشعب مثل طعم لإستدراج الأسماك الغبية النائمة .. أما الأسماك الفطنة الواعية تجدها بعمق الحراك تبحث عن حل للخروج من بركة الفساد الموحلة ..

لجنة وساطة نظمت لتتوسط بين الفساد و الفاسدين لا غير ..

أحزاب تغيرت و تبدلت ، وخرجت إلى الساحة متنكرة بزي حرباء بعضها تتنافس و تتصارع على الخوض في غمار الإنتخابات بأشخاص لم يستحوا من الظهور و للمرة الألف كغلاف لخطط فاشلة ، فاسدة و مكشوفة ..

إختلفت الإتجاهات و تغيرت الموازين ، لم يعد هناك يسار و يمين ..معارضة أو موالاة ..

بعض الأحزاب تحاول بآخر لحظة الإلتحاق بقاطرة الحراك .. قالت أن الحراك أثر في قراراتها و لن تشارك بالإنتخابات و لن ترشح أحدا .. وبعضها لزم الصمت … أكاذيب كثيرة بألوان عديدة ..و تبقى العملة واحدة بعد الكثير من محاولات الإقصاء و التفرقة، و عد إعتماد الكثير من الأساليب لتجزئة المجتمع الجزائري .. يسعون اليوم إلى تشتيت الأفكار و محاولة سحب المزيد من السمك إلى صناديقهم العفنة ..

يتساءل المواطن الجزائري اليوم عن مكانه بوطنه عن دوره بمجتمعه..

بأي مكان يقف من كل ما يحدث .. تجاوزات صارخة في حقه ..و عزل واضح لرأيه و صوته .. الكثير من الأشياء بدت على حقيقتها بآخر المسرحية ..و إتضح أن الضحية و المجرم و القاضي ، كلها وجوه لعملة واحدة..

شباب طموح ملأ الشوارع بصرخاته الآملة و نظراته الحالمة بجزائر جديدة ، بغد مشرق بربيع جزائري بعيدا عن الخريف العربي الذي حطم مجتمعات و دمر دولا بأكملها ..

الشعب مصدر كل سلطة هي حقيقة لا يمكن إنكارها ، فما الذي تحاول قيادة الأركان فعله .. و من فوض لها التحدث محل الشعب الجزائري و إتخاذ القرارات دون اللجوء إليه ..

تتسابق الأحداث بوتيرة غير إعتيادية و لا جديد يذكر ، إقتصاد هش و تراكمية للبطالة ، يختمها الحكماء بقانون المحروقات الجديد ، قانون سيأتي على الأخضر و اليابس ..

الجزائر تنهار ببطء وفي صمت رهيب .. و قيادة الأركان تشاهد المشهد من بعيد .. دون مراعاة لصوت الشعب ..دون النظر بمطالبهم .. ويبقى تاريخ 12 ديسمبر الفيصل في الصراع القائم بين شباب يطالبون بالحرية و قيادة أركان تسارع إلى إنتخابات رئاسية مرفوضة ..

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق