أرشيف الموساد: الدليمي هو من أشرف على اغتيال بنبركة وهكذا قام بقتله

29 أكتوبر 2019
أرشيف الموساد: الدليمي هو من أشرف على اغتيال بنبركة وهكذا قام بقتله

الصحافة _ وكالات

في 29 أكتوبر من كل سنة تحل ذكرى اختطاف المعارض اليساري المغربي المهدي بنبركة. وفي شهر مارس من سنة 2015، نشرت صحيفة “يدعوت أحرنوت”، تحقيقا كشفت فيه عن دور الموساد الاسرائيلي في عملية اغتيال المعارض اليساري المغربي المهدي بن بركة في العام 1965، وهو ما تسبب آنذاك في نشوء واحدة من أخطر وأشد الصراعات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وجاء في تحقيق الجريدة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه ليفي أشكول أمر بالتحقيق في دور “الموساد” في اغتيال بن بركة، وشكل لجنة خاصة لهذه الغاية.

وتحدث التحقيق عن تفاصيل اغتيال المهدي بنبركة، حيث أشار إلى اسم الشيفرة الذي أعطي لقضية التعاون مع المخابرات المغربية بهذا الشأن والذي كان “بابا بترا”، وهو ما ظهر أولًا، في 23 مارس من سنة 1966، في رسالة تكليف لجنة التحقيق التي كان في عضويتها رئيس الأركان الأسبق الجنرال يجئال يادين وعضو الكنيست زئيف شرف. وتشكل رسالة التكليف ذروة الأزمة في المؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية التي نبعت من اكتشاف الدور الإسرائيلي في اغتيال بن بركة على الأرض الفرنسية.

وجاء في التحقيق أن قائدا الاستخبارات المغربية محمد أوفقير وأحمد الدليمي لم يفلحا في تحديد مكان بنبركة والعثور عليه. ونظرًا للخدمات التي قدمها المغرب لإسرائيل في القمة العربية التي انعقدت في المغرب سنة 1965 طلب الدليمي وأوفقير من مئير عميت رئيس الموساد في حينه تقديم خدمة للملك، وهي المساعدة في اكتشاف مكان بن بركة والتخلص منه.

وتقلت الجريدة الاسرائيلية عن مئير عميت قوله “بدا طلب المساعدة في التخلص من الرجل أمرًا طبيعيًّا في نظرهما. ينبغي التذكير بأن منظومة القيم لديهم تختلف تمامًا عنا. وواجهتنا معضلة: أن نساعد فنتورط، أم نرفض فنعرض للخطر انجازًا قوميًّا من الدرجة الأولى. كان القرار حازمًا: التمسك بمبادئنا وعدم التورط في مساعدة غير توفير الأداة، ودمج الموضوع ضمن منظومة نشاطاتنا المقبولة معهم.. وبالفعل تصرفنا بمسؤولية كاملة، ولم نتخطَّ الحدود التي قررناها لأنفسنا”.

وتمثلت مهمة الموساد الأولى في اكتشاف مكان بنبركة، وهذا ما تم حيث سلم الموساد عنوان مكان تواجد بنبركة إلى الدليمي، وطلبت المخابرات المغربية من نظيرتها الإسرائيلية مساعدتها في استئجار شقة وتوفير أدوات تمويه، وجوازات سفر مزورة…

وبعد ذلك طلب الدليمي من إسرائيل لوحات سيارة مزورة وسما قاتلا. رفضت إسرائيل تقديم لوحات مزورة، واقترحت استخدام سيارات مستأجرة تستطيع تقديم وثائق مزورة لها. وفي 25 تشرين الأول وصل عميت إلى الرباط في زيارة روتينية، وهناك فاجأه الدليمي قائلًا: “العملية تتدحرج” وصار لزامًا على “الموساد” التجند لتقديم العون.

وبعد يومَين من ذلك، عاد الدليمي إلى باريس للإشراف على العملية، حيث كان في استقباله في المطار أحد رجال “الموساد”. وشكل “الموساد” خلية في باريس لحمايته، كان من بين أعضائها زئيف عميت ابن عم مئير عميت. واتفق الدليمي مع “الموساد” على أن يكون رجالها في باريس جاهزين للمساعدة في حال الطوارئ.

وعندما وصل بن بركة حاملًا جواز سفر ديبلوماسيا جزائريا في 29 أكتوبر للقاء صحافي فرنسي، كان طعمًا قدمته له المخابرات المغربية. وقرب المطعم الذي كانا سيلتقيان فيه طلب منه شرطيان فرنسيان مأجوران من الدليمي مرافقتهما. وتم اختطافه إلى الشقة السرية حيث قام الدليمي شخصيًا بتعذيبه بقصد الحصول على معلومات، وبطرق فظيعة من الكي بالسجائر إلى المس الكهربائي. لكن التعذيب الذي قتل بن بركة كان غطس رأسه في الماء إلى أن يختنق.

وقال أليعزر شارون، الذي كان مدير مكتب “الموساد” في المغرب، إن المغاربة أبلغوه لاحقًا أنه في كل مرة كان يخرج فيها رأس بن بركة من الماء كان يبصق في وجه الدليمي ويشتم النظام المغربي، مضيفًا إن بن بركة قُتِل في الشقة من التعذيب، حيث كانوا يشددون تعذيبه في كل مرة.

وبعد مقتل بنبركة طلب المغاربة العون من الموساد، وأرسل رافي إيتان مسؤول الموساد في إسرائيل، لهم من يساعدهم في التخلص من الجثة، . وقد حمل رجال “الموساد” الجثة ونقلوها إلى غابة قريبة من باريس حيث دفنوها. ومن أجل التغطية على الجريمة ألقوا على الجثة مادة كيميائية تتفاعل بشدة مع المياه لتذويب الجثة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق