إنفجار وعي جزائري مغربي قد يحقق حلم الوحدة المغاربية

23 يوليو 2019
إنفجار وعي جزائري مغربي قد يحقق حلم الوحدة المغاربية

الصٌَحافة _ عبد الغني موساوي

قالو إن في الاتحاد قوة.. فلماذا افترقوا..

بعد أن وقع الشعبان ضحية بشباك الكراهية والبغض المحاكة بمغازل سياسية خفية..

بعد أن سقطوا في أخطاء الماضي وظلوا بدوامته يتخبطون

جاءت الكأس الافريقية لتوحدهم

فإثر فوز المنتخب الجزائري على نظيره الإيفواري و تأهله لنصف نهائي كأس الأمم الإفريقية، شهدت الجزائر موجة فرح عارمة شملت جل مدنها من الحدود إلى الحدود، لم تكن ملامح الاحتفال من هتاف و رايات وأضواء، وأبواق سيارات متلاحقة الشيء الملفت في الأمر، لأنها أجواء تلي فوز و تأهل كل منتخب، كل شيء حدث بالحدود المغربية الجزائرية، في مشهد تدمع له الأعين، مشهد مؤثر لم تلتقطه عدسات السياسة، و لا هي منابر الإعلام سارعت إلى نقله .. فحتى الصحافة غدت بأيامنا هذه خاضعة مقيدة، تسيرها أياد خفية وفق أذواق سياسية، لتزوير الحقائق وبث الإشاعات والأكاذيب، خدمة لاجندات سياسية.

جزائريون ومغاربة يصنعون الحدث بعيدا عن الملاعب والشاشات يتشاركون الفوز بالتلويح والهتاف محاولين إيصال أصواتهم ونقل رسائلهم الواضحة، رسائل مفعمة بالحب والأخوة الصادقة.

فالحب في قلوبهم لا يعترف بالقرارات المجحفة للحكام و لا بالحدود.. ، لم ينته المشهد عند حمل الشعارات و الهتاف من بعيد ،لابد من عناق و لم شمل للعائلة التي دام فراقها قرابة ربع قرن ، لابد من وضع حد لهذه الحدود، لم تتوقف فرحة الفوز عند هذا الحد ، بكل شجاعة اقتحم شابين جزائريين الأراضي المغربية عرفانا بوقفة الأشقاء المغاربة وتجاوزا الحائط الحدودي الفاصل بين حلم قديم للشعبين.. قفزة تاريخية أزالت شكوك كل مشكك في وحدة البلدين..

تلك القفزة قالت كل شيء..فلا الأسلحة ستخيفهم ولا الحدود الواهنة ستمنعهم من تحديد مصيرهم، لن تفرقهم بل ستزيدهم قوة وبسالة في عبور طريق الوحدة دون تردد أو عودة..

قفزة سيخلدها التاريخ بين صفحاته و ستبقى وصمة عار بوجه السياسيين و الحكام .. قفزة ستعيد ترتيب الكثير من الأشياء بين البلدين.. وستفتح الكثير من الأوراق التي يجب إعادة النظر في شأنها.

بعد دقائق قليلة تلت تلك الخطوة.. انتشر فيديو التقطته كاميرات المحتفلين بقلب المكان وأشعل ذلك الحدث منصات التواصل الاجتماعي جيث تبادل الكثير من الناشطين على صفحاتهم شعارا واحدا لخصوه في هاشتاج #إفتحوا الحدود، والكثير من العبارات المنادية إلى التخلص من تلك الحواجز التي باتت اليوم تشكل عائقا كبيرا بالنسبة للبلدين من جميع النواحي لاسيما الاقتصادية، والاجتماعية منها..

وقد قام الكثير من الفنانين جزائريين ومغاربة بإطلاق ألبومات مشتركة تناشد المسؤولين والسياسيين بفتح الحدود وإنهاء معاناة الشعبين الشقيقين.

رغم الانتشار الواسع لهذا الحدث بسرعة وتداوله على المواقع الإلكترونية المختلفة.. إلا أنه لم يلقى أي ترحيب أو اهتمام من طرف المسؤولين بكلا البلدين..

وهذا ما يحدث حقا بعالمنا العربي.. للأسف تغير كل شيء و لم يعد الحكم بيد الشعب.. فالسياسة بالأوطان العربية كانت و لازالت تسير وفق مناهج إستعمارية ..مخططات خبيثة تطبق بطريقة ذكية لضرب وحدة العرب..

فالربيع العربي لم يكن كافيا لإسقاط الثور الأبيض على ما يبدو، يريدونه خريفا يقضي على الأخضر و اليابس بمروره و يشتت شمل المغرب الكبير و يعيده إلى الحقبات الإستعمارية المنصرمة.

ربع قرن مضى و الحدود بين البلدين الشقيقين لازالت مغلقة و لازالت القلوب بها معلقة .. أسر وعائلات مشتتة في وطن واحد فصلت بينهم أياد فاسدة و قوانين مجحفة غير عادلة .

ويبقى السؤال مطروحا و الحلم موقدا.

هل سيتخلص المغاربة و الجزائريون يوما ما من حاجز إسمه الحدود و ورقة تؤرقهم تدعى التأشيرة .. هل ستجتمع العائلة في وطن واحد موحد من جديد..

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق