التوافق الديمقراطي في الشرق الأوسط/ الدين والدولة/ الإسلام والعلمانية/ استمرارية الربيع العربي.. تفاصيل محاضرة الأمير هشام في حضرة طلبة وجامعيين بباريس

13 يناير 2020
التوافق الديمقراطي في الشرق الأوسط/ الدين والدولة/ الإسلام والعلمانية/ استمرارية الربيع العربي.. تفاصيل محاضرة الأمير هشام في حضرة طلبة وجامعيين بباريس

الصحافة _ مونتريال

عبدالرحمان عدراوي 

ألقى الأمير مولاي هشام العلوي محاضرة بمعهد الدراسات العليا للقضاء، بقاعة “مارغريت دو نافاغ – مارسلان بيرثلو ” (collège de France) بباريس بحر الأسبوع الماضي، تناول من خلالها الحديث عن التوافق الديموقراطي في الشرق الأوسط، وعلاقة الدين بالسياسة، والصراع الأبدي بين العلماني والإسلامي في عدد من الدول العربية.

في البداية تم تقديم الأمير مولاي هشام من طرف مسير اللقاء كشخصية هامة جدة يسعد باستقبالها المشرفون على المؤسسة وطلابها، وجاء في وصف الأمير أنه من العائلة الملكية بالمغرب، وأنه حفيد الملك محمد الخامس، وبحكم قرابة والدته المشرقية، فهو ينتمي إلى عائلة كبيرة لبنانية، وتمتد أصوله أيضا الى العائلة الملكية بالسعودية، ويستنتج مقدم المحاضرة بأن الأمير مولاي هشام هو امتداد من المحيط إلى الشرق الأوسط.

ويضيف في معرض تقديمه الأمير مولاي هشام أنه شخصية أكاديمية ألف كتابا بعنوان “الأمير المنبود”، اشتغل كمدافع عن حقوق الانسان، بالأمم المتحدة، حيث قام بمهمة بكوسوفو في عهد بيرنار كوشنير، وفي منظمة هيومن رايت ووتش، إضافة إلى أنه رجل أعمال أطلق شركة خلال تسعينيات القرن الماضي تشتغل على محاربة تلوث المناخ، إضافة إلى عدد من الدراسات والأبحاث التي أصدرها بخصوص العالم العربي.

الأمير مولاي هشام يقيم بمدينة بوسطن الأمريكية، بعد أن غادر المغرب مرفوقا بأفراد عائلته الصغيرة، وبسبب مواقفه التي يعبر عنها في محاضراته، تم منعه في دولة تونس سابقا، وصراحته التي تستهوي شعوب العالم العربي، في بعض الأحيان تكون سببا في غضب الأنظمة المعنية بقراءاته للأحداث في هذا البلد أو ذاك.

في مستهل مداخلته، تكلم الأمير مولاي هشام عن كون بداية تسعينيات القرن الماضي شهدت انطلاقة اهتمامه بمسألة الديموقراطية، والإسلام السياسي. حيث يرى مولاي هشام أن هناك مشكل مع  العلمانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن هناك رواسب للااستعمار الغربي للدول العربية، وبأن جدل تعايش الإسلام والديمواقراطية موضوع أنتج مدرستين بخصوص دور الدين في السياسة، اولاهما ترى أن الإسلام حساس، والديموقراطية تقوم على مبدأ علماني هام وهو فصل الدين عن السياسة، ويذهب بعض المتشائمين الى كون الدول العربية لن تستقيم الا باستعمارها، وتدميرها، بل ترى أن الدين الإسلامي ليس فقط دينا وإنما مذهبا في الحياة اليومية وجب التعامل معه لاحداث أي تغيير في الدول الإسلامية.

أما المدرسة الثانية، والتي تعكس فكر متفاءلا فترى أن الإسلام السائد منذ 14 قرنا من الممكن تأسيس نظريات عليه حتى يتم تناغمه مع الديموقراطية، ويرى الأمير مولاي هشام أن مسألة تصحيح الإسلام نظرية ضعيفة جدا، لأنه في الإسلام كان دائما هناك فصل بين ما هو ديني يهتم به العلماء، والخليفة كانت مهامه أخرى غير الافتاء في الدين.

محاضرة الأمير مولاي هشام التي دامت ساعة من الزمن قدم فيها قراءته الخاصة للوضع الحالي فيما يتعلق بعلاقة الدين بالسياسة سواء في الدول الغربية أو الاسلامية، وبأنه في كل مرة يصطدم الاثنان، فإن الجانب الديني هو من يتأقلم مع ما هو سياسي.

الإسلامي والعلماني يتصارعان في عدد من الدول التي عاشت نفحات الربيع العربي، أما في أمريكا الجنوبية وبعض الدول الأوروبية فقد احتد الصراع بين اليمينيين واليساريين، حيث يحضر دور الدولة في الجانب الاقتصادي،

حسب الأمير مولاي هشام، الربيع العربي ليس مجرد حدث محصور بزمن، بل هو استمرارية، فعدد من الدول تشهد مرحلة ثانية من الربيع العربي، وبالتالي فالربيع العربي ليس بحدث انتهى، فرغبة الأجيال المعاصرة في تحقيق التغيير المنشود، تجعل من الربيع العربي مسألة مستمرة في الزمن.

اللافت في الأمر، أن الأمير مولاي هشام قد يكون الأمير الوحيد القادر على إلقاء محاضرات والخوض في تحليل الظواهر الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية دون أي قيد أو ارتباك، عكس ما يحدث مع عدد من أمراء الدول العربية الذين تنتابهم حالة من الهلع والارتباك، وهم يتلون خطابا مكتوبا على ورقة، بل  حتى من بين ملوك الدول العربية، من ليست له القدرة على تلاوة جملة واحدة دون تلتعتم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق