التكنلوجيا الفلاحية: ثورة رقمية من أجل فلاحة عصرية

10 نوفمبر 2020
التكنلوجيا الفلاحية: ثورة رقمية من أجل فلاحة عصرية

الصحافة _ وكالات

في الوقت الذي يعرف فيه التحول الرقمي زخما غير مسبوق في كافة القطاعات الاقتصادية، لم يستثنى النشاط الفلاحي بدوره من هذا التوجه.

فمن خلال استعمال الطائرات بدون طيار، وصور الأقمار الاصطناعية، ومحطات رصد أحوال الطقس المتطورة، تقترح التكنلوجيا الفلاحية التي تجمع بين الرقمنة والفلاحة، حلولا متطورة باستمرار تشمل كافة حلقات سلسة القيمة الفلاحية.

وتم توسيع نطاق استعمال هذه الابتكارات التي تضع التطور الرقمي في خدمة فلاحة مستدامة ومربحة، سعيا إلى ربح الوقت وتحسين ظروف عمل الفلاح، مع أخذ المحافظة على البيئة بعين الاعتبار .

كما تهدف هذه التكنلوجيا الحديثة التي جعلت من هذا القطاع الفلاحي أكثر جاذبية للشباب الباحثين عن عمل، إلى تقليص الخسائر التي تلي عمليات الحصاد، وتحسين الإنتاج ومستوى عيش الساكنة، وتعزيز الأمن الغذائي والمرونة في مواجهة التغيرات المناخية.

وفي هذا الصدد، قال السيد حسن بنعودة مهندس زراعي بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، إن استعمال المدخلات الفلاحية، ولاسيما الأسمدة ومنتجات حماية المحاصيل والماء يتزايد بشكل قوي ويصبح بذلك من المهم ترشيد استعمالها من أجل حماية الإنسان والبيئة، موضحا أن الفلاحة الدقيقة تتوخى تشخيص المساحات الزراعية لرصد اختلافاتها على مستوى الاحتياجات للأسمدة والماء.

ويستلزم هذا المبدأ التدبيري الخاص بالمساحات الزراعية ، الذي يعتمد على آليات تكنلوجية تروم ترشيد المحاصيل الفلاحية، استعمال تكنلوجيات جديدة كصور الأقمار الاصطناعية أو صور الطائرات بدون طيار، أو محطات رصد أحوال الطقس أو الأنظمة المضمنة، أو وسائل تحديد المواقع عبر الاقمار الاصطناعية.

وبالمغرب، يقول السيد بنعودة، يشكل الماء العنصر الأساسي الذي يؤثر على الإنتاج الفلاحي، مشيرا إلى أن توافر المياه مرتبط بتساقطات مطرية ضعيفة وعشوائية وتربة قليلة العمق عموما وذات قدرة تخزين غير كافية، فضلا على درجة حرارة مرتفعة في نهاية الدورة الزراعية، كما أنه من الممكن معاينة فترات العجز المائي متفاوتة المدة في أي لحظة من السنة.

وبخصوص الفلاحة التي تعتمد على التساقطات، قال إن هذه الحالات تجعل من تحسين واستقرار المحاصيل الزراعية أمرا صعبا، مسلطا الضوء على فعالية أنظمة التدبير شبه المباشرة التي تقتضي استعمال زراعات دون تأثير على التربة، مع الاعتماد على تحسين المهام الطبيعية للأنظمة البيئية وبذلك تكثيف الأنشطة البيولوجية للتربة.

وعلى المستوى الاقتصادي، يضيف الخبير الفلاحي، فإن التدبير شبه المباشر لا يسمح بتقليص تكاليف البذور والأسمدة واليد العاملة فقط ، وإنما أيضا تقليل اللجوء إلى استعمال المعدات والتجهيزات الفلاحية، ما يشكل اقتصادا مهما للطاقة والوقت.

وحول فعالية الطائرات بدون طيار، أوضح أن هذه الابتكارات تمكن من مراقبة الزراعات بواسطة الاستشعار عن بعد للاستعلام عن حالة النباتات مع تشخيص كامل، وإنجاز مسح أرضي للمساحات الفلاحية قبل تهيئتها، وترشيد المحاصيل الزراعية والانتاجية من خلال التوفر على رؤية واضحة.

وأشار إلى أن هذه التكنلوجيا تعتمد على التحليق فوق الحقول لغايات متعددة، لاسيما في المجال البيئي نظرا لكون الطائرة بدون طيار قادرة على التحليق مباشرة فوق المحاصيل المقصودة وتفادي توزيع المنتوجات المجاورة وضمان سلامة البيئة والأشخاص. ومع استعمال تقنية التحليق المنخفض، تستطيع الطائرة بدون طيار تقليص استهلاك الماء بحوالي 20 مرة بالمقارنة مع تدابير الصحة النباتية التقليدية.

وهكذا، فإن التكنلوجيا تعيد، عبر الرقمنة، رسم ملامح الفلاحة سعيا لإنتاج يعتمد على استدامة وحماية البيئة بأسعار عادلة للفلاحين، وابتكار يمكن من الانتاج بنجاعة وبأقل مجهود.

المصدر: لاماب

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق