أيها المغربي.. لماذا يُريدك حكام البلاد أن تكون فقيراً؟

16 يوليو 2019
أيها المغربي.. لماذا يُريدك حكام البلاد أن تكون فقيراً؟

الصٌَحافة _ رشيد الطاهر

لا يمر يوم الا وتسمع وتشاهد صرخات ونداءات مواطنين مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا يريد شراء دواء لابنته واخر يقتحم مؤسسة بنكية ليسرق لتغطية مصاريف علاج والده وأخرى تعرض لحمها مقابل دريهمات لتغطية مصاريف الدراسة الجامعية. فلماذا وصل بنا الحال الى هذه الدرجة؟ وهل المغرب أصلا بلد فقير (اوي) كما قالها عبد الفتاح السيسي في أحد خطاباته الهزلية؟ ام أن الشعب حكم عليه ان يكون فقيرا ليسهل التحكم فيه؟

أولا، المغاربة كشعب مسلم في مجمله، وهذا الدين الذي عرف عليه ان دين قوة وعزة وان المومن القوى خير من المومن الضعيف وفي كل الخير (او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). فالاعتقاد الإسلامي يحفز المسلم على العمل والرزق الحلال، وكل الخطابات المشبوهة التي يصدح بها بعض الخطباء أيام الجمعة من قبيل ان الله يحب الفقراء! وان الفقراء هم أسبق الناس بالجنة فهذا افتراء على الله ورسوله، لان كل من يعد الناس بالفقر والعوز فهو شيطان لقوله جل في علاه: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ – سورة البقرة الآية 268.

فسياسة الدولة المعتمدة على التفقير الفعلي والمعنوي للمواطنين تريد أن يتشبع قلبك في المساجد بضرورة شكر الله على الرضاء بالقليل والبساطة، ويأتي بعدها دور المدرسة التي تحض التلميذ على القناعة وان القناعة كما لقن لنا وللأجيال المتمدرسة كنز لا يفني!! وثم تتسلمك بعدها قنوات الاعلام المغربي التي تتفن وتصور ان المغرب جنة الله في الأرض وأننا في مصاف الدولة المتقدمة وان علينا حمد رب العباد على خيراته فحين ان المؤشرات العالمية للتنمية البشرية للمغرب تضعه في ذيل الأمم حتى ان بعض الدول التي تشتعل فيها الحروب تتفوق علينا في معدلات التنمية البشرية والتعليم كدولة فلسطين وبعض الدول الافريقية التي كانت الى عهد قريب مضربا للمثل على الفقر والتخلف كدولة إثيوبيا.

فلماذا يحرص النظام المغربي على الخطابات المروجة للفقر والرضاء بما قسمه الله لنا والقناعة لأنها كنز لا يفنى كما درسونا في الأقسام الابتدائية، هذا ما سنناقشه مع حضراتكم في هذا المقال.

كان في عصر انحطاط الدول الغربية دور مهم للكنيسة التي تهين على جميع مناحي المواطن الغربي وكان وقتها خطاب الكنائس الغربية يدعو الى الزهد وحب الفقر وكان الامر مقصود، لان المسيحي البسيط يشقى طول يومه ليقدم ما جناه الى كنسية كصدقة وعربون محبة الرب وان الرب يحب الفقراء، فكلما اغتنى المسيحي (في نظرهم) فذلك من سخط الرب عليه. فكلما تشبع المسيحي بثقافة الفقر والقناعة الكاذبة، فشبعت ارصدة القساوسة والرهبان بأموال عامة الشعب، ومن غريب الصدف انه في وقتنا الحالي عندما يخطب الخطباء في المنابر عن الفقر والرضي فإن وزارة الأوقاف الإسلامية في المغرب تعتبر من أغنى الوزرات!!!

والهدف الثاني من حث الكنيسة للبسطاء المسحيين على التبرع والتصدق بأموالهم وهو مخافة ان ينافس هؤلاء العامة طبقة الأغنياء في المجتمع او ما يسمى وقتنا بالطبقة البورجوازية، ونفس الامر يتحقق في مغربنا الحبيب إذ يتحكم في الاقتصاد المغربي الإمبراطورية الاقتصادية للملك والحلقة الضيقة المحيطة به والمستفادة من المغرب النافع وغير النافع. إذا فليس من مصلحة الملك وحاشيته الغنية ان ينافسهم أحد من الرعية فيتم تخديرهم بالخطاب الديني تارة والخطاب الإعلامي تارة أخرى.

خلاصة القول، نشر ثقافة الفقر بين أوساط المجتمع سياسة مقصودة من النظام المغربي، ليزداد الغني غنا ويزادا الفقير ذللا وهوانا، والامر يتم باستعمال جميع الوسائل المتاحة من توظيف للدين الإسلامي وغسيل الدماغ بطريقة مستمرة. فقد يسأل سائل ما هو السبيل للخروج من هذه المصيدة، أولا الرجوع للدين الصحيح الذي يحث على التعلم والبحث عن الرزق الوفير فصحابة رسول الله أغلبهم كانوا من كبار التجار ولم يقول لهم رسول الله كفاكم غني بل قال ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم، عندما جهز لجيش العسرة. وثانيا الاستمرار في مقاطعة جميع الشركات الناهبة لأموال الشعب حتى يكون للمواطن البسيط صوت يسمع ويحاسب الغفير كما يحاسب الوزير.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق