إسبانيا تعين أول امرأة مديرة للإستخبارات وتساؤلات مريبة حول رؤيتها للمغرب

4 فبراير 2020
إسبانيا تعين أول امرأة مديرة للإستخبارات وتساؤلات مريبة حول رؤيتها للمغرب

الصحافة _ القدس العربي

عينت الحكومة الإسبانية أول امرأة في منصب مديرة للاستخبارات في هذا البلد الأوروبي. وكباقي الدول الديمقراطية تحرص إسبانيا على عدم بقاء أي مدير أكثر من ولايتين لتفادي بناء لوبيات قد تؤثر على حماية الأمن القومي للبلاد. ويعد المغرب رئيسيا في أجندة الاستخبارات الإسبانية

وصادقت حكومة مدريد الجمعة على تعيين باث إستيبان لوبيث في منصب مديرة الاستخبارات الإسبانية وهي التي كانت تشغل هذا المنصب منذ منتصف الصيف الماضي بشكل مؤقت بعد الاستقالة غير القانونية للجنرال فليكس سانس. وعكس المدراء الثلاث السابقين الذين أتوا من مجالات غير الاستخبارات، تنتمي المديرة الجديدة إلى عالم الاستخبارات الذي التحقت به منذ الثمانينيات.

ومنذ بداية العقد الماضي، تولى إدارة الاستخبارات الدبلوماسي الذي كان سفيرا في المغرب خورخي ديسكيار ما بين 2000-2004، ثم المهندس ألبرتو سانس كورتيس 2004-2009 وهو الذي كان بعيدا عن الاستخبارات والدبلوماسية بل متخصصا في الصناعة، ثم الجنرال فليكس رولدان ما بين 2009-2019 وهو القادم من القوات العسكرية، أخيرا باث إستيبان لوبيث بشكل مؤقت خلال يوليو الماضي وبشكل رسمي ابتداء من 31 يناير الماضي.

وانضمت المديرة الجديدة البالغة من العمر 62 إلى الاستخبارات عام 1983 بعدما تخرجت من جامعة مدريد وتخصصت في التجسس الخارجي وعملت في مركز الاستخبارات في العاصمة مدريد خلال العقدين الأخيرين حتى تعيينها نائبة المدير، وابتداء من أمس الجمعة مديرة للاستخبارات.

وتعتبر إسبانيا ثاني دولة أوروبية تعين امرأة على رأس جهاز الاستخبارات بعد بريطانيا التي عينت ستيلا ريمنغتون مديرة للاستخبارات الداخلية إم 5 ما بين 1992-1996.

ومنذ إنشاء الاستخبارات في شكلها الجديد في إسبانيا عام 2002، تعمل الحكومة على استشارة الأحزاب في التعيين والأخذ بآرائهم، ثم عدم تجاوز المدير مدة عشر سنوات، وذلك تفاديا لقيام المسؤول ببناء لوبيات وشبكات قد تؤثر على الأمن القومي.

وتتولى الاستخبارات الإسبانية حماية الأمن القومي للبلاد، وتعمل على ملفات متعددة منها الإرهاب والهجرة ومراقبة تطورات شمال إفريقيا وخاصة المغرب علاوة على الانخراط في المفهوم الجديد للاستخبارات وهو التجسس الاقتصادي، سواء سرقة المعلومات أو حماية الصناعة وعالم الأعمال في إسبانيا.

ويعتبر المغرب دولة رئيسية في أجندة الاستخبارات الإسبانية، ويحاول كل مدير جديد الحفاظ على الفكرة الرئيسية وهو أن المغرب مصدر قلق أو خطر بسبب ملفات كثيرة متشابكة، لكن كل واحد يحاول طبع العلاقات خاص. وكان خورخي ديسكيار ينتمي الى ما يعرف ب “مجموعة المغاربة” في وزارة الخارجية الإسبانية أي تلك المجموعة التي راهنت على انفتاح على المغرب ومن ابرز أسماءها ميغيل آنخيل موراتينوس الذي سيصبح وزيرا للخارجية. وكان ديسكيار يصر على التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات لامتصاص التوتر بين البلدين. وجاء بعهد ألبرتو ساينس الذي لم يكن خبيرا في الاستخبارات، وراهن على تقوية العلاقات مع المغرب في محاربة الهجرة ومكافحة الإرهاب، لهذا أحاط نفسه بخبراء وتقنيين في هذه الفضايا. ورغم انتماءه الى المؤسسة العسكرية، اهتم الجنرال فليكس رولدان بتطورات المغربي عسكريا مع الحفاظ على مستوى متميز من التعاون في الهجرة ومكافحة الإرهاب.

وبدون شك، ستحاول المديرة الجديدة باث إيستيبان الحفاظ على الخط نفسه ومحاولة مسايرة أجندة حكومة بيدرو سانتيث التي تتميز بالرهان على الحوار، لكن في آخر المطاف تبقى مؤسسة استخباراتية ترغب في معرفة أدق التفاصيل حول المغرب طالما يستمر المغرب في الفكر الدبلوماسي والسياسي والعسكري والمخيال الشعبي مصدر القلق أو الخطر.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق