الأمير هشام: الربيع العربي يمتد إلى مصالح إيران وهي الآن تتصرف مثل السعودية في مجال نفوذها والمغرب مهدد بموجة ثانية من الإحتجاجات الشعبية

22 نوفمبر 2019
الأمير هشام: الربيع العربي يمتد إلى مصالح إيران وهي الآن تتصرف مثل السعودية في مجال نفوذها والمغرب مهدد بموجة ثانية من الإحتجاجات الشعبية

الصحافة _ وكالات

اعتبر الأمير العلوي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، أن الربيع العربي مسيرة طويلة وستمتد رغم كل التحديات، ويرى أن العامل الجديد هو امتداد الربيع الى مصالح إيران التي أصبحت تتصرف مثل السعودية في مجال نفوذها.

وأدلى بهذه الآراء حول الربيع العربي في حوار مطول نشره معهد ويثرهيد للدراسات الدولية التابع لجامعة هارفارد الأمريكية خلال الأسبوع الجاري بعنوان: “رؤية منشق حول الربيع العربي”، تناول فيه علاقته بالملك محمد السادس وكيف يرى تطورات الربيع العربي.

وفي سؤال حول أسباب فشل الربيع العربي في مرحلته الأولى، يبرز الأمير أن “الربيع العربي انهار بسبب التدخل الجيوسياسي لبعض الدول في العالم العربي التي أرادت أن تفشل التجربة الديمقراطية وتبتعد عن سكّتهِا وهي العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر وقد فعلت كل ما في وسعها من أجل هذا الفشل”. وفي عامل آخر، ينسب الفشل الى الحركات الاجتماعية التي قادت التغيير “كانت مكتفية بالمراقبة ولا تترجم مطالبها إلى سياسة ملموسة ولم تصبح أطرافا سياسية مؤسسية. إنها تسببت أساسا في سقوط الطغاة لكنها لم تتحول إلى أحزاب سياسية”.

مراحل الربيع العربي والموجة الثانية

ويرى مرور الربيع العربي من ثلاث مراحل حتى الآن وهي “المرحلة الاولى من 2011 – 2012 جلبت الشباب إلى الشوارع، حيث تم خلالها تفكيك الأنظمة الحاكمة وانصب الاهتمام على التحركات الشعبية التي اعتمدت على التكنولوجيات والرموز الجديدة لمقاومة السلطة والمطالبة بالحرية”. ويرى في إجراء الانتخابات التشريعية في عدد من الدول هي المرحلة الثانية وقادت الأحزاب الإسلامية الى السلطة. وتتجلى المرحلة الثالثة في الثورة المضادة التي قادتها المملكة العربية السعودية التي أصابها الفزع الشديد من هذه الانتفاضات الديمقراطية ووظفت الأموال والقوة العسكرية والدبلوماسية للقضاء على الثورات.

ويؤكد أن العالم العربي دخل الموجة الثانية من الربيع العربي “واليوم، أصبحت المعارضة الشعبية تعود إلى الظهور بسبب الاقتناع بأن الأنظمة الاستبدادية لا يمكنها ببساطة أن تفي بوعودها السخية. نشطاء اليوم تخلصوا من الرومانسية وتعلموا أكثر التفكير الاستراتيجي… إننا نشهد ما هو أقل زخما من الموجات العارمة، ولكن بالأحرى أشكالا من المقاومة التي تتكيف مع ظروف وخصوصيات كل بلد”. ومن ضمن المميزات الجديدة للموجة الثانية، أن الرغبة في التغيير لم تعد مقتصرة فقط على الشباب بل تخترق كل الطبقات ومنها المتوسطة التي تعاني والفقيرة التي تزداد معاناة.

وعن دور الجيش في الربيع العربي يفسر ذلك “تحرك الجيش لأنه كان مدعوما من طرف دول الثورة المضادة، وفي حالات أخرى تحرك الجيش لأن العديد من القطاعات في المجتمع يريد الاستقرار والأمن وإنهاء الفوضى”.

إيران والربيع العربي

ويعتبر الأمير هشام أن أهم تطور في الموجة الثانية في الربيع العربي هو ما يمس إيران، بعدما انتفض الشعبان اللبناني والعراقي بجميع أطيافهما السياسية والدينية، ومنها الشيعة ضد الحراس الرئيسين للوضع والمقربين من إيران.

وحول هذه النقطة يؤكد: “هذا هو أكبر تطور منذ الموجة الأولى من 2011 وهو تطور يحرم إيران من ذريعة إلقاء اللوم علي الأنظمة السنية الرجعية لأن الطائفة الشيعية تخرج أيضا إلى الشارع وهذا هو الجديد: أن إيران تجد نفسها الآن في المعسكر المضاد للثورة، حيث يعمل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق كذراع لها”.

ويضيف: “بعبارة أخرى ، فإن إيران لم تعد تساند “المظلومين” أو الجماهير التي تريد التغيير في الربيع العربي وبالتالي فهي تعارض اتجاه التاريخ و تفقد ميزتها النسبية، حيث يبدو أنها تتصرف مثل المملكة العربية السعودية في مجال نفوذها. وبالتالي فإن الفجوة الكبرى السنية الشيعية بدأت تتحول مما يجعل الصراع السعودي- الإيراني أقل بروزا. ويتقاسم الناس الآن نفس النضال المشترك -النضال ضد النظام الحاكم. وهذا مظهر مبكر من مظاهر التوق الديمقراطي العميق الذي قد يغير المشهد الجيوسياسي”.

وحول الأخطاء التي يرتكبها الأمريكيون بشأن الربيع العربي، يفسر الأمير هشام: “الخطأ يكمن هنا حسب اعتقادي في ذلك الشعور بوجود الاستثناء الشرقي، وأن العرب لديهم نوع من الانجذاب الذاتي نحو الحكم الاستبدادي. والنتيجة الطبيعية لذلك هي الزعم بفشل الربيع العربي رغم مظاهرات الشباب؛ لأن أغلبية من الناس لديهم حنين إلى الحكم الاستبدادي و هناك شيء ما في تاريخهم ودينهم وفي نفسيتهم يجعلهم أكثر انجذابا لذلك. أعتقد أن هذا خطأ وإذا كان هناك ما يسمى الاستثناء العربي فقد تحطم”.

الرهان على المغرب

يتأسف الأمير لتراجع الديمقراطية في المغرب ورسوخ رؤية جديدة لدى الدولة وهي التعامل مع المعارضة والأصوات المطالبة بالديمقراطية على أساس أنها عدوة بدل غريم سياسي كما كان يحدث في الماضي. ويرى أن النظام حاول الرهان على التنمية بدل الديمقراطية، ونجح في بناء بنيات تحتية مهمة، ولكنه لم يحقق النمو الاقتصادي وتفاقمت الفوارق الطبقية.

ولا يستثني الأمير المغرب من تطورات الموجة الثانية من الربيع العربي لاسيما في ظل ارتفاع شريحة الشباب الغاضب وباقي الفئات والطبقة الوسطى والمهمشة. وشدد في الأخير على عدم التخلي عن مواقفه وآرائه التي سيظل يدافعه عنها إلى الأبد، بحسب قوله.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق