البرلمان يتحول في عهد المالكي إلى خَيْرِيَّة لـ”التْقْطِيعْ التشريعي” مع سبق الترصد والإصرار!… وَا مُو نْتِيسْكِيُو رَا الحَبَّة و”المَعَاشْ” من خَيْرِيَّة لَحْبِيبْ الرِّيعِيَّة!

18 نوفمبر 2019
البرلمان يتحول في عهد المالكي إلى خَيْرِيَّة لـ”التْقْطِيعْ التشريعي” مع سبق الترصد والإصرار!… وَا مُو نْتِيسْكِيُو رَا الحَبَّة و”المَعَاشْ” من خَيْرِيَّة لَحْبِيبْ الرِّيعِيَّة!

بقلم: عبد المجيد مومر*

“.. فَأنْتُم حضرات البرلمانيين، مسؤولون على جودة القوانين، التي تؤطر تنفيذ المشاريع والقرارات، على أرض الواقع، وجعلِها تعكس نبض المجتمع، وتُلبي تطلعات وانشغالات المواطنين “. فقرة من الخطاب الملكي السامي عند افتتاح البرلمان 2019.

وَ أَنَا أتَجوَّلُ بشوارع الرباط العاصمة، إِلْتَقَيتُ مُؤَلِّف كتاب روح القوانين ؛ نعم حَاوَرْتُ ” شَارلْ لُوِي دِي سيكوندا ” المعروف بإسم مُونْتِيسْكِيُو، لقد أخذَ رخصةً إستثنائيةً و رَجَعَ من قبرِه حَتَّى يقوم بمراجعة بعض مضامين كُتُبِه ، بعدَ أَنْ تَناهَى إلى عِلْمِهِ فاجِعة مُصادقةِ البرلمان المغربي بتمرِيرِ التشريع لِرِيع المعاش ضمن ميزانية 2020..

وقَبْلْ إنْتِهاء حِوَارِيَّتِنَا الفَلْسَفية المُمْتِعَة هَمَسَ مُونْتِيسْكِيُو في سَمْعِي قائلِاً : ” البرلمان الذي يُشَرِّعُ الرِّيع لِنفْسِه -و بواسطة نَفْسِه- لا يستحق فصل السلط بل يستحق الفيتو الدستوري و معه مليون سبَّة قانونية”..

وعملاً بِفَتوى ” روح القانون ” لِمُونْتِيسْكِيُو، وقفتُ أمامَ بَوَّابَة خَيْرِيَّة لَحْبِيبْ الرِّيعِيَّة و ” كَشْكَشْتُ” مِلْءَ فَمِي ، ثُمَّ قُلْتَ قَوْلِي هذا : يَا سَاكنْ لَمْكَانْ .. يا أيَّها المُشَرِّعُ النائم تَحْتَ قُبَّة البرلمان .. يا أيُّها المُتَحَزِّبُ القائِمُ إلى أعمالِه -فقط- من أجل الزَّرْقَلاَف و ” الحَبَّة ” و المعاش بإحسان..

بِئْسَ المُنْتَخَبُ المُشرِّعُ -لِفائدة شَخْصِهِ- رِيعَ التقاعد المريح ،فَهُوَ الذي يغادر دائرتَه الانتخابية و يَتَّجِهُ قادمًا إلى خَيْرِيَّة لَحْبِيبْ الرِّيعِيَّة بالرباط .يَتَأَبَّطُ الأَيْبَادَ المَمْنُوحَ وَ هُوَ لا يَفْقَهُ في ذكاء تَطْبِيقاتِه إلاَّ فتحَ حسابٍ افتراضي في الفايسبوك و دَرْدَشَاتِ الوَاتْسَاب، بعد أن إقتَرَبَت نهاية زمن سْتِيلُو وَ الكُنَّاش .. هذا النائِّم العابِرُ فوقَ ثِقْلِ الأمانة الدستورية بِبِطَاقَة تَنَقُّلٍ مَجَانِيَّة مع ضمان المبيتِ و التغذية، و كَبْشِ العيد و السفريات الخارجية ، و لست أَعْلَمُ مَا خَفِي من غنائم القضية !

فَإِسْألُوا كل مُنْتَخَبٍ مُتَهَرِّبٍ مِنْ تَحَمُّلِ أَسْئِلَتِنا عن شَرْعِيَّةِ و مَشْرُوعِيَّة تَشْرِيعِ الإِكْرَامِيَّة .. و بِئْسَ المُنْتَخَبُ الذي ” يَهْرِفُ ” ريعَ المعاشِ مِنْكِ أيَّتُها المَرْثِيَّة المُسَمَّاةُ بأموال الميزانية ..

يَا قَوْم .. لَيْسَ بالمُسْتَطاعِ تَقْدِيمَ الإجابة عن باقي أسئلة “الغَلاَبَة” :
هل النائمون داخل خَيْرِيَّة لَحْبِيبْ الرِّيعِيَّة يُمثِّلُونَ صوتَ الأُمَّة أَمْ هُم خُدَّامُ تَشْرِيعَاتِهِم الحِزبية ؟! ..
هلْ من يُشَرِّع المَعاشَات الرِّيعِية سَيخْضَع للمحاسبة الدستورية أَمْ هُوَ فَوْقَ الغَايةِ منْ وَضْع ِالقاعدة القانونية ؟! ..

وَ لعلَّ الجميع يَحْتَفِظُ بذكريات إنقسامِ برلمان الأحزاب عند مناقشة تقرير المحروقات الذي تَاهَ بين أهواءِ مِلَلٍ و نِحَلٍ نِيابِيَّة ؟! ..وَ هَا أَنْتُمُ اليومَ تَشْهَدُون ، وَحْدَهُ رِيعُ المَعاشِ من إستطاع إعادة اللُّحْمَة البرلمانية و مصالحة “لَخْوَانْجِي مُولْ لْفُوقِيَّة” مع ممثلي الشركات البترولية و فلول الاشتراكية و التعادلية ؟!

وَا حَسْرَتَاهُ .. نَحِيبُ الذكرى السِتِّينِيَّة ، رِئاسةُ البرلمان وَ بْرَاكْسِيسْ الغَرَامْشِيَّة .. وَخَّايْتِي عْلِيكْ أَ يَا لِيّامْ !، اليسارُ غَيَّرَ الوَضْعِيَّة ، لَحْبِيب والعثماني و الكُتْلة التَّارِيخِيَّة ضد الحداثة و الديمقراطية ..

لَمْ نكن نَعلَم عن خَيْرية لَحْبِيبْ التشريعية إلاَّ أنها صَالونُ أعْيَانٍ تعيش حياةَ البَذْخِ و الرفاهِيَّة .. ثم اكتشفْنَا جَمِيعُنَا أَنَّ البرلمان في هذا الزَّمَنِ الحبيبِ هو أكبر مؤسسة تَشرِيِعِيَّة تُقدم ‘معاشات ” لأبناءِ السبيل و المُؤَلَّفَة قلُوبُهُم من الفرق البرلمانية، أُولَئِكَ الذين هُمْ في أَمسِّ الحاجة إلى “تَّبَرُّعَاتٍ مالية ” من ميزانية الدولة ؛ و ما أَغْنَاهَا هَذِه الميزانية ؟! ..

يُؤسِفُنِي إِحَاطَتَكُم عِلْمًا أَنَّ صِفةَ البرلماني لا تُقَنِّنُهَا الوظيفة العمومية ! ..فاحذروا؛ يا معشر المغربيات و المغاربة .. إنَّ قُبَّةَ البرلمان تحولت إلى خَيْرِيَّة ” التْقْطِيعْ التشريعي ” مع سبق الترصد و الإصرار..

إحذروا !!! إذا رفَضْنا التَصْدِيقَ بِمُصادَقَتَهِم على إِتَاوَة ” المعاش” ستكون النتيجة وخيمة الأخطار … و يبقى أخطر سلاح بِحَوْزَتِهم هو سَيْفُ التشريع البتَّارِ ..

فَهَا هُنَّ الصاعدات و هَا هُمُ الصاعدون إلى البرلمان بأَصْواتِكُمُ الانتخابية ، و هَا هِيَ ملايير مَعَاشِهُم بعد غيابِهم الطويل عن حضور الجلسات، و فَشلِهم الذريع في مراقبة الحكومة و السياسات العمومية !!! ..

فَيَا لَيْتَ شعري ، أَ وَ ليست فُرُقُ المؤسسة التشريعية هِيَ المعيقة و المُعَرْقِلة لِتَقَدُّمِ. الأمة المغربية ؟!..

*شاعر وكاتب رأي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق