التغيير كما نريده

23 يونيو 2019
التغيير كما نريده

ابراهيم السماني

التغيير بمفهومه الصحيح هو تبديل الوضع الحالي إلى وضع أحسن، هو الانتقال من مرحلة إلى أخرى أفضل منها عطاء وإنتاجا.

هذا هو التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه جميعا دون تفرقة ولا نزاعات وذلك من أجل الحفاظ على وحدتنا الترابية.

التغيير الذي يهمنا ويخصنا جميعا هو التغيير الذي يطهر البلاد من الفساد والريع.

لكن لا يتحقق بالكلام فقط، بل لا بد من تفعيل القانون الذي يخدم الشعب ولا يخدم فقط الطبقات البورجوازية والحاكمة المتحكمة في اقتصاد بلدنا.

لأن محاربة الفساد تقتضي منا جميعا تطبيق المحاسبة والمراقبة لجميع المسؤولين بدون استثناء دون تدخل أي جهة عليا في البلاد.

يجب محاكمة أي فاسد أو فاسدة ثبت في حقهما الاختلاس او النهب في جميع مؤسسات وقطاعات الدولة إذا ثبت ذلك في حقهما.

يجب محاسبة الناهبين للمال العام واعتقالهم في السجون بدل اعتقال الأبرياء من فاضحي الفساد ومعتقلي الرأي العام.

التغيير لن يتحقق في ظل سياسة فاسدة تحمي ناهبي المال العام وسارقي خزائن الدولة.

لأنه لا يمكن بناء الوطن مع منظومة فاسدة تحمي المافيات المتخصصة في الاستيلاء على كل شيء حتى على أراضي الضعفاء داخل القرى ، على وأراضي الجالية المغربية للخارج.

لماذا لم يتم لحد الآن محاسبة مافيات العقار؟ الذين سرقوا أراضي غيرهم بالتزوير وشراء رجال السلطة الفاسدة حتى تتم حمايتهم من المتابعة القانونية.

أين تذهب أموال القروض الكبيرة من البنك الدولي وغيره؟ التي أغرقت الدولة في الديون؟

لا يتم بناء الوطن في ظل دولة تعطي الحصانة لمجموعة من اللصوص الذين ينهبون بدون توقف دون حسيب ولا رقيب.

ويجب وقف مهزلة مسرحية فتح تحقيق حول مجموعة من الاختلاسات في صناديق الدولة وعلى رأسها صندوق الإيداع والتدبير والصندوق المغربي للتقاعد وصندوق التنمية الفلاحية ، وغيرها من الاختلاسات التي فضحت مسؤولين كبار لم يتم حتى التحقيق معهم أو متابعتهم قضائيا.

فمن يحمي يا ترى كل هؤلاء الفاسدين الناهبين لأموال الشعب؟

لن يتحقق التغيير في ظل سياسة التحكم في السلط ، بل لا بد من فصل كل سلطة عن الأخرى دون تدخل أي جهة عليا في البلاد.

ولن يتحقق التغيير حتى يصبح القانون يطبق على الجميع بدء من أعلى سلطة في البلاد.

كل هذه العناصر والمقومات الأساسية لا يمكن الاستغناء عنها.

لن يحقق التغيير شعب يتلبسه الخوف والعبودية والنفاق والذل من جميع الجوانب.

الأنانية والخوف والعبودية للأشخاص لا يحققون أي تغيير للشعوب ، بل يزدادون ضعفا وهزيمة نفسية وخضوعا لعصابات النهب والاستيلاء على ثرواتهم.

تحقيق التغيير والعدل لن يتما إلا عن طريق شعب قوي بالإيمان وعزة النفس ، شعب قوي بتوحده وفكره الطاهر ، له أفراد مستعدون للتضحية بأرواحهم لتحقيق العدل على أرضهم انتصارا لحقوق الجميع وعلى رأسهم المستضعفين والمظلومين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق