الأزمة السورية.. معالم لولادة روسيا جديدة

29 يناير 2020
الأزمة السورية.. معالم لولادة روسيا جديدة

بقلم: عبد الغني الموساوي

تعطلت حواسي ولم تعد تعمل ..صدأت المسننات برأسي و توقفت عن الدوران ولم تعد تطحن الأفكار او تغربل ما يحدث من حولي
كل شيء يمر من خلالي.. يعبرني دون ان يعلق جزء منه بداخلي
ما الذي يحدث معي جمود و فشل و رغبة في اللاشيء
غير قادر على تحريك دواليب رأسي …عاجز عن تركيب الحروف او تكوين جملة عاجز عن صناعة الفكرة …
ما الذي يحدث بداخلي …أم ان تسارع الأحداث في هذا العالم المتقلب هو ما صدمني و قلب الموازين برأسي.
إدلب ، ما بالك يا صغيرتي ، و مابال سمائك تمطر فوسفورا و ما بال غيومك التي اكتست ملامحها لون الطائرات الحربية
ما الذي جرى معك يا بنيتي حتى أصبحت اليوم مرتعا للتجارب الأجنبية ..
أهو خريفنا العربي الذي عصف بك أم هي رياح الشمال حطمتك ..
إدلب تحترق …تغتصب ..تنحر ..كلها عناوين فقدت صلاحيتها ..
فلا وجود لإدلب اليوم و لا وجود لسوريا ، بعدما إستحى بشار بإسمها و قرر أن يتلاعب بأماكن الحروف فقلب السين راءا و الراء سينا لإرضاء سيده بوتين …
غاب صوت سوريا بعدما اعتقل الأسد كل معارض و قتل و داس بقدم حديدية على أصوات الحرية ..أباد وأجرم في حق الشعب و الوطن ..
أو ليس هو الذي كان بالأمس ينادي في كل خطاباته و يؤكد على أمن الشعب و أمن الوطن ..هو الذي أقسم على حماية سوريا و صيانة حدودها من كل تجاوز و حفظ كرامة شعبها ..
فما باله اليوم ، و هل بهذه الطريقة نحمي الوطن ، أن نطغى بأرضه و نفسد كل جميل فيها .. أن نقتل و نبيد البراءة ..
إعتلى بشار الكرسي و علا به فوق جثث الأطفال و الآلاف من الأبرياء الذين أبادهم ..
ولم يكتف بهذا و حسب بل فتح سجونه و منح الذئاب الحرية مقابل إنهاء المسيرة ..مسيرة الدم ..
هوت سوريا و هوى معها العالم العربي . و خلفت بسقوطها جرحا عميقا بكل بيت عربي .. وثغرة بالذاكرة ..
كل هذا حدث ..
و لازال بعض الحمير يصفقون كل يوم بحرارة و يهتفون باسم رئيس دمر منازلهم و إغتصب نساءهم و قتل إخوانهم و أبناءهم وباع وطنهم مقابل كرسي من الذل و المهانة ..
بربكم
أو لم يستحوا ..او لم تتعب أيديهم من التصفيق كل يوم لطاغية جعل من وطنهم ساحة حرب تجرب بها كل الاسلحة و يزورها الاجانب من كل مكان ليمارسوا على شعبها كل أنواع القتل و وصفاته الجاهزة على أبرياء لا دخل لهم باللعبة
لعبة الكرسي
من منا لايعرف قصة سوريا ، قصة مأساوية بكل المعايير
كانت بداية جميلة حقا هذا ما يذكره البعض ..
مسيرة سلمية حاشدة ، بدأها الشعب السوري فارشا أرض وطنه بورود السلام و الحب ، بطريقة حضارية ، في لافتات و صيحات مخاطبا النظام ، مطالبا بحقوقه المسلوبة المنهوبة …
بدأها السوريون بالورد ،و أنهاها النظام الحاكم بالرصاص ..
حدث كل ذلك في زمن وجيز ، لقي الآلاف مصرعهم ..و تشردت العائلات و حطمت المنازل و البنايات و عم الخراب الوطن ..
سوريا التي كانت من أكبر المصدرين لأقمشة الحرير غدت اليوم أكبر مصدر للمهاجريين ..
بعضهم نجح في الفرار من بطش الاسد ..
بعضهم نجى و الكثير منهم لقو حتفهم و كان البحر مقبرة لنهاية مأساتهم ..

تبرأ الأسد اليوم وتنازل عن لقبه بعدما صارت الأسود تركع للدببة الروسية ، في غابة تسمى سوريا ..
تلاشى إسم البلد و غدت مجرد غابة يتصارع فيها الأقوياء و يموت فيها الضعفاء …
صارت مجرد كعكة مغرية يتسارع الجميع لتقسيمها و أخذ النصيب الأكبر منها .
مافعله نظام الأسد و ما يفعله بسوريا جريمة لا تغتفر ..وسط صمت عربي مخيف ،
و شطحات غير متقبلة من هيئة الخراف التي تدعي حفظ السلام و الدفاع عن حقوق الانسان بالعالم ، أم أن من يباد في سوريا كل يوم جراء الغارات الجوية .. في نظرهم مجرد أرقام بسجلاتهم العفنة لا أكثر ..
و يبقى السؤال مطروحا ، ما مصير سوريا بعد الحرب ، هذا إن كان هناك نهاية للحرب أصلا ..؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق