أبو رخصة وآخرون .. القصة الكاملة لرياضيون مغاربة اختاروا الهجرة السرية بسبب “تعرضهم للتهميش”

29 أكتوبر 2019
أبو رخصة وآخرون .. القصة الكاملة لرياضيون مغاربة اختاروا الهجرة السرية بسبب “تعرضهم للتهميش”

الصحافة _ وكالات

مريم بوحيد، أيوب مبروك وآخرون، كان آخرهم البطل في رياضة التايكواندو أنور أبو رخصة، هم رياضيون مغاربة قاسمهم الوحيد هو “تعرضهم للتهميش” في بلدهم الأم، الأمر الذي دفعهم إلى التفكير في الهجرة غير القانونية من أجل تحسين مستواهم المعيشي. قرار أثار ردود فعل متباينة بين منتقد للمسؤولين على عدم اهتمامهم بهؤلاء الأبطال، وفئة منتقدة لخطوة الإقدام على الهجرة خاصة بعد قيام أبو رخصة برمي ميدالياته في البحر.

تداول مجموعة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام الماضية مقطع فيديو لبطل المغرب في رياضة التايكواندو أنور أبو رخصة وهو على متن أحد قوارب الهجرة غير القانونية، حيث قام برمي مدالياته في البحر احتجاجا على “تهميشه”.

أبو رخصة، لم يكن هو الرياضي الوحيد الذي فكر في الهجرة نحو بلاد المهجر وإن كانت بطريقة غير قانونية، حيث سبقه أخرون من قبيل لاعبة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية، مريم بوحيد، والتي هربت من بعثة المنتخب في إسبانيا، إلى جانب بطل الكيك بوكسينغ أيوب مبروك، الذي لقي حتفه سنة 2018 إثر انقلاب القارب المطاطي الذي كان يقله رفقة مجموعة من المهاجرين نحو إسبانيا.

في هذا الإطار أكد الخبير الرياضي منصف اليازغي على أن هجرة الرياضيين “ليست ظاهرة مرتبطة فقط بالمغرب”، موضحا : “تنقسم هذه الظاهرة إلى نوعين، الأول هو ما نراه في المغرب، تونس، الجزائر وغيرها من الدول الإفريقية والعربية، حيث يقدم بعض الرياضيين على الهجرة بهدف تحسين ظروفهم المعيشية، ثم النوع الثاني، والمتمثل في إقدام رياضيين من فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية على الهجرة نحو أمريكا بحثا عن مستوى أكبر من التباري والمنافسة الرياضية”.

وبخصوص هجرة الرياضيين المغاربة، أشار اليازغي في تصريح لموقع القناة الثانية إلى أن هذه الفئة “إذا لم تتألق عالميا، وتشارك في مباريات قارية ودولية، فإنه لا يمكن أن تضمن مستوى معيشي جيد، بالتالي فالفوز بكأس العرش أو أي بطولة وطنية، لن يسمح لهم بالحصول على عمل قار أو عيش كريم”.

وأضاف اليازغي أن الرياضي المغربي في بدايته يكون مجبرا “على الاختيار بين الرياضة أو متابعة الدراسة، وهو ما يجعل مستقبله مهددا”، مشيرا إلى أن الدولة “وضعت سلما إداريا لتوظيف الرياضيين، يسمح فقط بتوظيف المتوجين عالميا، حسب الألقاب التي حصلوا عليها”.

وفيما يتعلق بالرياضيين الحاصلين على ألقاب وطنية، أوضح اليازغي أن بعضهم “يحصل على مأذونيات نقل أو أن السلطة المحلية في المنطقة التي ينتمي إليها البطل الوطني تقوم بتوظيفه في الجماعات المحلية بشكل يتناسب مع مستواه التعليمي، ما عدا ذلك، ليس هناك تصور للدولة من أجل ضمان العيش الكريم لهؤلاء الرياضيين”.

ومن أجل انقاد الرياضة المغربية بجميع أصنافها وتفادي تكرار سيناريو هجرة الأبطال المغاربة بشكل غير قانون، دعا اليازغي إلى تطبيق “برنامج رياضة ودراسة، بشكل يسمح للشخص بأن ينجح في المسارين ويختار فيما بعد ماذا يريد، وحتى يكون قادرا على ضمان عمل ومستوى عيش كريم في حال فشله في الرياضة”.

وطالب اليازغي بتغيير “البرنامج التعليمي وملاءمته مع الجانب الرياضي، وتوفير حيز زمني في اليوم للممارسة الرياضة كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب ضرورة عمل وزارة الشباب والرياضة على إيجاد صيغة لإدماج الأبطال الرياضيين على الصعيد الوطني بشكل يحفظ لهم كرامتهم”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق