الإنتخابات الرئاسية 2019 بالجزائر.. حل للأزمة أم هي أزمة أخرى ؟

15 نوفمبر 2019
الإنتخابات الرئاسية 2019 بالجزائر.. حل للأزمة أم هي أزمة أخرى ؟

بقلم: عبدالغني موساوي

جمعة أخرى و مسيرة أخرى ..

مسيرة كفاح و نضال لإسترجاع الوطن و تخليصه من رؤوس الفساد العالقة كالجزمة بقدم الأسد …

وكالعادة شهدت الجزائر بالجمعة 39 من الحراك الشعبي خروج الآلاف من الجزائريين بشوراع العاصمة و معظم الولايات الأخرى مطالبين بإلحاح مصممين على رحيل الباءات و كل ما تبقى من أنصار و ولات النظام البوتفليقي القديم ، بلافتات عملاقة و أقنعة تحمل وجوه معتقلي الرأي القابعين بالسجن ، عبروا عن غضبهم و إستيائهم من سجن كل جزائري يعبر عن رأيه ..هو سلب واضح لهامش الحرية والرأي بوطن يدعي الديمقراطية. منددين بإطلاق سراح المعتقلين ، و الإفراج عنهم ..

وأهم ما تصدر الواجهة بآخر مسيرة ، هو تاريخ 12 ديسمبر حيث عبر كل جزائري بسخرية عن هذا التاريخ المشؤوم ، رافضين إجراء الإنتخابات الرئاسية ، رافضين الوقوع بالمصيدة التي أعدتها السلطة

عناد متواصل ، ورؤية غير واضحة و مطالب مؤجلة منسية

من هم المترشحين …و من حدد التاريخ …و هل وافق الشعب على هذا القرار …أم أن صوت الشعب لم يعد مسموعا بعد تصدرهم للمشهد السياسي بالجزائر طوال عشرين سنة مضت ، و بعد فشلهم الذريع في تسيير الكثير من القطاعات دون أن ننسى ما حدث من سطو و إختلاس لميزانية الكثير من المشاريع الإقتصادية الكبرى التي لم تنفذ على أرض الواقع

وبقيت مجرد فكرة بالية على الورق المقوى.

عادوا اليوم بوجوه أخرى إرتدوا أقنعة و هم اليوم يحاولون تسيير دولة بأكملها و إحداث طفرة بكل الجوانب الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية منها حسب قولهم ..

بعد أن تذوقوا العسل و دخلوا المغارة التي دخلها علي بابا و أويحي و السعيد و القائمة طويلة ممن رأى الكنز و غره بريقه
و لازال يريد اليوم الولوج مرة أخرى …

متناسين أن هناك كلمة سر واحدة تسمى الشعب ..

ولا سلطة في غياب الشعب ، هو مصدرها و منه تنبع ..

أرانب كما نعتهم الشعب في مسيرته التاسعة و الثلاثون ..

بعد الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين ..و بعد تمحيص و غربلة لكل ملف يهدد إستقرار النظام القديم و يمحي وجوده …
برزت خمسة وجوه في القائمة النهائية ..

دون إستحياء تقدم المترشحون عبر الشاشات المبرمجة و القاعات الممتلئة بأشخاص باعوا كرامتهم و وطنهم بخمسة دنانير …

في محاولة لإقناع الشعب بأنهم تغيروا ولم يعد عسل الوطن يغريهم هم فقط يريدون بناء خليته المهشمة ..

وجوه سئم الشعب من رؤيتها كل مرة ..وجوه قديمة مسها غبار الفساد ، هي بقايا جذور منبثقة من شجرة النظام البوتفليقي القديم لا غير نظام فاسد دفع بالجزائر الى منعطف خطير و لولا وقوف الشعب و إستيقاظ الوعي بآخر لحظة لأودى بها إلى الهاوية

جاؤوا اليوم حاملين الكثير من الأوراق و الخطط المستقبلية التي سيغيرون بها الجزائر

وكأن الشعب الذي يصرخ كل جمعة أعمى و هم فقط أصحاب النظرات الحاذقة ..

برامج تعيد نفسها ، هي إستنساخ لخطابات بيع الوهم للشعب الجزائري.

رداءة و إنحطاط لم تشهدها الجزائر حتى بأواخر القرن الماضي

الكل يرمي على الشعب الجزائري بأوهامه و أحلامه الفاشلة و قاذورات أفكاره تحت إسم الرؤية المستقبلية للبلاد ..
برنامج واحد و شعار واحد يحمله المترشحين

مهزلة بل مزبلة سياسية .

الكل يرمي بفضلاته و ركاكة أفكاره بشاشات و قنوات إعلامية لم تعد مصدرا للأخبار بل مكبا للنفايات العالقة برؤوس بعض البقر
إعلام تعرى عن مبادئه و تخلى عن إخلاصه و صدقه ، و غدى يصمم كل الأخبار على مقاس السلطة و القيادة العسكرية ..

لتأتي في النهاية اللجنة أو السلطة المستقلة للإنتخابات كما سموها ، تتحدث عن المباديء و الشفافية و أخلاقيات الممارسة الإنتخابية..

نافية شكوك كل مشكك في نزاهة العملية الإنتخابية ..

واعدة بإجرا ء إنتخابات نزيهة شفافة بعيدة كل البعد عن التزوير و التلاعبات الخارجية ..

ما الفائدة من أن تكون نزيها بنهاية اللعبة ، و الإنطلاقة من أولها لم تكن صحيحة ، كانت بداية مغشوشة..

تسارعت الأحداث و إتحدت السلطة مع المنظمة العسكرية على أهداف موحدة ، و ذلك بالترويج لمخطاطتهم الفاسدة في محاولاتهم المتواصلة لإجبار الشعب على الوقوف عند صناديقهم المكشوفة ، بالإعتماد الكلي على توجيه الإعلام و ترويجه لأخبار كاذبة مفبركة، وتسليط الضوء على مرشحين إختارتهم السلطة و لم يخترهم الشعب..

لم تعد القصة قصة ترشح و رئاسيات و قيادة وطن …غدى الجميع يسعى للتسلل و دخول منزل علي بابا لتخليص بقية أفراد العصابة و فك أسرهم..

ليأتي في آخر المطاف من يقول أن الوطن يحتاج إلى شخص لقيادته ، و لا بد من الإنتخابات و إختيار فاسد يعيد طرح القصة علينا بنفس الأسلوب الذي طرح بتسعينيات القرن المنصرم

ويبقى التساؤل مطروحا : ما الذي تسعى السلطة بإتحادها مع القيادة العسكرية بلوغه و أي دور تلعبه المنظمة العسكرية اليوم ؟ بعد أن إدعت محاربة الفساد بالأمس هي اليوم تدعمه ..

و أين هو صوت الشعب من كل هذا ؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق