أنا ودادي، وأنا رجاوي.. شرف الإنتماء قبل كل شيء

31 أكتوبر 2019
أنا ودادي، وأنا رجاوي.. شرف الإنتماء قبل كل شيء

الصحافة _ وكالات

مع اقتراب الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين الوداد و الرجاء يكثر الحديث عن التكهن بالنتائج لكن كل ذلك يبقى استثناء إذا علمنا أن من الوداديين و الرجاويين من يرتبط بفريقه إلى حد الهيام و أن شرف الانتماء يبقى أسمى من كل شيء….

هذه العلاقة التي تتجاوز التشجيع لتصبح علاقة اندماجية يختلط فيها ما هو رياضي بما هو نفسي ليصبح الحديث عن الفريق إحساس ومشاعر، يتعايش معها المشجع في كل مكان في المنزل، المدرسة، المقهى والشارع و حتى العمل….إليكم في هذه الورقة نموذجين لهذا الصنف من مجبي الأحمر و الأخضر. .

أنا ودادي..

لــم أشجع الوداد أبدا من أجــل انتصــاراته ، ولن أخذله أبدا عند خساراته ، فقــد رضعت عشقـ الــوداد منذ الطفولة كيف لا و أنا الذي كنت أرافق والدي كل جمعة إلى المسجد العتيق بمدينة الدارالببيضاء لاستمتع بالجلوس إلى جانبه و الانصات إلى الحديث الذي كان يدور بين الوداديين القدماء و على رأسهم المرحوم الحاج محمد بنجلون مؤسس الوداد المعروف بشكولا نظرا لسحنته القمحية

فإن كنت قد أحببت الفريق الأحمر فذلك لكونه حزءا من حياتي اليومية فأينما مررت بأزقة المدينة العتيقة ليس هناك حديث إلا عن الوداد و رجالاته، رجال أفنوا زهرة شبابهم للدفاع عن حرمة الوطن شباب وطنيين جعلوا من الرياضة وسيلة للتعبير عن رفضهم القاطع للمستعمر الغاشم، الذي حاول جاهدا منع أصدقاء المرحوم الحاج محمد بنجلون من مزاولة نشاطهم الرياضي و السياسي، و الحد قدر الإمكان من شعبية فريق الوداد الرياضي بإعتباره فريق الوطنيين المخلصين لبلدهم المغرب، و المدافع عن حقوق المغرب و المغاربة إبان الاستعمار.

و إذا عدنا إلى عهد قريب فالوداد الغني بألقابه و بطولاته يجعلك تفتخر بالانتماء إليه فحب الانتماء لا مقياس له فحبي لهذا النادي يزداد يوما بعد يوم لأن القلب لا مكان فيه لحبيبين، وما زادني حبا فيه هو الجمهور الأحمر أو كما يطلقون عليه ب »بوحمرون » ، فلحد الساعة فلم و لن أكف أبدا عن مشاهدة فيديوهات هذا الجمهور المتميز و الرائع، بل استمتع دائما بأغاني إلتراس (وينرز) التي تتغنى بتاريخ و أمجاد الفريق على رغم أنني لا أحفظها و قليلا ما استمتع بالاستماع بالأغاني لعدم توفري بكل بساطة على إذن موسيقية

أما أفراد العائلة فهم متيمون بحب أكبر نادي في المغرب من الوالد رحمة الله عليه الذي كان يحضر لقاءات الوداد في ملعب سطاد فيليب و هم محاطون بجحافل « التيرايور السينغاليين » إلى إبنائي الذين يحبون القلعة الحمراء بل و يحملون ألوانها بكل فخر مؤمنين بالمقولة الشهيرة « حمل قميص الوداد فخر وتبليله بالعرق واجب »

فالوداد يبقى فريق الألقاب و المبادئ و فريق البيضاويين بكل مشاربهم فهو لم يعد ذلك الفريق الذي تجمعك به علاقة تسعون دقيقة إلا أنه تخطى ذلك بكثير، فالعلاقة لهذا الفريق متميزة تتخطى حالة انتماء إلى كونها إحساس ومشاعر، وأصبحت تعاش في كل مكان في المنزل، المدرسة، المقهى والشارع و حتى العمل .

وأنا رجاوي..

منذ نعومة أظافري و أنا أتتبع نادي الرجاء الرياضي ، هذا النادي الذي قدم الكثير لمشجعيه و لكرة القدم المغربية ، النادي الذي يجعلني أبتسم عند كل « قنطرة صغير » أو مراوغة أحد لاعبيه للاعبي للفريق الخصم.

لقد نشأت مع « دقة دقة » الشهيرة التي طورها مستودع ، و النجاري و زملاؤهما في الفريق ، والتي أذهلت الجماهير في المدرجات والمشاهدين أمام التلفاز.

شعرت أيضًا بقشعريرة بمجرد سماع إيقاع الطبول « مانولو » و أنا أهم بالدخول رفقة والدي إلى المجمع الرياضي محمد الخامس. ….الرجاء بالنسبة لي هو أكثر من مجرد نادي، إنه مصدر سعادة شديدة.

كل أسبوع ، و أنا في انتظار مباريات معشوقتي أحس بتأجج عواطفي و نفاذ صبري. إنه أفضل وقت أقضيه خارج العمل أو في المنزل ، ففي « دونور » المقر « الأسطوري » لكرة القدم بالدار البيضاء الذي شهد مواهب رجاوية استثنائية مثل ضلمي ،و الحداوي ، و شادلي ، و أبو شروان وغيرهم كثيرون .

أشعر بهبات الهواء النقي بمجرد دخولي إلى هذا الملعب ، كما لو أنني ولدت من جديد. أشعر أنني أنتمي لعائلة ثانية لفترة ما بعد الظهر أو في المساء. أسمح لنفسي أن تسبح مع اللعب الأنيق ل « Green Eagles » وأهتز بإيقاع الأغاني و اللوحات الجميلة لـ « Curva Sud »…. ساعة ونصف من المرح والاعتزاز بالانتماء إلى النادي ، مهما كانت النتيجة في نهاية المباراة.

مشاركة الرجاء في المباراة النهائية للنادي العالمي عام 2013 ، وإنجازاته في نهائيات أبطال الدوري عامي 1997 و 1999 ، … نعم ، لقد عشتهم جميعًا بحماس ودائما بنفس العاطفة ، تمامًا مثل كل عشاق كرة القدم. سأقول لأطفالي في أحد الأيام أن الرجاء ليس مجرد نادي ، بل هو أسطورة وكبرياء لكرة القدم المغربية والإفريقية.

فريق الرجاء ، الذي أحبه و أعشقه ، يدفأ قلبي ويجعلني أنسى مشاكل الحياة اليومية ، سأقول ببساطة إنه مضاد للاكتئاب بالنسبة لي ، وأكثر فعالية من بروزاك أو سيروبليكس أو Deroxat ، أو كل ذلك معا.
نادي الرجاء الرياضي ، شكرا لك على هذا الحضور!

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق